خبراء لـ"العين الإخبارية": السيسي طرح في "ميونيخ" آليات مواجهة الإرهاب
قال برلمانيون وخبراء سياسيون إن السيسي أمام مؤتمر ميونيخ للأمن انعكاس لاستراتيجية مصر الشاملة تجاه مكافحة مسببات الإرهاب.
قال برلمانيون وخبراء مصريون إن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام مؤتمر ميونيخ للأمن في دورته الـ55، اليوم السبت، تأتي انعكاساً لاستراتيجية مصر الشاملة تجاه مكافحة مسببات الإرهاب، وأوضحوا في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن السيسي طرح رؤية شاملة لجميع القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية، وحلول لمعضلة الأمن والاضطرابات التي تشهدها المنطقة، أبرزها أزمات: سوريا وفلسطين وليبيا، ومواجهة ظاهرة الإرهاب الأسود التي باتت تمثل خطراً داهماً على الأمن والسلم الدوليين، وأيضاً العمل على تحقيق التنمية.
وفي كلمته تحدث الرئيس المصري عن النزاعات والحروب الأهلية والعرقية التي تشهدها الشرق الأوسط وأفريقيا، وحذر من خطورة استمرار بؤر التطرف وتصاعد معدلات الجريمة المنظمة، كما دعا إلى تعزيز الجهود الدولية لمعالجتها، باعتبار أن "تحديات العصر الراهن تفوق قدرة أي دولة أو تجمع محدود على مواجهتها"، على حد قوله.
- السيسي: نطالب بتعاون دولي لإنهاء النزاعات في القارة الأفريقية
- مؤتمر ميونيخ.. من يحضر؟ وما محاور المناقشات؟
كلمة السيسي في الجلسة الرئيسية للمؤتمر، هي الأولى لرئيس دولة غير أوروبية منذ تأسيس مؤتمر ميونيخ عام 1963، الذي يعد أكبر وأهم ملتقى للسياسيين والدبلوماسيين في العالم.
اللواء يحيى الكدواني، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، أشار إلى أهمية عرض الرئيس السيسي رؤية مصر، معتبراً أن حضوره هذا المؤتمر سابقة سياسية عربية وأفريقية، وهو ما يشير إلى أهمية مصر وثقة العالم وحرص قادته على الاستماع إلى وجهة نظر القيادة المصرية تجاه جميع القضايا الإقليمية والدولية.
وأكد عضو البرلمان المصري لـ"العين الإخبارية" أن السيسي وضع حلولاً لمعضلة الأمن، التي لخصها في ضرورة العمل على معالجة شمولية وابتكارية جميع أزمات المنطقة وأفريقيا، تأخذ في جذورها الأزمات المسببة لها وتخفيف المعاناة الإنسانية المصاحبة لتلك القضية.
وأشار إلى أن القضايا التي جاءت في كلمة الرئيس السيسي كانت واضحة وحاسمة، خاصة فيما يتعلق بمواجهة ظاهرة الإرهاب؛ حيث شدد على ضرورة مواجهة جميع المنظمات الإرهابية دون التركيز على داعش فقط، وبحث أسباب الهجرة غير الشرعية للقضاء عليها وليس فقط مواجهتها أمنياً.
من جهته، اعتبر مصطفى صلاح، الباحث بالمركز العربي للبحوث والدراسات، أن "كلمة الرئيس السيسي جاءت انعكاساً لسياسة مصر واستراتيجيتها الشاملة تجاه مكافحة مسببات الإرهاب وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية"، معتبراً أن "هذه الاستراتيجية سوف تعكس الدور المحوري الذي تقوده مصر في المنطقة من خلال تجربتها في مكافحة الإرهاب الداخلي والخارجي".
وأضاف صلاح لـ"العين الإخبارية" أن "أهمية عرض تلك الاستراتيجية تأتي بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي عام 2019، مما سيمنح القاهرة هامشاً واسعاً للحركة للتأثير في مجريات الأحداث المتعلقة بالمنطقة".
وحول استيعاب المجتمع الدولي، خاصة الدول الأوروبية للرؤية المصرية، أشار الخبير السياسي إلى أن "السياسة المصرية حالياً لا تقتصر فقط على الجهود الأمنية بل تمتد لتشمل العديد من القطاعات منها الحوكمة الرشيدة وتعزيز سبل التنمية ومواجهة الفقر والجهل، وهذه الآليات تمثل أهمية كبرى بالنسبة للمجتمع الدولي، ذلك لأن الشراكات الدولية مع مصر ستكون بمثابة الضامن الأكثر استقراراً في معادلة الأمن العالمي، في مجالات مكافحة الهجرة غير الشرعية ومواجهة الإرهاب، والحروب الأهلية، وبالتالي فإن المجتمع الدولي يبحث عن مثل هذه الشراكة وتدعيمها من أجل مواجهة تلك الملفات التي تهدد الأمن العالمي".
في السياق ذاته، قال الدكتور محمد منظور، نائب رئيس حزب "مستقبل وطن"، إن الرئيس السيسي سعى من خلال كلمته في مؤتمر ميونيخ إلى إيجاد شراكة بين الدول كافة في مواجهة ظاهرة الإرهاب على مستوى العالم، باعتبار أن مصر كانت لها ضربة البداية في مواجهة الإرهاب في السنوات الأخيرة السابقة، وقدمت أبناءها من الجيش والشرطة للحفاظ على أمن واستقرار الوطن..
وأضاف منظور لـ"العين الإخبارية" أن عرض السيسي للتحديات والأزمات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ورؤية مصر باعتبارها رئيس الاتحاد الأفريقي، يأتي في محاولة منه لوضع حلول لها بما يمكن من تعزيز التكامل الاقتصادي وتسهيل حركة التجارة العالمية والأفريقية.
ووصف الدكتور عبدالرحيم علي، عضو مجلس النواب ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، كلمة السيسي أمام مؤتمر ميونيخ بأنها "تاريخية وشاملة لجميع القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها".
وطالب علي، في بيان له، المجتمع الدولي لـ"الأخذ بالرؤية الواضحة والحاسمة للرئيس السيسي بشأن ملفين في غاية الأهمية الأول يتعلق بمواجهة ظاهرة الإرهاب التي تمثل خطراً داهماً على الأمن والسلم الدوليين والثاني يتعلق بقضية السلام في الشرق الأوسط".
وأكد ضرورة تدخل المجتمع الدولي لحل أزمة السلام في الشرق الأوسط باعتباره "أمراً حتمياً وضرورياً ليتم حل وتسوية قضية السلام في الشرق الأوسط وبما يكفل حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة"، كما طالب أيضاً المجتمع الدولي الأخذ برؤية الرئيس السيسي بشأن تسوية الأوضاع وحل المشكلات داخل ليبيا وسوريا واليمن، مشيداً بالاهتمام الكبير من الرئيس السيسي بطرح قضية التعاون مع العالم خاصة الدول الأوروبية، لافتاً إلى أنه يتحدث ولأول مرة أمام العالم عن قضايا وآمال وطموحات القارة السمراء باعتباره رئيساً للاتحاد الأفريقي.
aXA6IDMuMTQ0LjIwLjY2IA== جزيرة ام اند امز