السفن تغرق في بحر وقود وسط أعاصير كورونا
المخزونات المتنامية تحطم الآمال في عام يعود بالربحية على بائعي الوقود منخفض الكبريت
توقع محللون ومصادر تجارية أن تنمو الإمدادات العالمية من زيت الوقود، الذي تستخدمه السفن ومحطات توليد الكهرباء، في الربع الثالث مما يؤثر بالسلب على سوق الوقود البحري، إذ ما زال الطلب على الشحن البحري ضعيفا وسط تداعيات فيروس كورونا.
وتشير تقديرات إلى أن الإمدادات سترتفع في الربع الثالث بواقع 620 ألف برميل يوميا مقارنة مع الربع الثاني، إذ تعزز الصين والبرازيل الإنتاج، بحسب إنرجي أسبكتس للاستشارات.
يأتي هذا في الوقت الذي بلغت فيه المخزونات في مراكز رئيسية لإعادة تزويد السفن بالوقود أعلى مستوى على الإطلاق، مما يؤثر سلبا على أسعار وقود السفن وهوامش التكرير ويحطم الآمال في عام يعود بالربحية على بائعي الوقود منخفض الكبريت الذي يفي بالقواعد التنظيمية الجديدة للانبعاثات التي وضعتها المنظمة البحرية الدولية.
وقال متعامل كبير في زيت الوقود طلب عدم ذكر هويته "لدينا ما يتراوح بين 9 إلى 10 ملايين طن (من مخزونات زيت الوقود) في بداية العام كان من المفترض تصريفها بحلول بداية الربع الثاني لكننا نرى 13 مليون طن حاليا وتزيد كل شهر".
وسجلت المخزونات في شمال غرب أوروبا مستويات قياسية مرتفعة في يونيو/حزيران بينما زادت المخزونات في كبرى موانئ إعادة تزويد السفن بالوقود وهي سنغافورة لأعلى مستوياتها في أكثر من 3 سنوات.
وأفادت مصادر تجارية وبيانات رفينيتيف أن الإمدادات القياسية أثرت بالسلب على الخصم الفوري لتسليمات زيت الوقود منخفض الكبريت ليصل إلى نحو مستويات قياسية متدنية عند نحو 45 دولارا للطن دون الأسعار القياسية لزيت الغاز.
وخفضت شركات التكرير الآسيوية أرباحها بنحو 80% تقريبا من مستوياتها القياسية المرتفعة في بداية العام إلى 10.25 دولار للبرميل أمس الخميس.
وتظهر مؤشرات ضعف الطلب على وقود السفن في سنغافورة، وهي أكبر مركز في العالم لإعادة تزويد السفن بالوقود بفارق كبير عن غيرها.
وقالت إنرجي أسبكتس "حتى وقت قريب، كانت مبيعات وقود السفن في مراكز التزود بالوقود الرئيسية تلقى الدعم من اقتناص فرص إعادة تكوين مخزون، لكن أحجام المبيعات تأثرت منذ ذلك الحين بحقيقة تباطؤ التجارة العالمية".
كما أن آفاق الطلب تبدو ضعيفة بحسب عدد من المتعاملين في تزويد السفن بالوقود في سنغافورة.
وقالت إنرجي أسبكتس "من المستبعد حدوث انتعاش كبير في الطلب على وقود السفن قبل نهاية الصيف".
ويتوقع صندوق النقد الدولي ركودا عالميا أكثر عمقا إذ تسبب جائحة كورونا ضررا واسعا وعميقا للنشاط الاقتصادي أكبر مما كان يعتقد في البداية.
وقال آلان ميرفي من سي-انتليجنس للاستشارات في مذكرة "توقع صندوق النقد الدولي- إذا تبين أنه صحيح- يخبرنا أن المستويات الحالية لانخفاض الطلب من المرجح أن تستمر لفترة".
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuNDcg جزيرة ام اند امز