سياسة
مليشيا السراج تنتقم من "صبراتة وصرمان".. أسقطتا الإخوان
ما بين جرائم متعددة وفراغ أمني، تعمل مليشيات "الوفاق" الليبية على ترويع مواطني "صبراتة وصرمان" جراء مواقفهم بالانتخابات البلدية.
وانتفضت المدينتان ضد الإخوان في الانتخابات البلدية، التي أجريت الأسبوع الماضي، حيث عززتا فوز القائمة المنافسة للتنظيم.
اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، دقت ناقوس الخطر، حيال تطورات الأوضاع الأمنية وتصاعد مؤشرات الجريمة والجريمة المنظمة والجرائم الجنائية التي تشهدها مدينتا صبراتة وصرمان خلال الفترة الحالية.
وأعربت "الوطنية لحقوق الإنسان"، في بيان اطلعت "العين الإخبارية"، عن بالغ قلقها حيال وقوع جرائم السرقات والنهب والسطو المسلح على ممتلكات المواطنين جراء الفراغ الأمني وانتشار السلاح وسطوة وسيطرة المليشيات المسلحة والخارجين عن القانون في هاتين المدينتين.
ملاحقة الجناة
وطالبت المنظمة الحقوقية، داخلية فايز السراج (رئيس الحكومة)، بالتحرك العاجل لضبط الوضع وفرض الأمن والاستقرار وملاحقة الجناة وضمان تقديمهم إلى العدالة، ومكافحة الجريمة والجريمة المنظمة بالمدينتين، من منطلق مسؤولياتها القانونية والوطنية.
والأسبوع الماضي، أطلق رئيس المجلس التسييري لبلدية صبراتة، رمزي مسعود، صرخة غاضبة تجاه تلك المليشيات، التي سيطرت على مقدرات المدينة وبثت الرعب في نفوس الآمنين.
وكشف عن استمرار انتهاكات المليشيات، والتي كان أحدثها اختطاف ليبيين اثنين هما: امحمد مفتاح امحمد أبو صبيع، ومصطفى مفتاح امحمد أبو صبيع، من قبل مليشيا مسلحة داهمت منزلهما واقتادتهما إلى جهة مجهولة.
انفلات أمني
وقال مسعود: إنه "في الوقت الذي كنا نتطلع فيه لبناء دولة مدنية يتمتع فيها المواطن بحقوق المواطنة الكاملة، فوجئنا منذ دخول قوات الوفاق لمدينة صبراتة بالانفلات الأمني".
وأكد أنه "حتى اليوم تعاني البلدية من سيطرة المليشيات المسلحة على مقدرات المدينة وبث الرعب في نفوس الآمنين، فقد تجاوز الظلم مداه وبلغ الصبر منتهاه"، محملا مسؤولية تلك الأفعال الإجرامية إلى وزارتي الداخلية والدفاع بحكومة فايز السراج الإخوانية.
إلا أن الميليشيات التي تسيطر على المدينة، انتقمت من رئيس المجلس التسييري، وأرغمت أعضاء المجلس لإصدار بيان لاحق، حجبت فيه الثقة عن المسؤول الذي عبر عن غضبه تجاه الانتهاكات المستمرة بحق المواطنين.
هروب سجناء
وكشفت مصادر أمنية، لـ"العين الإخبارية"، أول أمس، عن هروب 17 سجينًا من سجن البحث الجنائي في صبراتة، مشيرة إلى أن معظم الهاربين مدانون في قضايا قتل واعتداء على مواطني المدينة.
وأوضحت المصادر أن هناك تراخيًا في الإجراءات الأمنية المتخذة، مشيرة إلى تعمد الجهات المسؤولة عن السجن في تهريب النزلاء، وفق خطة لترويع أهالي صبراتة.
إقصاء الإخوان
وتحاول مليشيات السراج الانتقام من بلدية صبراتة، التي انتفضت ضد الإخوان في الانتخابات البلدية التي أقيمت الأسبوع الماضي، ووجه خلالها أهالي المدينة ضربة للجماعة الإرهابية بانتخابهم "قائمة الزيتونة" وهي القائمة الوطنية المعتدلة، على حساب قوائم الإخوان.
واضطرت آلاف الأسر الليبية لمغادرة منازلها في مدن: صبراتة، وصرمان، والعجيلات الساحلية غربي العاصمة طرابلس، خلال عام 2020 بعد هجوم لمرتزقة سوريين بدعم من الطيران التركي المسير.
وارتكبت هذه المليشيات عددا من الجرائم أبرزها اقتحام سجون محتجز فيها عناصر وقيادات تنظيم داعش وإطلاق سراحهم، وتدمير المدن وحرق مؤسساتها.
وفي 2 يناير/كانون الثاني الماضي، قامت ميليشيات مسلحة تابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق غير الشرعية، بنبش الأضرحة وتدمير المعالم التاريخية في مدينة صرمان الواقعة على بعد 60 كيلومترا غرب طرابلس.
وقالت مصادر، في تصريحات متفرقة لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات مسلحة يستقلون عشرات السيارات تتبع مديرية أمن الزاوية التابعة لوزارة الداخلية في حكومة السراج، عاثت فسادًا في مقبرة زكري في صرمان، ودمرت مقام "سيدي زكريا المحجوب"، الذي يعتبر أول مسجد في المدينة تقام فيه صلاة الجمعة قبل أكثر من 750 عاما.
وأوضحت المصادر أن المليشيات المسلحة حطمت ضريح مؤسس الزاوية وقبورًا أخرى، كما دمرت مقتنيات مسجد الزاوية التاريخية وعبثت بالمبنى الأثري وخربت المنارة القرآنية، بزعم مكافحة السحرة والمشعوذين.