داعش "يستدعي" إيران للاستيلاء على دير الزور بسوريا
مصادر إيرانية كشفت أهمية دير الزور الاستراتيجية بالنسبة لطهران، ودور مليشياتها في السيطرة عليها بعد أيام قليلة من الحديث عن وصول داعش
بالتزامن مع الإعلان عن توجه عناصر تنظيم داعش من محافظتي الموصل في العراق والرقة في سوريا إلى منطقة الميادين في محافظة دير الزور السورية، تحدثت مصادر إيرانية عن تجهيز طهران مع حليفها الجيش السوري لمعارك بحجة تحرير دير الزور من داعش.. فهل كانت مصادفة؟
وعادة ما يتم الإعلان عن وصول تنظيم داعش إلى مدينة ما، في سوريا أو العراق، ثم تظهر فورا تصريحات من مليشيات إيرانية أو محلية مدعومة من إيران عن استعدادها لمعارك لـ"تحرير" هذه المدينة أو تلك من داعش، ثم لا تخرج منها مرة أخرى، بحجة حمايتها من رجوع داعش إليها.
ويتضح في النهاية أن هذه المدن تقع على طول الممر الإيراني البري الذي تخطط له طهران منذ سنوات للربط الجغرافي بين إيران وسوريا والعراق حتى لبنان.
وفي الأيام الأخيرة نقلت وسائل إعلام أمريكية، منها أسوشيتدبرس وفوكس نيوز، أنباء عن أن عناصر داعش المهزومة في الموصل والرقة فرت إلى مدينة الميادين بمحافظة دير الزور السورية، على الحدود مع العراق، للتخندق فيها.
واليوم الجمعة، سارعت وكالة "تسنيم" الإيرانية، إلى نشر تصريحات لمصدر عسكري -لم تكشف هويته- تحدث عن استعدادات مليشيات إيرانية لدعم الجيش السوري في السيطرة على دير الزور، باعتبار أن السيطرة عليها سيكتب النهاية لتنظيم داعش.
وقال المصدر إن نهاية مشروع داعش ستكون عبر محور دير الزور "لأن هذه المدينة هي محور وقلب الصراع في الشرق السوري باعتبارها العقدة الاستراتيجية التي تربط العراق بسوريا".
كذلك يوجد بدير الزور آبار نفطية وغاز، من بينها حقل آراك الذي احتفت وسائل إعلام إيرانية بقيام الجيش السوري وحلفائه الإيرانيين والروس بالسيطرة عليه قبل أيام.
وقال المصدر العسكري إن تحرير حقل آراك وجميع التلال المحيطة به سيتيح تأمين مساحات واسعة من البادية السورية من ريف حمص الشرقي وصولا إلى الحدود السورية العراقية ودير الزور "باعتبار تلك المناطق المحررة مكشوفة ومفتوحة على امتداد الصحراء؛ ولذلك سارع الجيش والحلفاء (الإيرانيون والروس) للسيطرة عليها وعمدوا سريعا إلى البقاء فيها بعد تحريرها لمنع داعش من احتلالها مجددا".
كذلك قال المصدر إن "السيطرة على هذه التلال والحقول النفطية تعني بأن كل خطوط الإمداد والدفاع التي كانت تربط المجموعات الإرهابية ببعضها وتشكل خطوط اتصال لها قطّعت حاليا، وأصبحت عبارة عن بؤر معزولة في كل من التنف وعلى اتجاه السخنة".
ومشيرا إلى البدء الفعلي لدخول المليشيات الإيرانية إلى دير الزور للسيطرة عليها، قال المصدر إن المعلومات الميدانية تفيد بأن ما وصفها بعملية فك الطوق عن دير الزور قد بدأت بالرغم من إرسال داعش التعزيزات باتجاه المدينة لإحداث خرق في الطوق الذي يتحصن فيه الجيش والقوات الرديفة داخل دير الزور.
وبدأ سير المعارك من جهة الغرب نحو الشرق "كي لا يكون هناك أية إمكانية لعودة داعش واستهدافها مجددا للقوات"، بحسب ذات المصدر الذي أكد مجددا أن العمليات تجري بالتنسيق بين الجيش السوري والقوات الحليفة التابعة لإيران وروسيا وما وصفهم بمجاهدي المقاومة، في إشارة إلى المليشيات الشيعية.
ويأتي هذا بعد أيام قليلة من إعلان الحرس الثوري الإيراني ما اعتبره نصرا استراتيجيا عبر وصول مليشيا "لواء فاطميون" برئاسة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، إلى الحدود العراقية قادما من البادية السورية، وذلك مع وصول مليشيات الحشد الشعبي المدعومة إيرانية إلى ذات الحدود قادما من البعاج العراقية في إشارة إلى الربط الجغرافي الإيراني بين سوريا والعراق.
في المقابل أصدرت مجموعة من قادة وفصائل تتبع المعارضة السورية المسلحة ووجهاء عشائر من أبناء محافظة دير الزور بيانا يرفضون فيه التحركات الإيرانية الأخيرة في البادية السورية .
ووفق ما نقلته مواقع محسوبة على المعارضة السورية فقد توعّد الموقعون على البيان الميليشيات الإيرانية بالمواجهة العسكرية، واصفين إيران بأنها بلد "محتل".