السعودية والصين.. استثمارات جديدة تدعم العلاقات القوية
وقعت شركات سعودية وصينية 34 اتفاقية استثمار، أبرزها بمجالات الطاقة الخضراء وتكنولوجيا المعلومات والخدمات السحابية والنقل واللوجستيات.
جاء ذلك، خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المملكة العربية السعودية، ما يبرز تنامي العلاقات بين البلدين.
وتعد السعودية هي أكبر بلد مُصدر للنفط في العالم، بينما الصين هي أكبر مستهلك للطاقة في العالم، كما أن الصين تعتبر الشريك التجاري الرئيسي لدول الخليج العربي، والعلاقات الاقتصادية بين الطرفين تنمو بشكل كبير.
الاتفاقيات الجديدة
وقع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الصيني شي جين بينغ اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين السعودية والصين الخميس الماضي.
وكشفت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" بأن الملك سلمان والرئيس شي جين بينغ اتّفقا على عقد اجتماعات دورية على مستوى زعيمَي البلدين، وأن الاجتماع بين الزعيمين سيكون بالتناوب كل عامين.
ووفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية، فإن الشركات السعودية والصينية وقعت 34 اتفاقية استثمار في مجالات الطاقة الخضراء وتكنولوجيا المعلومات والخدمات السحابية والنقل واللوجستيات والصناعات الطبية والإسكان والبناء.
أبرز الاتفاقات
تم عقد مذكرة تفاهم بين الحكومة السعودية وشركة هواوي في مجال الحوسبة السحابية ولبناء مجمعات عالية التقنية في المدن السعودية.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين شركتي أرامكو السعودية وشاندونغ إنرجي الصينية، تتضمن اتفاقا محتملا لتوريد النفط الخام وصفقة لشراء المنتجات الكيماوية، فضلا عن استكشاف فرص التعاون في مجال التكرير والبتروكيماويات المتكاملة في الصين.
ووقعت شركة أكوا باور السعودية إنها وقعت تسع مذكرات تفاهم مع كيانات صينية تمهد الطريق أمام تمويل مشاريع الشركة السعودية في مجالات الطاقة النظيفة والمتجددة داخل السعودية وبلدان مبادرة الحزام والطريق والاستثمار في هذه المشاريع وبنائها.
وأيضا تم توقيع مذكرة تفاهم بين شركة سمو السعودية وشركة إنوفيت موتورز الصينية لإنشاء مصنع للسيارات الكهربائية في السعودية بطاقة إنتاجية 100 ألف سيارة سنويا.
التعاون النفطي
تعد الصين أكبر شريك تجاري للسعودية، حيث وصل حجم التبادل التجاري بينهما إلى 87.3 مليار دولار في 2021.
وبلغت قيمة الصادرات الصينية للسعودية 30.3 مليار دولار، فيما بلغت واردات الصين من المملكة 57 مليار دولار.
ووفقا لبيانات الجمارك الصينية، فإن السعودية هي أكبر مورد للنفط إلى الصين، فهي منشأ 18% من إجمالي مشتريات الصين من النفط الخام.
وبلغ إجمالي الواردات 73.54 مليون طن (1.77 مليون برميل في اليوم) في الأشهر العشرة الأولى من 2022، بقيمة 55.5 مليار دولار.
وبلغت واردات الصين من النفط العام الماضي 87.56 مليون طن، بقيمة 43.9 مليار دولار، تمثل 77% من إجمالي واردات الصين السلعية من السعودية.
ويمتلك عملاق النفط السعودي "أرامكو" صفقات توريد سنوية مع عدد من شركات التكرير الصينية، من بينها سينوبك ومؤسسة البترول الوطنية الصينية والمؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري وسينوكيم وشركة شمال الصين للصناعات (نورينكو) وشركة تشجيانغ الخاصة للبتروكيماويات.
واتخذت أرامكو في أوائل 2022 قرارا استثماريا نهائيا ببناء مصفاة ومجمع للبتروكيماويات بقيمة 10 مليارات دولار في شمال شرق الصين، في أكبر استثمار منفرد لها في البلاد.
والمشروع الذي أُطلق عليه اسم شركة هواجين أرامكو للبتروكيماويات هو مشروع مشترك يضم أرامكو ومجموعة هواجين للصناعات الكيماوية، وهي وحدة تابعة لنورينكو، ومجموعة بانجين سينسين الصناعية.
ويضم المشروع، المتوقع أن يبدأ تشغيله في 2024، مصفاة تبلغ طاقتها 300 ألف برميل في اليوم ومصنع إيثيلين بطاقة 1.5 مليون طن سنويا، ومن المقرر أن توفر أرامكو ما يصل إلى 210 آلاف برميل يوميا من النفط الخام.
والاستثمار المشابه الآخر الوحيد لأرامكو في الصين هو حصة 25% في شركة التكرير والبتروكيماويات المحدودة في مقاطعة فوجيان التي تسيطر عليها شركة التكرير الحكومية العملاقة سينوبك، والتي بدأت في 2008 بتشغيل مصفاة تبلغ طاقتها الإنتاجية 280 ألف برميل يوميا ومجمع إيثيلين بطاقة 1.1 مليون طن سنويا.
كما وقعت أرامكو في أكتوبر تشرين الأول 2018 مذكرة تفاهم مع حكومة تشجيانغ لاستثمار 9% في تشجيانغ للبتروكيماويات، التي تدير أكبر مصفاة منفردة في الصين بطاقة 800 ألف برميل يوميا.
وبالمثل، تمتلك سينوبك 37.5% في ينبع أرامكو سينوبك للتكرير (ياسرف)، وهي مشروع مشترك مع أرامكو يُشغل مصفاة بطاقة 400 ألف برميل في اليوم في ينبع على ساحل البحر الأحمر.
استثمارات مالية مشتركة
يعد صندوق طريق الحرير المملوك للدولة في الصين هو جزء من كونسورتيوم تقوده شركة إي.آي.جي جلوبال إنرجي بارتنرز ومقرها الولايات المتحدة التي أبرمت منتصف 2021 صفقة لشراء 49% من أعمال خطوط أنابيب نفط أرامكو مقابل 12.4 مليار دولار.
وطريق الحرير هو أيضا جزء من كونسورتيوم تقوده شركة بلاك روك ريل أسيتس وشركة حصانة الاستثمارية التي أعلنت في فبراير شباط استكمال الاستحواذ على حصة 49% من شركة أرامكو لإمداد الغاز مقابل 15.5 مليار دولار.
استثمارات في الكهرباء
أعلنت شركة تطوير المرافق السعودية أكوا باور، المملوكة جزئيا لصندوق الاستثمارات العامة، صندوق الثروة السيادي بالسعودية، في سبتمبر أيلول أنها اتفقت مع صندوق طريق الحرير على الاستثمار المشترك في محطة طاقة تعمل بالغاز بقدرة 1.5 جيجاوات في أوزبكستان مقابل مليار دولار، وهي جزء من مبادرة بكين (حزام واحد طريق واحد).
وتبني شركة الصين لهندسة الطاقة التي تديرها الدولة محطة طاقة شمسية بقدرة 2.6 جيجاوات في الشعيبة بالسعودية، مملوكة أيضا لأكوا باور.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE5MiA= جزيرة ام اند امز