مظاهرات حاشدة في إسرائيل للأسبوع الخامس عشر وسط المفاوضات
لم تمنع المفاوضات الجارية ما بين الحكومة والمعارضة حول الإصلاحات القضائية المثيرة للجدل من تجدد مظاهرات المعارضة مساء السبت.
وقدرت محطات تلفزة إسرائيلية بأن أكثر من 100 ألف تظاهروا في مدينة تل أبيب ومثلهم في عدد من المدن الإسرائيلية الأخرى.
ويتوقع أن تتجدد المفاوضات التي يتوسط بها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بين الحكومة والمعارضة بعد انتهاء عيد الفصح اليهودي.
وستجتمع فرق التفاوض من الحكومة وأكبر حزبي المعارضة "هناك مستقبل" برئاسة يائير لابيد و"الوحدة الوطنية" برئاسة بيني غانتس، الأسبوع المقبل، في مقر إقامة الرئيس في القدس الغربية لبدء الحوار حول قوانين الإصلاح القضائي المقترح.
وستكون هذه هي المرة الأولى التي يناقش فيها الجانبان تفاصيل القوانين المقدمة إلى الكنيست، حيث ركزت الاجتماعات السابقة على القضايا الفنية.
وكانت المعارضة الإسرائيلية دعت للإبقاء على زخم احتجاجاتها رغم قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليق إقرار مشاريع القوانين الهادفة، لإضعاف سلطة القضاء بانتظار المفاوضات التي يتوسط بها الرئيس الإسرائيلي.
وبات خروج عشرات آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع، خاصة مدينة تل أبيب، مساء السبت مظهرا شائعا منذ 15 أسبوعا.
وقال المتظاهرون إنهم سيواصلون تنظيم المسيرات في جميع أنحاء البلاد حتى يتم وضع خطط الإصلاح القضائي للحكومة على الرف تماما.
وقال جوش دريل، المتحدث باسم حركة الاحتجاجات، للصحفيين "محاولة (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو إسكات الاحتجاج الوطني لن تنجح، سنواصل الاحتجاج بمئات الآلاف حتى يتم وضع الانقلاب القضائي على الرف تماما".
اعتقال 5 متظاهرين
ومنعت الشرطة الإسرائيلية المحتجين من الوصول إلى طريق أيالون السريع في مدينة تل أبيب لمنع إغلاقه، ومع ذلك فقد نجح العشرات في الوصول إلى الشارع.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان تلقته "العين الإخبارية" اعتقال 5 متظاهرين.
ولكن المتظاهرين حاولوا إغلاق شوارع أخرى أيضا.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان تلقته "العين الإخبارية": "فرقت شرطة الفرسان في تل أبيب المتظاهرين على شارع 20، وصلت الشرطة إلى مكان الحادث، وأوقفت رجلاً أشعل النار على الطريق".
وكانت لفتت إلى أن 200 متظاهر وصلوا إلى الطريق وأوقفتهم الشرطة.
ولكنها لفتت إلى أن 30 متظاهرا نزلوا إلى الشارع قبل تفريقهم.
مظاهرة ضد "الحرس الوطني" برئاسة بن غفير
وتم تنظيم مظاهرة في تل أبيب ضد "الحرس الوطني" الذي سيرأسه وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير.
وتم رفع لافتة باللغتين العربية والعبرية "معا ضد المليشيات".
وكانت المعارضة الإسرائيلية وصفت "الحرس الوطني" بأنه مليشيات لبن غفير.
وفي هذا الصدد قال زعيم المعارضة يائير لابيد في مظاهرة في نتانيا: "ليس بعيدا من هنا، هناك مظاهرة يقودها الوزير إيتمار بن غفير، هذا ابتكار تاريخي، أرني حالة واحدة احتجت فيها الحكومة على مواطنيها، في أي دولة ديمقراطية، غير إسرائيل، يمكن أن يكون إيتمار بن غفير وزيراً؟ مجرم مدان، غير مسؤول، مهرج تيك توك، ومسرّب مزمن للمعلومات من الاجتماعات الأمنية".
وأضاف لابيد: "قامت هذه الحكومة في غضون ثلاثة أشهر بتدمير أكثر المبادئ قداسة، إننا شعب واحد. هذه حكومة تهين شعبها وحلفاءها ويهود الشتات، هناك شيء واحد فقط يمكنه إيقافها: أنتم".
دعوة لإنهاء المفاوضات
ودعا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق دان حالوتس في المسيرة الجماهيرية في تل أبيب، إلى وقف المفاوضات مع الحكومة.
وقال إن الحكومة تعمل على "تدمير الاقتصاد والنسيج الاجتماعي والعسكري والمكانة الدولية وتهدد الديمقراطية"، داعيا قادة المعارضة يائير لابيد وبيني غانتس لوقف المفاوضات مع حكومة نتنياهو.
كما تظاهر آلاف الإسرائيليين قبالة منزل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في القدس الغربية، احتجاجا على قوانين الإصلاح القضائي.
نتانيا.. مظاهرة مقابلة لـ"الليكود"
وفي مديينة نتانيا، معقل حزب "الليكود" الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تظاهر آلاف ضد القوانين المثيرة للجدل.
ولكن بالمقابل نظم حزب "الليكود" مظاهرة مضادة دون تسجيل اشتباكات.
وقالت تالي غوتليف، من حزب "الليكود" في الاحتجاج المضاد: "استمعوا لي، أيها الناس الأعزاء، هل تعرفون الفرق بيننا وبين اليسار؟ اليسار خسر، اليسار خان دولة إسرائيل ونسوا أبسط القيم الأساسية لدولة يهودية وديمقراطية، اصغوا إلي بانتباه، لقد تخلوا عن أمن دولة إسرائيل من أجل إسقاط حكومة اليمين".
وأضافت: "انظروا إلى مظاهرتهم، انظروا إلى مقدار الأموال التي لديهم، لقد تم التخطيط لها، إنها مبرمجة، لن نسمح لهم بإسقاط حكومة يمينية مكونة من 64 مقعدا".
شبان يحرقون أوامر تجنيد احتجاجا على الاحتلال
وفي غضون ذلك، أحراق شبان إسرائيليون في تل أبيب أوامر التجنيد العسكرية، احتجاجا على الاحتلال للأراضي الفلسطينية والفصل العنصري.
وقالت صوفيا، إحدى المتظاهرين: "في أغسطس/آب، سأذهب إلى سكن عسكري لرفضي التجنيد في الجيش".
وتم بث شريط فيديو للشبان والشابات وهم يحرقون أوامر الاستدعاء للخدمة العسكرية.