"الشارقة للكتاب" يناقش دور الرواية في رصد المشاهد الإنسانية
جلسة أدبية ناقشت أثر الرواية في رصد المشاهد الإنسانية حول العالم، والأسس التي يستند إليها الكاتب في صياغة مشروعه الأدبي.
استضاف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ38 التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب، حتى 9 نوفمبر/تشرين الثاني، كلا من الروائية العراقية أنعام كجه جي والروسية الأمريكية بولينا سايمونز.
جاء ذلك خلال جلسة أدبية بعنوان "الرواية والعالم"، ناقشت أثر الرواية في رصد المشاهد الإنسانية حول العالم، والأسس التي يستند إليها الكاتب في صياغة مشروعه الأدبي.
واستهلت الروائية العراقية حديثها في الجلسة التي قدّمتها الإعلامية الإماراتية إيمان بن شيبة، بالقول إنها جاءت متأخرة على الرواية وكتاباتها لا تحاكي الخيال بقدر ما أنها تستند إلى الواقع، مضيفة: "كتابة الرواية بالنسبة لي كانت مجرد هواية، ونوع من التسلية".
وتابعت كجه جي: "أنا مدينة للصحافة بلغتي، ورؤيتي للمضامين، والأدوات التي أكتب بها، لقد استفدت من العمل الصحفي الكثير من التجارب التي شذّبت لغتي وعززت من فصاحتها، والمعايشة الواقعية أوصلتني لأن أضمن أعمالي بالكثير من المشاهد الجمالية".
وأوضحت: "انشغلت في كتابتي لرواياتي بهمّ واحد وهو الحديث عن وطني العراق، وما حصل له، وليس لي شأن بما يدور بالعالم وقاراته، أنا أكتب عن وطني وأبنائه، العراق هو ما أجيد الكتابة عنه فهو جذر لغتي وأدبي، والرواية لا قيمة لها إن بترت من جذورها".
من جهتها، قالت الروائية بولينا سايمونز: "الملهم الرئيسي لي في كتابتي للرواية هي الشخصيات، فهي التي تقودني وأقودها، أنا لم أكن يوماً في الأحداث التي عصفت بالاتحاد السوفيتي، لم أشهد على تفاصيل الناس أثناء حصار ستالينغراد والغزو النازي".
وأضافت: "لم أعرف عدد القتلى والضحايا، لم أرَ كيف يأكلون ويتصرفون وماذا يفعلون في أيامهم خلال الحرب، لكني كتبت عنها، كتبت عن كل ذلك، وأخذتني الشخصيات، لعوالمها، وعرّفتني على تلك الأماكن وعشت بها تجربة أدبية متوازية مع واقع كان قد حصل فعلاً".
وأكملت سايمونز: "بلادي تمتلك خصوصية كبيرة وأنا لا أتعامل معها بالحيادية، أنا أمتلك روحاً روسية، لكني أمريكيّة في مواقع أخرى، وكتبت الكثير من الأحداث والروايات وبلادي الشخصية الأساسية بها".
وتابعت: "أن تروي عن ثقافات غير التي تعيش بها هو أمر مهم ويبني جسوراً للتواصل بين البشر، ومن ملاحظاتي رأيت أن الكثير من القراء الأمريكيين يفضلون قراءة الواقع والقصص المعاصرة عن التاريخية، وربما يكون هناك عزوف عن قراءة الماضي، هذا شأن القارئ".
وأضافت سايمونز: "يجب القول إن الرواية غالباً ما ترصد تاريخ الشخصيات وتبني حضورها على منجزاتها وآثارها، بل ويذهب الكاتب ليتحدث بلسانها، فهو يخلق أماكنه وأزمنته، فالمدى مفتوح أمام الإبداع، والتركِة الإنسانية في الأدب هي الأهم".
aXA6IDMuMTQxLjIxLjE5OSA= جزيرة ام اند امز