باحث فرنسي يرسم 4 ملامح لأزمة أردوغان.. ويحذر: القادم أسوأ
أبرز ملامح أزمة النظام التركي استحالة انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي وتآكل شعبية أردوغان وتزايد التحديات العسكرية والملف السوري.
لا تزال حالة التصعيد بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب مستمرة، على خلفية احتجاز أنقرة للقس الأمريكي أندرو برانسون، في أزمير منذ يوليو/تموز الماضي، بدون محاكمة عادلة، الأزمة التي فاقمت من وضع تركيا الاقتصادي الحرج في ظل انهيار عملتها.
- صحف فرنسية تحذر أردوغان من المزايدة على ترامب.. "لعبة خطرة"
- مجلة فرنسية: استبداد أردوغان وفشل صهره سبب إغراق تركيا
مارك بييريني، الباحث الفرنسي بمركز "كارنيجي أوروبا"، التابع لمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي (مقرها بروكسل) والسفير الأوروبي السابق في تركيا وسوريا، رجح سيناريو للنتائج المترتبة على التصعيد بين أنقرة وواشنطن.
ويرى بييريني أن "هذه التقلبات في المزاج والتصادم بين زعيمين من المفترض أنهما حليفان يثير حتماً تصعيداً؛ له عواقب وخيمة للغاية على المستوى السياسي والاقتصادي"، بحسب ما نقلت صحيفة "لوريان لوجور" اللبنانية الناطقة بالفرنسية.
استحالة الانضمام للاتحاد الأوروبي
أوضح الباحث الفرنسي أن "أهم عواقب ذلك التصعيد، هو صعوبة بل استحالة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، موضحاً أن تلك الأزمة الاقتصادية والسياسية قضت على الحلم التركي بالانضمام إلى الاتحاد، مع غياب الأمل في تحسين نظام الحكم في تركيا".
تآكل شعبية أردوغان
لفت الباحث الفرنسي أنه في ظل عدم توقع تحسن الوضع في تركيا والذي أصبح بعيد المنال، فإنه على المدى القصير؛ ستشهد البلاد أزمة كبيرة من انهيار الليرة التركية وأزمة اقتصادية على نطاق أوسع؛ ما سيشكل تحديات كبيرة للمصارف الكبرى والشركات الأوروبية النشطة في تركيا"، مشيراً إلى أن التطورات تؤدي إلى تآكل شعبية أردوغان و"تهدد حلم السلطان."
انتهاء التدخل التركي في سوريا
أوضح الباحث الفرنسي أن إحدى أهم النتائج المتوقعة من ذلك التصعيد والتي تعد إيجابية، هي انتهاء التدخل التركي في سوريا، لأسباب تتعلق بالمتمردين الأكراد في تركيا من حزب العمال الكردستاني.
وأوضح أن "أنقرة تعهدت بالقضاء على القوات الكردية في سوريا المدعومة من الولايات المتحدة، إلا أنه في الوقت الراهن بعد تلك الأزمات ستحاول أنقرة التهدئة مع حلفاء الولايات المتحدة لرفع الضغوط عليها".
وتابع أنه "على الرغم من التقارب المزعوم بين أنقرة وموسكو؛ فإن الأهداف التركية في سوريا تتعارض نهائياً مع الأجندة الروسية"، موضحاً أنه "في نهاية المطاف سيقع القادة الأكراد بين شقي الرحى للأهداف الأمريكية والروسية في سوريا".
ولفت الدبلوماسي السابق، إلى أن "التطور السياسي الداخلي في تركيا أدى إلى خلافات مع العديد من الحلفاء التقليديين ومصالحها الاقتصادية، والتعامل مع هذا الوضع يتطلب جهد أكبر من السلطات التركية بدلاً من نظريات المؤامرة المعتادة".
تحديات عسكرية واقتصادية
لفت بييرني "مؤلف كتاب إلى أين تذهب تركيا"، إلى أنه هناك عدة مؤشرات تنذر باستمرار الانقسام العميق بين واشنطن وأنقرة، أبرزها؛ في مجال الدفاع، بلجوء تركيا لروسيا لشراء مقاتلات روسية (إس 400) في سبتمبر/أيلول الماضي، في حين أنها مشتركة في برنامج التدريب الأمريكي المشترك لمقاتلات الشبح الأمريكية إف 35".
وأوضح الباحث الفرنسي أن "المشكلة هنا أنه لا يمكن امتلاك هذين النوعين تحديداً معاً إذ أن رادار (إس 400) الروسي قادراً على تسجيل بيانات حول خصائص قدرات المناورة لمقاتلات (إف 35)، وهو قلب منظومة الدفاع العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها وأعضاء في الناتو".
وأوضح أن نظام الرادار الروسي، سيشكل تهديداً استراتيجياً غير مسبوق للغرب، حتى لو تم تسليم نسخة معدلة إلى تركيا من مقاتلات (إف35) لن تُحل المشكلة، وبالتالي، فإن أنقرة في مأزق لأنها في منطقة "ولاء مزدوج" (لروسيا والناتو)، وذلك الأمر مستحيل سياسياً، مشيراً إلى أن "أنقرة أصبحت في طريق مسدود".
وأشار بييرني إلى أن "التحدي الذي يواجه تركيا، هو عدم التوافق بين الرئاسي الجديد الذي يترك جميع الصلاحيات في يد رجل واحد وبين اقتصاد البلاد الليبرالي، في دولة لا تمتلك النفط أو الغاز مع انخفاض معدل الادخار وهروب المستثمرين، ما يتعين على تركيا اقتراض مبالغ كبيرة من الأسواق المالية قصيرة الأجل يومياً وجذب استثمارات أجنبية مباشرة كبيرة".
وأشار الباحث الفرنسي إلى أنه "من الضروري الحصول على ثقة الأسواق المالية والمصارف الدولية والمستثمرين والمحافظة عليها من الذين فروا من البلاد؛ نتيجة التدهور الخطير في سيادة القانون في تركيا منذ عام 2016".
aXA6IDE4LjIxOC45NS4yMzYg
جزيرة ام اند امز