ضربة جديدة لاقتصاد إيران سددتها العقوبات.. وحظر الدولار بالمطارات
شركة اتصالات عملاقة تنسحب من إيران بسبب العقوبات، وحظر الدولار في المطارات بسبب أزمة النقد الأجنبي، والعجز الحكومي يظهر.
تتوالى الضربات الاقتصادية على رأس النظام الإيراني، منذ الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي في مايو/أيار الماضي، حيث أعلنت شركة اتصالات جنوب أفريقية عملاقة إيقاف تعاملها مع طهران بمشروع تقدر قيمته بنحو 750 مليون دولار أمريكي، خشية عقوبات واشنطن المحتمل تطبيق أولى جولاتها خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأفادت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية، نقلا عن مصادر لم تفصح عن هويتها بشركة الاتصالات الإيرانية الحكومية، بأن شركة "إم تي إن" الجنوب أفريقية المختصة بخدمات الاتصالات والشبكات الخلوية قد أوقفت العمل بمشروع لتوسيع نطاق الألياف الضوئية المحلية ذات النطاق العريض في المدن الإيرانية، خشية عقوبات واشنطن المحتملة، على حد قولها.
وأكدت "تسنيم"، بحسب المصادر الإيرانية، أن "إم تي إن" خططت العام الماضي لشراء جزء من أسهم شركة اتصالات حكومية تدعى "إيرانيان. نت"، إلى جانب تمديد أجل قروض ميسرة للشركة الإيرانية، غير أن هذا الأمر لم يحرز تقدما حتى الآن، بسبب عجز حكومة طهران عن المساهمة بتلك الخطة وتمويلها، رغم مشاركة الحكومة الإيرانية في الجزاءات والانخفاض في قيمة العملة المحلية.
- أسر ضحايا 11 سبتمبر تطارد أموال إيران الإرهابية في بريطانيا
- إيران.. الاحتجاجات مستمرة والمليشيات تقمع ورجوي تدعو للحشد
وتتجهز شركة "إم تي إن" التي تستحوذ على قرابة 43 مليون مشترك داخل إيران، لأولى جولات العقوبات الامريكية ضد طهران السبت المقبل، حيث تعتزم تحديث مساهميها في إيران بحلول 8 أغسطس/آب الجاري، وفق الناطق باسمها.
وأدت أزمة مالية إلى فشل شركة الاتصالات الحكومية الإيرانية التي تأسست قبل 7 أعوام، في تنفيذ مشروع توسيع نطاق الألياف الضوئية المحلية ذات النطاق العريض، الأمر الذي اضطرها إلى الاستعانة بخدمات "إم تي إن" الجنوب أفريقية، التي تتركز أكبر أنشطتها التجارية بنيجيريا وإيران.
وتمكنت عملاق الاتصالات الجنوبية الأفريقية في يناير/كانون الثاني عام 2016 بعد بدء سريان الاتفاق النووي بين إيران والقوى الست الكبرى، من الحصول على إيرادات تقدر بنحو مليار دولار، لفشلها في تحويل هذا المبلغ خارج إيران بسبب أزمات مصرفية، وعقوبات غربية.
وعلى صعيد متصل، بدأت التداعيات السلبية للعقوبات الأمريكية المحتملة في الظهور داخل طهران رغم عدم سريانها رسميا، بعد أن أعلنت الداخلية الإيرانية، وفق وسائل إعلام رسمية، عدم قدرتها على إصدار مزيد من بطاقات الهوية الذكية للإيرانيين، بسبب صعوبة استيرادها من الخارج حاليا.
وأثار إعلان سيف أبو ترابي، الناطق باسم إدارة الأحوال المدنية في إيران، بحسب وكالة أنباء فارس، حول احتمالية العودة للإصدارات الورقية القديمة لتلك البطاقات سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي طالب فيه "ترابي" الراغبين بالحصول على بطاقات جديدة بـ"الصبر"، لصعوبة إنتاج البطاقات الذكية محليا.
وقررت إدارة الأحوال المدنية الإيرانية وقف التسجيل الإلكتروني للراغبين في الحصول على بطاقات هوية جديدة، بعد وصول أعداد المشتركين الجدد إلى 9 ملايين شخص.
وفي أعقاب تدهور قيمة العملة المحلية "الريال" أمام الدولار الأمريكي، الذي تجاوز حاجز 120 ألف ريال إيراني، وسط فشل حكومي في كبح جماح العملة الخضراء، قرر حسن مهري، القائد العام لشرطة المطارات في إيران، الأربعاء، حظر بيع وشراء النقد الأجنبي بالمطارات، بدعوى قطع الطريق على المضاربين.
وذكر "مهري"، في مقابلة مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، أن الشرطة والاستخبارات الإيرانية ستتصدى بقوة للسماسرة والمتعاملين بالنقد الأجنبي داخل المطارات والمنافذ الداخلية في البلاد، مطالبا المسافرين الإيرانيين ببيع وشراء الدولار داخل محال الصيرفة والبنوك الرسمية، على حد قوله.
وتستعد الولايات المتحدة لإعادة فرض كامل عقوباتها على دفعتين في أغسطس/آب الجاري ونوفمبر/تشرين الثاني المقبل، مما أجبر عديدا من الشركات الأجنبية على وقف أنشطتها مع إيران.
aXA6IDEzLjU5LjExMi4xNjkg جزيرة ام اند امز