الرؤية الاستراتيجية لقيادة البلدين تتجه لتحقيق تكامل اقتصادي وانسجام سياسي واستقرار سيخدم بالضرورة شعبي الدولتين وشعوب دول مجلس التعاون
مَنْ لا يعرف طبيعة العلاقات السعودية الإماراتية قد ينجرف للحظة وراء من يروج لظاهرة خلاف بين الدولتين فيما يخصّ اليمن، ولكن ظاهر الأشياء ليس بالضرورة كباطنها لذلك تجد البيانات الخاصة في هذا الشأن مشتركة العناصر في الحفاظ على اليمن وشعبه من الانزلاق وراء مشاريع إقليمية مدعومة من إيران وأخرى إرهابية بزيادة سلوك القاعدة والعناصر المتطرفة على مساحة هذا البلد العربي.
واضح للعيان مدى تطور العلاقة بين البلدين الشقيقين منذ نشأتها الأولى التي دعّم بنيانها وأسس لها آنذاك الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، والمغفور له -بإذن الله- صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وما التشاور والاتصالات والزيارات المتبادلة على مستوى القمة بينهما إلا دليلا على أنّ الرؤية الاستراتيجية لقيادة البلدين تتجه لتحقيق تكامل اقتصادي وانسجام سياسي واستقرار سيخدم بالضرورة شعبي الدولتين وشعوب دول مجلس التعاون وسيضع حجر أساس متين لمواجهة التحديات في المنطقة العربية والخليجية منها على وجه الخصوص.
أمام هذا كله نستطيع القول إن ما يجمع الإمارات بالسعودية دمٌ عربيٌ لا يقبل التمازج مع من يريدون للأمة العربية الذلّ والهوان وإرثٌ ضاربٌ في التاريخ يمتد لعشرات السنوات يخبرنا عن عادات وتقاليد ومشتركات هذين الشعبين الباحثيَن عن السلام، وكذلك مصيرٌ مشتركٌ لا يمكن لطرف المضي من دون الآخر.
كثر في الآونة الأخيرة اللعب على وتر تخريب العلاقة بين الجارتين الخليجيتين انطلاقا من البوابة اليمنية، ولا شكّ أن ثمة أصوات ليست بالكثيرة استجابت ولو بشكل بسيط لهذه الموجة قبل أن تدرك يقينا أنّ ما يجمع الرياض وأبوظبي أكبر بكثير من حملات تويتر ونصائح عبد الملك الحوثي، فالبلدان مرتبطان ارتباطاً وثيقاً وهما يقدمان مصلحة استمرار العلاقة بينهما بهذا الشكل القوي على أي اعتبار قاطعين الطريق على الذين شتتوا الدول العربية وفرقوا وحدتها وجعلوا القرار العربي بيد من لا يرحمون ويسعون لبناء أمجادهم السلطوية والإقليمية والدينية حتى لو كان ذلك على حساب أوطانهم.
كان اللافت ما أتى عليه زعيم المليشيات الانقلابية في اليمن عبدالملك الحوثي حين بدأ بتوجيه نصائحه للإمارات لفك الارتباط بالسعودية والانسحاب من اليمن ولكن لصالح من؟
بالطبع لن تكون الإجابة على هذا السؤال صعبة أبدا، فالرجل لا يخفي أهداف مشروعه بأنّه ماض بأعرق بلد عربي نحو الحضن الإيراني وهذا ما سيدفع ثمنه باهضا، الحوثي قبل غيره، وله في العراق أكبر دليل حين تأمر طهران رجالاتها بإزاحة كل من يعارض نفوذها في العراق حتى ممن كانوا محسوبين عليها في فترة ما.
أمام هذا كله نستطيع القول إن ما يجمع الإمارات بالسعودية دمٌ عربيٌ لا يقبل التمازج مع من يريدون للأمة العربية الذلّ والهوان وإرثٌ ضاربٌ في التاريخ يمتد لعشرات السنوات يخبرنا عن عادات وتقاليد ومشتركات هذين الشعبين الباحثيَن عن السلام، وكذلك مصيرٌ مشتركٌ لا يمكن لطرف المضي من دون الآخر؛ لذلك من الصعب كثيرا إن لم نقل من المستحيل أن تتيه سفينة هذا التحالف الثنائي بين البلدين لترسو في ميناء الاستسلام للمشاريع الهدامة المدعومة بالمال تارة والتطرف أخرى.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة