"الدولار المهتز" يفقد حصته العالمية.. هل ينتهي عصر هيمنة "الأخضر"؟
أظهرت بيانات من صندوق النقد الدولي، الجمعة، تراجعا في حصة الدولار من الاحتياطيات العالمية المُبلّغ عنها للصندوق خلال الربع الثالث.
وسجلت حصة الدولار في الاحتياطيات العالمية وفق بيان صندوق النقد الدولي الصادر صباح اليوم الجمعة، تراجعات في احتياطيات الدولار إلى 60.4% في الربع الثالث من العام، مقارنة مع 61.2% في الربع الثاني.
وترافق ذلك مع تكهنات بين المستثمرين حول نهاية قادمة لعصر هيمنة الأخضر عالميا.. وإن كانت تلك النهاية ليست على المدى القريب.
لكن حيازات الدولار لدى البنوك المركزية تظل الأكبر على مستوى العالم.
كانت حصة الدولار 61.5% من الاحتياطيات الإجمالية قبل عام. غير أن النسبة تراجعت لربعي سنة متتاليين.
12 تريليون دولار
تتكون الاحتياطيات العالمية من أصول تحتفظ بها البنوك المركزية بعملات مختلفة وتُستخدم في المقام الأول لدعم التزاماتها. ويحدث أحيانا أن تستخدم البنوك المركزية تلك الاحتياطيات لدعم عملاتها المحلية.
وبحسب أرقام صندوق النقد، زادت الاحتياطيات العالمية إلى مستوى قياسي بلغ 12.254 تريليون دولار في الربع الثالث، من 12.012 تريليون في الربع الثاني.
وبلغ إجمالي الاحتياطيات التي بالدولار الأمريكي 6.937 تريليون دولار، بما يعادل 60.4% من الاحتياطيات المُجنّبة في الربع الثالث. كانت الاحتياطيات الدولارية 6.899 تريليون دولار في الربع الثاني، أي 61.2%.
هل يفقد الدولار دوره المهيمن؟
يتساءل بعض المحللين إن كان الدولار سيفقد دوره المهيمن كعملة احتياط في ضوء انحسار القوة الجيوسياسية للولايات المتحدة وعبء الدين الأمريكي الضخم وظهور عملات بديلة.
وقال ديفيد روزنبرج، كبير الاقتصاديين والمحلل الاستراتيجي لدى روزنبرج للأبحاث، في أحدث مذكرة بحثية له: "حقيقة الأمر أن الدولار سيفقد مركزه يوما، كما حدث مع كل عملة للاحتياطي العالمي قبله، لكن فرص حدوث ذلك في حياتنا ضئيلة للغاية".
وتابع "عمق هيمنة الدولار طاغٍ، ولا يُظهر بادرة تلاش في القريب العاجل، حتى في أعقاب كوفيد-19".
الدولار المهتز
تراجعت قيمة الدولار 6.4% منذ بداية العام الجاري، في أسوأ أداء سنوي للعملة منذ 2017.
ويرى روزنبرج أن الدولار يمر حاليا بدورة نزولية، لكنه ليس على شفا الانهيار.
واستقرت حصة اليورو من الاحتياطيات العالمية عند 20.5% في الربع الثالث، مقارنة مع 20.1% في الربع الثاني، وفقا لبيانات صندوق النقد. وعند ذروتها في 2009، كانت حصة اليورو 28%.