مسجد السيدة عائشة في مصر.. تحفة معمارية توثق رحلة "عروس آل البيت"
"بلد الألف مئذنة"، مقولة اشتهرت بها العمارة الإسلامية في القاهرة، لكن الواقع الآن في العاصمة المصرية يشير إلى عدد أكبر بكثير.
ومن الأزهر والحسين والسيدة عائشة إلى الرفاعي والسلطان حسن وابن طولون، تشتهر القاهرة بمساجد أيقونية تبرهن على براعة عمارتها منذ فتحها على يد المسلمين عام 20 هجريا.
مسجد السيدة عائشة
يعتقد البعض خطأ أن مسجد السيدة عائشة في مصر ينسب إلى زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والحقيقة أن هذا المسجد يشير إلى عائشة بنت جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب وشقيقة الإمام موسى الكاظم.
ويعد مسجد السيدة عائشة قبلة أحباب آل البيت في مصر، وهو أحد أشهر مساجد آل النبي في البلاد، التي تضم مساجد: الإمام الحسين، والسيدة فاطمة النبوية، والسيدة رقية، والسيدة سُكَينة، والسيدة حورية في محافظة بني سويف، والإمام علي زين العابدين، والسيدة زينب والسيدة نفيسة.
ويقع مسجد السيدة عائشة في حي الخليفة قرب ميدان القلعة، وتشير الروايات التاريخية إلى أن والد السيدة عائشة الإمام جعفر الصادق جاء إلى مصر بعد استشهاد زيد بن علي زين العابدين بن الحسين، المدفون أيضًا في مصر وله مسجد يحمل اسم والده في منطقة السيدة زينب.
قدومها إلى مصر
ولدت السيدة عائشة وتربت في بيت والدها الإمام جعفر الصادق في الكوفة، ويقال إن والدها رفض تولي الخلافة بعد سقوط الدولة الأموية، وقد انتقلت للعيش في مصر حتى توفيت فيها عام 145 هجريا، ودفنت في منزلها الذي كانت تستقبل به زوارها.
وفي كتابه "تحفة الأحباب وبغية الطلاب في الخطط والمزارات والتراجم والبقاع المباركات"، يقول المؤرخ أبو الحسن السخاوي إن السيدة عائشة مدفونة في مصر، كما أنه عاين قبرها في تربة قديمة على بابها لوح رخامي مُدون عليه (هذا قبر السيدة الشريفة عائشة من أولاد جعفر الصادق).
ومكثت السيدة عائشة في مصر 10 شهور فقط وتوفيت عن عمر ناهز 22 عامًا، وعرفت بـ"عروس آل البيت، وكان ضريحها يتكون من حجرة مربعة تعلوها قبة، وظل على هذه الحال حتى القرن السادس الهجري، حين أمر القائد صلاح الدين الأيوبي ببناء مدرسة ومسجد بجوار الضريح".
قول مأثور
وفي كتابها "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون"، تقول عالمة الآثار الإسلامية الدكتورة سعاد ماهر: "كانت السيدة عائشة من العابدات القانتات المجاهدات".
وبحسب الهيئة المصرية للاستعلامات، تهدم مسجد السيدة عائشة القديم عام 1762، وأمر بإعادة بنائه الأمير عبدالرحمن كتخدا، كما تهدم مرة أخرى وأعيد بناؤه عند إنشاء كوبري السيدة عائشة عام 1971، فيما يقول المؤرخون إن البناء الحالي للمسجد أبهى من بنائه في عهد الأمير كتخدا.
وفي مارس/ أذار 2022، أعلنت وزارة الأوقاف المصرية تطوير مسجد السيدة عائشة ورفع كفاءته بالتعاون مع مؤسسة "مودة"، ليظل مقصدًا وواجهة مشرفة يأتي إليه الزائرون من شتى بقاع الأرض، ضمن خطة تطوير "مساجد آل البيت" في مختلف محافظات البلاد.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تصدر مسجد السيدة عائشة قائمة الأكثر بحثًا على "جوجل"، بعد حملة أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لإزالة عبارة مسيئة تظهر عند البحث عن مسجد السيدة عائشة على المحرك العالمي "جوجل"، وتكللت جهود الحملة بالنجاح.
aXA6IDMuMTcuMTY2LjE1NyA= جزيرة ام اند امز