الخشية الكبرى على حجاج بيت الله من الاختراقات الأمنية التي يتبناها خوارج هذا العصر ومعتنقو الأيديولوجيات المسمومة.
لا يمكن أن يرى أحد أمما متحدة على قلب رجل واحد إلا في مناسبة سنوية واحدة، وفي بلد واحد.. إنها مناسبة حج بيت الله الحرام في مكة المكرمة، الذي خصه رب العباد بقدر غير متناهٍ من الأمن (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا) صدق الله العظيم.
في هذه الأيام المباركات تؤدي وفود الأمم من أنحاء العالم لتعظيم شعائر الله واضعين نصب أعينهم هدفا واحدا هو بيت الله الحرام يطوف الجميع حول البيت وألسنتهم تلهج بالدعاء أن يمن الله عليهم وعلى أحبتهم بالرحمة والمغفرة وسعة الرزق وإحلال الأمن والسلام على أرجاء العالم.
بالتزامن مع نجاح السلطات السعودية منفردة في إدارة مناسبة ضخمة بهذا القدر من الاحتراف والمهنية؛ فإنني أرشح المسؤول عن إدارة ملف الحج الأمير خالد الفيصل رئيس لجنة الحج لنيل جائزة نوبل للسلام على إنجازاته المتكررة عاما بعد آخر
حين تشاهد تلك الجموع الغفيرة التي تتجاوز مليوني نسمة في كل موسم حج وهم يؤدون فريضة الحج بكل يسر وسهولة يتملكك شعور بأن العالم بحاجة إلى مثل هذا الاتحاد والتوافق والانسجام والأمان تماما كما في هذه المناسبة، لا سيما أن هدفا مشتركا يوحد الجميع على اختلاف المقاصد والنوايا والكل يرجو من الله تحقيق مبتغاه الخاص وتحقيق ما يحتاج إليه العالم من أمن وسلام وخير.
هذه المناسبة العالمية السنوية تحمل الكثير من العبر والدروس، ولعل أبرزها أن تكرار المناسبة كل عام يدل على أن تحقيق السلام ممكن إذا ما أمعن الجميع النظر في تفاصيل هذه المناسبة العظيمة الدينية والدنيوية والمعنوية.. ولكم أن تتابعوا وسائل الإعلام العالمية وهي تنقل هذا الحدث السنوي كل عام وتشاهدوا مدى انبهارها بروعة تنظيم هذا المناسبة والخدمات التي تقدم لضيوف الرحمن في هذه الأيام المباركة.. دون حدوث ما ينغص على تلك الجموع سكينتهم وأمنهم، ونحمد الله على نجاح موسم حج هذا العام وخلوه من أي منغصات.
ولعل أكثر ما يشغل الكثيرون حول العالم مسألة تأمين تلك الحشود المهيبة لمدة 10 أيام تقريبا، حتى إن كل مهتم بمتابعة أي خبر يتعلق بموسم الحج تجده يتنفس الصعداء مع انتهاء كل خبر فيه ما يشير إلى وقوع أي ضرر مهما كان ضئيلا، وقد لاحظنا كيث تفاعل الناس بقلوب وجلة مع أنباء العاصفة العابرة التي ضربت منطقة المشاعر المقدسة لبعض الوقت ثم أعقبها هطول أمطار الخير، وقد كانت الاستعدادات اللوجستية لهذه الطوارئ جيدة بما يكفي لحماية حجاج بيت الله.
ولعل الخشية الكبرى على حجاج بيت الله من الاختراقات الأمنية التي يتبناها خوارج هذا العصر ومعتنقو الأيديولوجيات المسمومة التي تحولهم إلى قنابل موقوتة، وقد عانت مجتمعاتنا منها لفترات طويلة ومنها ما اتخذ أبعادا إقليمية، وما محاولات الإيرانيين في الثمانينيات ببعيدة، وقبل ذلك محاولات التكفيري جهيمان في أواخر السبعينيات وغيرها من محاولات يائسة لزعزعة ثقة الناس بقدرة السلطات السعودية على تأمين وإدارة مناسبة بهذا الحجم، كمحاولات تسييس وتدويل الحج عبر حملات تحريضية مغرضة عبر وسائل إعلام مسمومة ذات منطلقات إخوانية مقيتة.
ومع تقدم السنين تتقدم طرق وأساليب توفير الحماية المدنية للحجاج وإبعاد الأخطار عنهم، وهذا ما يلفت أنظار العالم، وبالتزامن مع نجاح السلطات السعودية منفردة في إدارة مناسبة ضخمة بهذا القدر من الاحتراف والمهنية؛ فإنني أرشح المسؤول عن إدارة ملف الحج الأمير خالد الفيصل رئيس لجنة الحج لنيل جائزة نوبل للسلام على إنجازاته المتكررة عاما بعد آخر، وكل عام وأنتم بخير.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة