الإمارات أول من يقف مع الشقيقة الكبرى في الشدة، وأول من يغضب لغضبتها، وأول من يمد الأيادي والمال والسلاح فداء لموطن السلام.
كيانان عربيان عريقان عرفا الحب والوفاء في كل أحوالهما، وغزلا خيوط ذهب علاقاتهما المخلصة الرزينة فوق شواطئ بحار الصدق وأطراف النجوع والبراري، من قبل نشوء كيان دولة اتحاد الإمارات العربية المتحدة برئاسة الرمز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في عاصمة الاتحاد أبوظبي 1971، وتكامل القرب حتى قبل انضمام الإمارات عضواً أساسياً فاعلاً في جامعة الدول العربية وبقية روابط العالم المسالم المتحضر الحر.
وجدت الإمارات بجانبها الجارة الشقيقة والأخت الكبرى السعودية، والتي قال عنها الشيخ زايد رحمه الله، في مقطع مصور وهو يرتدي لباس الإحرام: «إن دولة الإمارات مع السعودية قلباً وقالباً». وأضاف: «المفروض علينا أن نقف وقفة رجل واحد وأن نتآزر فيما بيننا»، وأكد: «نحن نؤمن بأن المصير واحد».
بلدان متوافقان يمثلان وجهين لعملة واحدة، يصعب التفريق بينهما، بانتهاج علاقة صدق وأمانة وإخلاص تختصر كل المسافات، ويتقاسمان الأدوار في الحرب والسلام والعمل الإنساني، وتقزيم المعضلات، وإرهاب الأعداء.
فكانت كلماته وصية حكيم حريص مؤمن ينطق عن البلدين بلسان الجمع، ويستبصر المستقبل، وهو يخشى على الإنسان الكريم وعلى الأرض الطيبة المثمرة، وعلى فرائد در ولؤلؤ الخليج من تلويثها بأيادي وأطماع عدو خائن مفرق للجماعات.
ويجدد ابنه البار محمد بن زايد نفس الرؤية بمقولته: "الإمارات آمنت دائماً بأن السعودية هي عمود الخيمة الخليجية والعربية، وأن أمنها واستقرارها من أمن واستقرار الإمارات وغيرها من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، والدول العربية الأخرى، وهذا ما يؤكده التنسيق الاستراتيجي الكبير بين البلدين على المستويات كافة وفي المجالات كلها".
إمارات أنيقة قريبة حبيبة يشعر كل سعودي حينما يزورها بأنه آمن مطمئن سعيد لم يبرح وطنه العزيز المفتدى، ونفس الشعور يخالج قلب كل إماراتي محب لا يجد الحواجز ولا العقبات، وهو يتجول بين أهله وإخوانه في مملكته السعودية الغالية متنعماً بالرحلة من شرقها اللؤلؤي، إلى ساحل الذهب الأحمر، وينعم بزيارة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويحج بيت الله العتيق، ومن مرتفعات جنوبها الشامخة الصامدة، إلى شمالها الكريم العزيز، قبل أن يكمل رحلته بشموخ وهو يعانق نخيل رياض هضبة نجد الأبية.
علاقة حب لها العجب، فتدهشنا الإمارات، حكومة وشعباً، بالفرح في أعيادنا الوطنية وأفراحنا من قبل فرحتنا، وتنتشي بفوز فرقنا الرياضية وشبابنا، وتعيش أحلامنا وتتشح في لياليها بالعلم الأخضر على بريق واجهات عظمة محبتها المتجددة الأصيلة.
وتكون الإمارات أول من يقف مع الشقيقة الكبرى في الشدة، وأول من يغضب لغضبتها، وأول من يمد الأيادي والرجال والمال والسلاح فداء لموطن السلام، والمصير الواحد.
والمملكة في الوقت نفسه تستمر بالعطاء والوفاء وتقديم الثقة والدعم والمحبة والإخلاص لهذا الاتحاد المتغلغل في مشاعرها حكومة وشعباً، والذي تحرص على وحدته وعزته، وتفخر بكل منجز عالمي يبلغه، وتوائم أحلامها مع خطوات علوه المتتابعة.
وفي مدينة جدة 7 / 6 / 2018م ترأس الأمير محمد بن سلمان، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان الاجتماع الأول لتدشين أعمال مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، بالإعلان عن هيكله التنظيمي، الهادف إلى تكثيف التعاون الثنائي في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ومتابعة تنفيذ المشروعات والبرامج المرصودة في الجانبين، وصولاً لتحقيق رؤية البلدين في إبراز مكانة مشتركة في مجالات الاقتصاد والتنمية البشرية والتكامل السياسي والتقني والأمني العسكري.
ويأتي ذلك بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، برؤية اتفقا عليها في مايو 2016م.
مجلس يفيض بالخير والعطاء ويصون العلاقات الأخوية بين البلدين، ويطورها بتفعيل رؤية مشتركة تعمل على تعميق واستدامة العلاقات بين البلدين، وبما يتسق مع أهداف المجلس التنسيقي السعودي الكويتي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربي، وتعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة بين البلدين، وإيجاد الحلول المبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية، وتطوير منظومة تعليمية فعّالة متكاملة قائمة على نقاط قوة الدولتين بهدف إعداد أجيال مواطنة ذات كفاءة عالية، باستخدام آليات واضحة تقوم على منهجية التكامل وقياس الأداء بما يكفل استدامة الخطط.
بلدان متوافقان يمثلان وجهين لعملة واحدة، يصعب التفريق بينهما، بانتهاج علاقة صدق وأمانة وإخلاص تختصر كل المسافات، ويتقاسمان الأدوار في الحرب والسلام والعمل الإنساني، وتقزيم المعضلات، وإرهاب الأعداء.
"نقلا عن الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة