سيؤول تعتزم رفع طوكيو من القائمة البيضاء وتشكوها في منظمة التجارة
رئيس كوريا الجنوبية قال لحكومته "لن ننهزم مجددا من اليابان"، وهدد باتخاذ إجراءات مضادة لرفع سيؤول من "القائمة البيضاء"
ردت كوريا الجنوبية على اليابان في نزاعهما التجاري المتفاقم، وتعهدت الجمعة بأنها لن تنهزم مجددا من جارتها، في ظل العداء المستمر بينهما منذ عشرات السنين، والذي يكمن وراء نزاعهما حول وضع التصدير الميسر.
وفي بث تلفزيوني مباشر نادر لاجتماع حكومة كوريا الجنوبية، هدد الرئيس مون جيه-إن باتخاذ إجراءات مضادة بعدما وافقت حكومة اليابان على إلغاء وضع التصدير الميسر الممنوح لكوريا الجنوبية ابتداء من يوم 28 أغسطس/آب المقبل.
ويعني رفع كوريا الجنوبية مما يعرف باسم "القائمة البيضاء" لوجهات التصدير المفضلة، أن بعض المصدرين اليابانيين سيحتاجون إلى المزيد من الوثائق وعمليات الفحص في الموقع قبل حصولهم على التصاريح، مما قد يكبح صادرات مجموعة واسعة من المنتجات التي يمكن أن تستخدم في تصنيع أسلحة.
بدأت العلاقات بين البلدين في التدهور أواخر العام الماضي، إثر خلاف حول تقديم التعويض لكوريين عملوا بالسخرة في وقت الحرب إبان الاحتلال الياباني، لكن اللهجة التي استخدمها الرئيس مون كانت الأشد حتى الآن.
وقال مون لحكومته "لن ننهزم مجددا من اليابان"، في إشارة واضحة لتاريخ كوريا الجنوبية العصيب مع اليابان التي احتلت شبه الجزيرة الكورية قبل الحرب العالمية الثانية.
وقال وزير مالية كوريا الجنوبية هونج نام-كي إن الإجراءات المضادة التي ستتخذها بلاده ستشمل رفع اليابان من "القائمة البيضاء" للشركاء التجاريين المفضلين لدى سول، والإسراع في تقديم شكوى لمنظمة التجارة العالمية بشأن قيود التصدير التي تفرضها اليابان.
وفي وقت سابق في طوكيو، قال وزير الصناعة الياباني هيروشيجي سيكو في إفادة صحفية أن الحكومة اتخذت هذا القرار لأسباب تتعلق بالأمن القومي، ولا تهدف للإضرار بالعلاقات الثنائية.
وهذا النزاع هو أحدث مثال على تقويض العلاقات نتيجة خلافات ترجع لعقود بين البلدين الحليفين للولايات المتحدة، في وقت تريد واشنطن منهما العمل على نحو وثيق مع كوريا الشمالية.
كما يثير النزاع مخاوف اقتصادية، لأن البلدين اللذين يقوم اقتصادهما على التصدير يواجهان تراجعا في الطلب من الصين.
وستكون كوريا الجنوبية أول بلد تستبعده اليابان من القائمة البيضاء، التي تضم الآن 27 دولة، منها بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة.
وقد توجه القيود الجديدة ضربة إضافية لشركات صناعة الرقائق الكورية الجنوبية التي تكافح بالفعل لتدبير المواد الأساسية لصناعة الرقائق بعد قيود التصدير التي جرى فرضها في الشهر الماضي.
وكانت أكبر واردات سول من اليابان من حيث القيمة في العام الماضي هي مكونات أشباه الموصلات ومعدات تشمل شرائح السيليكون وماكينات تصميم الرقائق، إذ بلغ إجمالي تلك الواردات نحو 11 مليار دولار بما يمثل نحو 20% من الواردات اليابانية، وفقا لبيانات رابطة التجارة الدولية الكورية.
aXA6IDE4LjE5MS4yNy43OCA= جزيرة ام اند امز