هل تقضي العقوبات الأمريكية على "باليستي" إيران؟
كاتب إيراني معارض يفسر دلالات العقوبات الأمريكية الجديدة ضد إيران وسط تكهنات بأنها تفسح الطريق أمام تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية
اعتبر الكاتب والناشط الإيراني المعارض حشمت علوي أن مجلس الشيوخ الأمريكي بعث رسالة قوية لملالي طهران، الخميس، من خلال مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة تستهدف نظام الصواريخ الباليستية الإيراني ودعمها للإرهاب الإقليمي والدولي وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.
وأشار علوي في مقال تحليلي نشرته مجلة "فوربس" الأمريكية، إلى أن الخبراء والمراقبين أكدوا الطبيعة القوية لتلك الإجراءات الأمريكية الجديدة، فيما وصفها محللون قريبون من النظام الإيراني بأنها "أم كل العقوبات".
وذكر علوي أن فؤاد إيزادي رجل المخابرات الإيراني البارز قال في مقابلة مؤخرا إن العقوبات النووية التي كانت مفروضة على إيران هي "لعب أطفال" بالنسبة للعقوبات الأمريكية المقترحة حاليا.
وأكد علوي أنه عند النظر للعقوبات الجديدة بجانب دعم وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لتغيير النظام في طهران من خلال خطوات سلمية، ونداء أعضاء بالكونجرس لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، "نجد أن الملالي أصبحوا على الطرف المتلقي لإشارة قوية للغاية" من الولايات المتحدة.
وقال المراقب الإيراني إن تصويت مجلس الشيوخ بـ98 صوتا مقابل 2، أقر نصا أنيقا يلازم الاتفاق النووي الإيراني، موضحا أن تلك العقوبات المقترحة، التي تعتبر تقنيا "ثانوية"، تتفق مع الاتفاق النووي نظرا للخصائص ذاتها في البرنامج الإيراني للصواريخ والذي تم استبعاده من "الاتفاق التاريخي" بين طهران والقوى الست الكبرى.
وخلال الجلسة حول مشروع العقوبات ضد برنامج صواريخ إيران، قال السيناتور بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، "بالنسبة لأناس قادرين على فعل الكثير، فإن سياساتهم الخارجية مضادة بشكل صادم لمصالح دولتهم".
وأضاف كوركر: "نرى أفعالا لزعزعة الاستقرار مرة بعد أخرى، بداية من إطلاق الصواريخ إلى نقل الأسلحة وتدريب الإرهابيين والنشاطات المالية المحظورة واستهداف سفن البحرية الأمريكية واعتقال مواطنين أمريكيين.. والقائمة تستمر لأكثر من ذلك".
ولفت علوي إلى أن "قانون مكافحة نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار 2017" يتميز بتركيز ضخم على فرض عقوبات ضد أي فرد أو كيان أجنبي يجري أعمالا مع أي شخص أو جهة صنفتهم الإدارة الأمريكية سابقا كمتعاونين مع النظام الصاروخي في إيران.
وأوضح أنه على سبيل المثال فإن هذه العقوبات يمكن فرضها على أي مؤسسة مالية أو شركة أجنبية متورطة في تقديم قطع هامة أو مكونات ضرورية لنظام الصواريخ الباليستية المثير للجدل في طهران.
وأشار علوي إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية اتخذت خطوتين مماثلتين كمقدمات لتلك العقوبات في فبراير/شباط، ومايو/أيار العام الجاري، عندما أقرت الإدارة الأمريكية بشكل رسمي عقوبات ضد مجموعة من الأفراد والكيانات التي تخدم برنامج إيران الصاروخي.
والمتسائلون عن مدى تأثير تلك الإجراءات الجديدة وإذا كانت ستضيف أي لدغة جديدة، مع مراعاة النطاق الواسع والشديد من العقوبات الأمريكية المفروضة بالفعل ضد إيران، أكدوا أن مبادرة مجلس الشيوخ في إقرار مشروع قانون عقوبات جديدة وقوية سيبعث رسالة سياسية مهيمنة إلى إيران.
ووفقا للكاتب فإن الملالي يقودون انتهاكات حقوق الإنسان في طهران، فمنذ انتخابات الـ19 من مايو/أيار ازدادت الإبلاغات عن عشرات الإعدامات وحملة قمع عبر البلاد، بل واستغل النظام الإيراني الهجومين اللذين تبناهما تنظيم "داعش" هذا الشهر، لتصعيد حملة القمع المحلية والتدخل في شؤون الدول المجاورة.
ونوّه إلى أنه بعد قطع دول خليجية وعربية -على رأسها السعودية والإمارات والبحرين ومصر- العلاقات الدبلوماسية مع قطر، فإن إيران تستمر في إشعال الأزمة عن طريق محاولة الاستفادة من هذه القضية الحساسة.
ورأى علوي أن الجولة الجديدة من العقوبات الأمريكية ستعتبر ضربة قوية للجهود الإيرانية غير المشروعة، خاصة وأن الخبراء يعتقدون أن تلك العقوبات تمهد الطريق لوضع الحرس الثوري الإيراني على القائمة السوداء للإرهاب الدولي، حيث يلعب الحرس دورا كبيرا في كل العداءات، التي يعد أكثرها إثارة للقلق هو التدخل في شؤون الدول المجاورة والذي يستمر في تدمير العراق وسوريا واليمن وعدد من الممرات المائية الدولية، ما يمكن أن يعرقل عمليات اقتصادية قدرها مليارات الدولارات الأمريكية.
واختتم علوي بالإشارة إلى أن العقوبات الجديدة، التي أقرها مجلس الشيوخ ضرورية للغاية، لأن إيران تفهم فقط لغة القوة، مضيفا أن الإجراء الأصح حاليا ينبغي أن يعمل كحجر زاوية لتأسيس تحرك قوي جديد يكبح جماح ملالي طهران وأخيرا يحقق سلاما وتغييرا حقيقيا ودائما في المنطقة.
aXA6IDMuMTQ1LjY4LjE2NyA=
جزيرة ام اند امز