ساويرس يتحدث عن "فوضى كبيرة" يخطط لها أردوغان في المتوسط
شن الملياردير المصري نجيب ساويرس هجوما حادا على نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأطماعه التوسعية في منطقة الشرق الأوسط.
واتهم ساويرس في تصريحات لشبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، الرئيس التركي بإحداث "فوضى كبيرة" في المنطقة وسرقة ثروات البحر المتوسط.
وأكد الملياردير المصري أن أردوغان يخطط لإحداث فوضى عارمة بالمنطقة، بالتوازي مع العمليات الاستكشافية للسفن التركية في مياه شرق المتوسط.
وتزايدت أطماع أردوغان في منطقة شرق المتوسط، منذ عام 2019، حيث ارتفعت حدة التدخلات التركية من خلال تجاوز حدودها الدولية، لتطال حدود قبرص واليونان وليبيا وحدودا أخرى ما تزال موضع مناقشات الدول الحدودية، من خلال نشر سفن للتنقيب عن مصادر الطاقة التقليدية.
ومنذ عام 2014 سعت تركيا إلى البحث عن موارد شبه مجانية للنفط الخام، من خلال عقد تحالفات وشراكات، هدفها الحقيقي توفير حاجتها من الوقود بأسعار تقل عن السوق العالمية لمصادر الطاقة.
وتركيا، البلد الفقير في مجال الطاقة التقليدية، تبلغ واردات الطاقة بها سنويا، 40 - 45 مليار دولار أمريكي، وهو نقد أجنبي تحاول أنقرة إبقاءه داخل الأسواق، بالتزامن مع شح وفرة النقد الأجنبي داخل قنواتها الرسمية.
ولم يكن أمام النظام الحاكم في أنقرة سوى انتهاج أسلوب البلطجة والطمع، في الحصول على أي مكتسبات من كعكة غاز البحر المتوسط خاصة بعد تحقيق اكتشافات غازية ضخمة أعلنتها دول بمنطقة شرق البحر المتوسط، على رأسها مصر وقبرص.
في عام 2015 أعلنت مصر عن اكتشاف حقل ظهر لإنتاج الغاز الطبيعي باحتياطيات تقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعب، قبل أن تبدأ الإنتاج الفعلي منه في ديسمبر/كانون الأول 2017، ويعد حقل ظهر أضخم حقل لإنتاج الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط.
أما قبرص فأعلنت اكتشافها حقل أفروديت في ديسمبر/كانون الأول 2011، باحتياطيات تقدر بنحو 4.5 تريليون قدم مكعب، قبل أن تعلن شركة إيني الإيطالية في 8 فبراير/شباط 2018 عن اكتشاف حقل كاليبسو 1، شمال الحدود البحرية بين مصر وقبرص، ووفقا لبعض التقديرات قد يصل احتياطي الحقل إلى 5.6 تريليون قدم مكعب.
من جهتها تعارض تركيا قيام قبرص بالتنقيب عن النفط والغاز بمياه البحر المتوسط، زاعمة أن ذلك يتناقض مع حقوقها، إذ قال الرئيس التركي في تصريحات نقلتها وكالة أسوشيتد برس، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إن تركيا لن تقبل بمحاولات استبعادها وجمهورية شمال قبرص التركية من ثروات البحر المتوسط.
وخلال السنوات الأخيرة وقعت جمهورية قبرص، البلد العضو في الاتحاد الأوروبي، عقودا للتنقيب عن الغاز مع شركات عملاقة مثل إيني الإيطالية وتوتال الفرنسية وإكسون موبيل الأمريكية.
وإلى جانب ذلك وقعت حكومتا مصر وقبرص اتفاقا لإنشاء خط أنابيب بحري لنقل الغاز الطبيعي من حقل أفروديت لمحطات الإسالة على ساحل البحر المتوسط بمصر، ومن ثم إعادة تصديره.
في الوقت الذي لا يستند فيه أردوغان إلى أي أسس قانونية لإعلان التنقيب عن الغاز والنفط بمياه البحر المتوسط، فإن قبرص اليونانية -أو قبرص البلد العضو في الاتحاد الأوروبي- تستمد قوتها والدعم الدولي من اتفاقيات ترسيم حدود وقعتها مع كل من مصر وإسرائيل ولبنان.
وعلى العكس من ممارسات أردوغان التي تثير الفرقة بين دول منطقة شرق المتوسط فإن مصر دعت مطلع 2020، كل دول منطقة شرق المتوسط للتعاون من خلال تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط، وهو المنتدى الذي شارك في تأسيسه كل من وزراء الطاقة القبرصي واليوناني والإسرائيلي والإيطالي والأردني والفلسطيني، بالإضافة إلى وزير البترول المصري.
وفي سبتمبر/أيلول 2020 وقع ممثلو 6 دول تطل على ساحل البحر المتوسط، في القاهرة اتفاقية تحويل منتدى غاز شرق المتوسط إلى منظمة إقليمية.
والدول الست التي قامت بالتوقيع هي مصر وإسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن.
وتمثل هذه الخطوة بحسب الخبراء تقدما كبيرا في الحد من أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن غاز شرق المتوسط، كما ستكون ورقة ضغط قوية لوقف تعديات أردوغان على المياه القبرصية.