صادق جلال العظم الغائب الحاضر في ندوة بالإمارات
نظم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي بالتعاون مع رابطة الكتاب السوريين ندوة بعنوان «صادق جلال العظم وسؤال التنوير» تكريما للراحل.
نظم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، فرع أبوظبي، بالتعاون مع رابطة الكتاب السوريين، الإثنين، ندوة بعنوان "صادق جلال العظم وسؤال التنوير"، بحضور الشاعر حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وماهر الجنيدي ممثل رابطة الكتّاب السوريين، وسالم بو جمهور رئيس الهيئة الإدارية لفرع أبوظبي لاتحاد كتّاب الإمارات، وجمهور كبير من المثقفين.
بدأت الندوة الفكرية أعمالها بمشاركة كل من المفكر الفلسطيني د. أحمد برقاوي، والباحث والناقد العراقي د. صالح هويدي، والشاعرة والإعلامية السورية فاتن حمودي.
وفي بيان الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في نعي د. صادق جلال العظم، قال الاتحاد: "يرحل الجميع، فتلك سنّة لا مهرب منها. غير أنّ الرحيل شيء، والغياب شيء آخر، لاسيّما عندما يكون الحديث عن كبارٍ تفرّدوا، وكانوا علاماتٍ تدلّ على نفسها بنفسها. وحدهم الكبار لا يتساوى رحيلهم بالغياب، وصادق جلال العظم المفكر العربي المرموق حاضرٌ من قبلُ ومن بعدُ، فهو علامة، وهو مسيرة، وهو تجربة. العظم تجربة".
وأضاف البيان الذي قرأه الشاعر سالم بوجمهور: "يمكن أن نجمل القول. تجربة راكمت أسئلة فوق أسئلة، معتدّةً بمنهج في التفكير يعلي من شأن النقد بوصفه أداة من أدوات المعرفة لا غنى عنها. الوصول إلى الحقيقة، ولكن لا عبر الطريق السهل الممهّد المفضي إلى القشر فقط، بل عبر الحفر العميق المؤلم الذي يقود نحو الجوهر، فكانت التجربة بذلك امتداداً لأخرى كبيرة سبقته في الماضي البعيد والقريب، وتأسيساً لتجارب أخرى تلته وما زالت تكتوي بالنار نفسها".
وفي كلمة لرابطة الكتاب السوريين قرأها الكاتب ماهر الجنيدي، قال إنه كان مفروضاً بهذه الفعالية الجليلة أن توصل رسالة تضامن إلى صادق جلال العظم في محنته لكنّها تحوّلت، بسبب وفاته المفاجئة، إلى احتفاء بظاهرة المفكر الراحل وإرثه، خصوصاً الثقافي والسياسي منه.
وأضاف الجنيدي: "كان العظم أحد مؤسسي رابطة الكتاب السوريين وكان حاضراً شخصياً في التأكيد على أهمية جعلها جسماً ديمقراطياً لتمثيل النخبة الثقافية والتفاعل الإيجابيّ مع التطوّرات الكبرى الحاصلة في سوريا والعالم العربي، وقد تابع من منفاه الألماني نقاشات المجموعة الأولى التي تصدّت لهذه المهمة، وشارك في مؤتمر الرابطة الأول الذي عقد في أيلول/سبتمبر 2012، وكان حاضراً بقوّة في مناقشة وثائقها التي أعدّت وطرحت للنقاش المفتوح".
وقال الصايغ، في الندوة التي عقدت بمقر الاتحاد في المسرح الوطني بأبوظبي، لقد آن الأوان كي نستفيد من هذه التجربة في تطبيق مبدأ الاختلاف بالحب، لا على مستوى العلاقات الفردية فقط، بل على مستوى السياسة أيضاً، وقد يكون في هذا المبدأ حل لكثير من المشكلات والمآزق التي تعانيها المنطقة، وإن جانباً من هذه المآزق مرتبط بالخلافات داخل الشعوب نفسها، حيث يغيب الاستعداد في كثير من الحالات لتقبل الآخر، والاستعداد لتقبله شريكاً في الوطن من مبدأ أن الوطن انتماء وولاء ومصلحته فوق كل مصلحة، كما أن الانقسامات داخل الشعوب، واستسهال عمليات التخوين تشكل ثمناً باهظاً لثورات الربيع، فأحبوا بعضكم بعضاً مهما اختلفتم".
وتحدث الدكتور المفكر أحمد برقاوي عن صادق كصديق وزميل عمل في الجامعة وقرأ فكرة وفلسفته وخصوية النقد عند صادق، وتحدث أيضا عن صادق الإنسان.
وأضاف: "كانت الحرية لدى صادق حاضرة في القول والفعل دون أي مواربة في كلامه أو تصرفاته".
وقال د. صالح هويدي إن العظم مفكر نقدي انطلق من أرضية مبدئية واضحة تتسم بالعمق والجرأة، وأشار إلى أن المناطق التي اقتحمها العظم خلال مسيرته كانت من الحساسية والخطورة بحيث كرسته واحداً من أهم المفكرين العرب، وأكثرهم تأثيراً.
بينما قدمت الشاعرة السورية فاتن حمودي قراءة لفكر صادق ومحطات حقيقية دفعته للنقد، أو ليكون مفكراً نقدياً بامتياز ومثقفاً ملماً لقضايا وطنية عربية وعالمية، انطلق بكتاباته من واقع مأزوم، بدءاً من هزيمة حزيران وصولاً للثورة السورية التي أعلن انتماءه إليها وكان أهم مفكر حقيقي يقرأ أحداث الثورة.
وقدمت فاتن حمود شهادة من الجامعة كونها طالبة العظم، حيث كان الهدف التعريف بالأثر الثقافي الذي تركه صادق عند طلابه، وبنفس الوقت مآلات الجامعة وتحولاتها من اللون المدني إلى العسكري، أي قراءة مرحلة من خلال صادق لنصل إلى تتابع توتر الأحداث والأزمات.
وقدم للندوة الأديب السوري إسلام أبو شكير.
وفي قصيدة للشاعر السوري حسان عزت "اصرخي أيتها البهيمة" قال فيها:
لا تصرخي أيتها البهيمةُ
لقد تحطّم كوكب
ومازالَ الكذبةُ والنّهّاشون ولصوص الأنقاض
يسرقون دمي المسفوح
ويتاجرون ببقايا عظامي
شعبي الذي صعدَ الجبلَ وأراد أن يعانقَ الشمسَ والهواء.