صَوّارة.. معرض فوتوغرافي يعكس هوية وهموم عدن اليمنية
اهتدى مجموعة من الفنانين اليمنيين إلى طريقة إبداعية لتسليط الضوء على القضايا الاجتماعية التي تعاني منها العاصمة المؤقتة "عدن".
فثمة الكثير من المشكلات المجتمعية التي تواجهها مدينة عدن، كنتاج طبيعي لتداعيات الحرب الدائرة في البلاد منذ نحو سبع سنوات.
ويسعى هؤلاء الفنانون إلى معالجة تلك المشكلات، أو على الأقل التذكير بها وإلقاء الضوء عليها، بطرق غير مألوفة، بحيث تحدث حراكا مجتمعية للتوعية بها.
وهذه الطريقة، هي اختيار عرض المشكلات عبر معرض صور فوتوغرافي يعكس ما تعانيه المدينة، ودور الشباب والمواطنين في حلها وتجاوزها.
الهوية العدنية
المعرض الذي أقامته مؤسسة "عدن أجين" الثقافية، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، أطلق عليه "معرض صَوّارة الفوتوغرافي"، والاسم لفظة شعبية بلهجة أهالي عدن، تعني "الصورة".
ويؤكد القائمون على المعرض أن اختيار هذا الاسم يهدف إلى عكس الهوية العدنية البسيطة، ولهجة أهاليها الذين يتعاملون مع مشاكلهم وقضاياهم بحكمة واتزان، وصبر في أحيان كثيرة.
هذا بالفعل ما عكسته الصور المعروضة التي اعتنت بتفاصيل الحياة العفوية في مدينة عدن، وتناولت مشاكل المواطنين اليومية، ومعالجتها من خلال رؤية المصورين، التي أبرزت كيفية تعامل العدنيين مع قضاياهم.
دعم المواهب الشابة
التصوير الفوتوغرافي من الفنون التي بدأت بالانتشار بشكل كبير في عدن، وظهرت العديد من المواهب الشابة التي تتقن وتحترف هذا الفن الجميل.
وسعى منظمو المعرض إلى الاهتمام والعناية بالمواهب الشابة في مجال التصوير وإتاحة لها المجال، لتقديم إنتاجها خلال المعرض، دعما وتشجيعا لهم.
ويشارك في معرض صوّارة الفوتوغرافي أربعة مصورين شباب من أبناء عدن، وهم: مبارك سعيد، علي الحرملي، صالح باحليس، وأحمد العبّادي.
طرق عرض فريدة
المصورون قدّموا للزوار 43 عملا فوتوغرافيا، جرى عرضها عبر أساليب ووسائل عرض فنية ملائمة وعصرية، حيث يعتبر هذا المعرض الفوتوغرافي هو الأول من نوعه الذي تُعرض فيه صورا فوتوغرافية بطريقة "السلاسل الفنية"، بما يتناسب وزوايا الرؤية لكافة الزائرين.
وتمت عملية العرض ضمن 16 سلسلة فنية، كما تنوعت أساليب التصوير ما بين: تصوير مفاهيمي، فاين آرت، حياة شارع، ستيل لايف، وغيرها من أنواع فنون التصوير.
وجميع الصور المعروضة في معرض "صوّارة" كانت "حصرية" من إنتاجات أصحابها الخالصة، وتعرض لأول مرة.
الحرب.. محور المعرض
لم تغب الحرب وتداعياتها عن المعرض الذي يطرح المشكلات والقضايا التي يعاني منها أهالي عدن، وأغلب هذه المشكلات هي من تبعات الحرب.
صور المعرض ناقشت قضايا مجتمعية ذات صلة بالحرب الدائرة بالبلاد، مثل: التأقلم مع وضع الحرب، التباين بين الخير والشر، الأبيض والأسود، فقدان الديار والأهل بسبب الحرب، الهجرة، التشرد، ارتفاع سعر الصرف، المخاوف، والعزلة، والتراكمات النفسية الداخلية.
كما ناقشت الأعمال قضايا النزوح، وعمالة الأطفال، والقيود التي تفرض على حرية التعبير، ومعاناة الفنانين، بما فيهم المصورين.