دراسة: ثقة الإنسان بنفسه تبلغ أعلى درجاتها في سن الـ٦٠
دراسة تؤكد أن ثقة الإنسان بنفسه تأخذ منحنى بشكل قوس يمثل تزايد الثقة باستمرار حتى الـ٦٠ حيث تبلغ أعلى مراحلها مع بعض فترات الثبات.
قد تكون الثقة بالنفس وتقدير الذات من أصعب الأمور التي نسعى لاستقرارها وتنميتها، والوصول بها إلى مستوى يعود علينا بالسلام النفسي. إلا أن كل مرحلة من مراحل الإنسان العمرية تشهد صراعاً خاصاً تكون الثقة بالنفس أحد أطرافه، بداية من مشاكل المراهقة، ومن ثم الخوف من بلوغ الثلاثين وليس انتهاء بأزمة منتصف العمر.
وعلى الرغم من أن شعور الأفراد المختلفين تجاه أنفسهم قد يتأرجح بين حين وآخر، إلا أن دراسة جديدة أجرتها جامعة برن في سويسرا تؤكد أن الناس أسعد ما يكونون تجاه أنفسهم في عمر الـ60.
ويقول الباحثون إنه على الرغم من أن الثقة بالنفس هي معركة شخصية جداً، إلا أنها رحلة تأخذ مساراً ونمطاً عاماً عند الجميع.
وأكدوا أن ثقة الأفراد بذواتهم واحترامهم لأنفسهم ليس صفة ثابتة غير قابلة للتغير وإنما تتقلب بشكل ملحوظ لتخرج عن مسارها الصحيح أحياناً وتستقر في أحيان أخرى عبر السنوات عند الجميع، وذلك بناء على عوامل عدة منها على سبيل المثال علاقات الأفراد وإنجازاتهم أو خسائرهم، وحتى زيادة الوزن وخسارته والتحديات الطبية التي يواجهونها وكذلك تفاعل الإنسان مع محيطه.
وحتى ثمانينيات القرن الماضي، اتفق علماء النفس على أن البالغين لا يواجهون تغيرات كبيرة في ثقتهم وتقديرهم لذواتهم، إلا أنه تم التشكيك في هذه النظرية على مدار الأربعين عاماً الماضية، لتأتى النظرية القائلة بأنه وبمرور الوقت يتعزز إحساسنا بالسيطرة على أنفسنا جسدياً ونفسياً لتبلغ أقصى درجاتها في عمر الـ60 تقريباً
ووجد علماء النفس الذين درسوا الصفات الشخصية الخمسة الأكثر أهمية أن انفتاحنا على التجربة ووعينا وتوافقنا مع المحيط يتعزز ويقوى مع الوقت، ليتضاءل لاحقاً، وعلى الرغم من أنها عوامل قد ترتبط بشكل واضح بالثقة بالذات، إلا أن الدراسات تؤكد غير ذلك.
وتظهر الدراسات التي أجريت سابقاً منحنىً على شكل قوس يمثل تقدير عينة من الأشخاص لذواتهم، حيث تم تحليل 200 مقال بحثي شملت بمجملها 165 ألف شخص بأعمار تتراوح من 4 سنوات حتى 94 سنة.
وخلص تحليلهم إلى أن على الرغم من الشعور ببعض الانتكاسات في ثقتنا بأنفسنا منذ الشباب وحتى الـ60 من العمر، إلا أن الثقة في تلك الفترة تتعزز وتقوى على الدوام، في ما عدا بعض الفترات التي يثبت معدل الثقة بالنفس أو لا يزداد بشكل ملحوظ.
ولوحظ أنه ثقة الإنسان بنفسه تزداد وبشكل ملحوظ ومستمر ما بين عمر الـ4 سنوات والـ11 سنة. وتشهد العشرينيات ارتفاعاً حاداً بالثقة بأنفسنا، ويعود ذلك لاستقلال معظم الأفراد في هذه المرحلة العمرية واعتمادهم على أنفسهم، فيما يثبت معدل الثقة في الثلاثينيات. كما نحتاج 3 عقود أخرى من التقدم المستمر والبطيء لنتقبل ذواتنا بشكل أكبر ونبني ثقة قوية بالنفس والتي تبلغ ذروتها في الـ60.
ووجدوا أن الناس أسعد ما يكونون في عمر الـ60 ويستمر ذلك حتى الـ70 من العمر ليواجهوا بعد ذلك انخفاضاً تدريجياً في الثقة بالنفس يبلغ أشده في الـ90.
ويقول أستاذ علم النفس أولريتش أورث في لقاء له مع مجلة التايم، إن ظروف الحياة في فترة منتصف العمر غالباً ما تكون مستقرة بشكل عام في عدة نواحٍ كالعلاقات والعمل، بالإضافة إلى أن البالغين يستثمرون في الأدوار الاجتماعية التي يشغلونها، مثل تولي أدوار إدارية في عملهم، والحفاظ على علاقات مستقرة مع أزواجهم وكذلك مساعدة أطفالهم على الاستقرار والمسؤولية، ما يعزز الثقة بالنفس.
aXA6IDUyLjE1LjEzNi4yMjMg
جزيرة ام اند امز