هل فشل مشروع المدارس اليابانية في مصر؟
في فبراير/شباط 2016، تم لأول مرة توقيع اتفاقية "الشراكة المصرية اليابانية في التعليم"، للاستفادة من تجربة اليابان الناجحة.
حالة من القلق انتابت أولياء أمور في مصر بعد إعلان وزير التربية والتعليم، طارق شوقي، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، طلب عدم البدء في تجربة المدرسة اليابانية في الوقت الحالي، وتأجيلها لوقت آخر تكون قد اكتملت فيه بشكل أفضل.
وطالب السيسي بوضع برنامج "متميز" وتشكيل لجنة متخصصة من أساتذة علوم الاجتماع والنفس والرياضيات واللغات؛ لاختيار التلاميذ والمعلمين المناسبين للمدارس اليابانية، بما يضمن تحقيق تلك المدارس للنتائج المرجوة.
وقال شوقي: "إننا لا نريد أن نبدأ بالمدارس اليابانية ونحن لسنا مستعدين بشكل كامل".
فكرة إنشاء مدارس على النظم اليابانية في مصر جاءت بعد زيارة قام بها الرئيس المصري إلى اليابان في فبراير/شباط 2016، وتم خلالها لأول مرة توقيع اتفاقية "الشراكة المصرية اليابانية في التعليم"، للاستفادة من تجربة اليابان الناجحة في التعليم العام والفني من منطلق ما توصلت إليه اليابان في تبوؤ قيمة عالمية في التعليم.
ولم يتحدث وزير التعليم عن فشل مشروع المدارس اليابانية في مصر، موضحا سبب توقف المشروع لأجل غير مسمى بالقول: "لسنا مستعدين لأن نضع على المدارس اليابانية بشكلها الحالي اسم الرئيس أو أنها ضمن المشروع الرئاسي، لأننا لم نكملها على أكمل وجه، لأن الرئيس لا يريد أن يبدأ الدراسة بها وهي لم تكتمل بنسبة ١٠٠%”.
وأضاف الوزير أن السيسي يرى تأجيل البدء في المدارس اليابانية دون تحديد موعد لذلك، وأنه من الأفضل أن تكون البداية صحيحة، ويجب أن تكون هناك شفافية في اختيار الطلاب والمدرسين.
وأثارت المدارس اليابانية بمصر الكثير من الجدل منذ الإعلان عنها وكان يفترض أن تطبق أسلوب "توكاتسو" التعليمي لتقدم نظاما تعليميا موازيا للمدارس الأمريكية والبريطانية والألمانية والفرنسية في مصر.
"توكاتسو" طريقة تعليم معروفة في اليابان على أنها تركز أولا وأخيرا على جميع مهارات الطالب من خلال التوسع في الأنشطة بدلا من المناهج وإلغاء كل ما من شأنه الحفظ والتلقين واستبداله بمهارات الإبداع والتفكير.
وكان وزير التعليم المصري قد أعلن في شهر يونيو/حزيران الماضي، أنه من المقرر فتح 28 مدرسة يابانية في مصر، وأنه أرسل 40 معلما إلى اليابان لتدريبهم على طرق التدريس في المدارس.
ولكن في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، فاجأ وزير التربية والتعليم، أولياء الأمور بأن عدد المدارس اليابانية التي سيتم افتتاحها هذا العام 8 مدارس فقط، في مختلف محافظات الجمهورية، مشيرا إلى أن هناك مدارس أخرى تحت الإنشاء في بعض المحافظات وسيتم افتتاحها خلال العام الدراسي المقبل، وهو ما تم إلغاؤه لاحقا.
وفي مطلع الشهر الجاري، كشف مصدر مسؤول بوزارة التربية والتعليم عن أن الجانب الياباني رفض مقترح الوزارة الخاص بمصروفات المدارس اليابانية، الذي تم إرساله إلى المديريات التعليمية.
وتقدمت نائبة بمجلس النواب المصري، الأربعاء، بطلب إحاطة إلى وزير التعليم، بشأن ما وصفته بـ"التخبط الإداري" بالمدارس اليابانية، معتبرة أن التخبط يدفع ثمنه الطلاب، على الرغم من كون تجربة المدارس اليابانية في مصر تجربة رائدة.
aXA6IDMuMTM1LjI0OS4xNTcg جزيرة ام اند امز