أذكى طفل في العالم لـ"العين الإخبارية": أتطلع لصنع روبوت متعدد المهام
الطفل المصري عبدالرحمن حسين قال لـ"بوابة العين" إنه يعتزم صنع روبوت متعدد المهام بعد نيله لقب "أذكى طفل في العالم 2017"
بوجه بشوش ناظرا للسماء، وكأنما يرغب في أن يصعد كلامه مباشرة إلى خالقه، تمنى أحد أطفال مصر صنع روبوت مصري متقدم متعدد المهام، بعد نجاحه في نيل لقب أذكى طفل في العالم لسنة 2017، خصوصاً أن تصميم الروبوتات ليس عليه بجديد.
فالطفل الذي في عامه الثالث عشر من حياته استطاع عام 2016 تصميم روبوت يصيب الكرات في المرمى.
في ديسمبر/كانون الأول 2017 نال الطفل المصري عبدالرحمن حسين لقب "أذكى طفل في العالم"، بعد حصوله على كأس البطولة لمسابقة الذكاء العقلي التي أقيمت في ماليزيا، التي شارك بها 3000 طفل من 70 دولة على مستوى العالم.
"بوابة العين" زارت الطفل عبدالرحمن وأسرته ومدربته للتعرف عن قُرب حول بدايات تدريبه، وطبيعة تلك البرامج التدريبية، ثم أماني المستقبل.
ورجوعا بالذاكرة إلى الماضي القريب، تقول نسرين إبراهيم، والدة الطفل المصري، التحق عبدالرحمن بمركز "IMA" حيث بدأ التدريب على برنامج الذكاء العقلي منذ ربيعه السابع.
وفي إحدى نواحي حي المعادي بقاهرة المعز ذهبنا إلى مركز التدريب، حيث بناية من 3 طوابق على الأرجح، مكتظة بالفصول، وعدد لا بأس به من الأطفال ممن لا تتعدى أعمارهم أصابع اليد الواحدة إلى من يتجاوزون أصابع اليدين بقليل.
وفي أحد الفصول التي خصصت للمراحل المتقدمة في التدريب يقبع عبدالرحمن بالزي الرسمي للـ"IMA"، مرتديا "تي شيرت" أحمر اللون- ذو ياقة كحلية- رُسِم بالأبيض في أعلى يمينه رأس طفل مملوءة بالأرقام، وسروالا كحليا.
وتحدث الطفل المصري عن بداية تدريبه وكيفيته، ثم المسابقات التي خاضها، وكيف قاد نفسه وهمته إلى المشاق حتى يتربع على عرش الذكاء العالمي، فقال: "بدأت تدريبي في المركز منذ عام 2012، وكان ذلك عبر "الأباكس" (العداد الصيني)، حيث تعلمت ترتيب الخانات الحسابية عليه من أحاد وعشرات وغيرها، ثم كيفية إجراء العمليات الحسابية عليه من البسيطة إلى المعقدة".
وعن تلك الفترة من حياته التعليمية يوضح الطفل المصري أنه استطاع من خلال تدريبه أن يقوم بإجراء العمليات الحسابية بسهولة وسرعة فائقين، فضلا عن استيعاب دروسه وفهمها بشكل جيد، ما دفع زملاءه ومُدَرِسِيه بالمدرسة لوصفه بـ"العبقري".
ورغم ما توقعه لفظة "العبقري" من حسن إيقاع لدي من يتصف بها إلا أن الطفل الصغير انتقد نظام التعليم الذي يلزمه بخطوات معينة حتى يصل إلى النتائج النهائية، الأمر الذي يدفع إلى الحفظ والتلقين أكثر من الفهم وإعمال العقل.
"التدريب في “IMA” يقوم على مرحلتين: أولهما الأباكس؛ حيث يتعلم الطفل كيفية إجراء العمليات الحسابية علي العداد، والثانية المرحلة الذهنية “MENTAL”؛ حيث يتخيل الطفل عند إجراء الحسابيات أن العداد أمامه، ومن ثم يتوصل إلى الناتج"، بتلك الكلمات تشرح بتول محمد منتصر، مُدربة عبدالرحمن في برنامج التدريب.
وتضيف منتصر أن البرنامج الماليزي المتبع في التدريب يهدف إلى تنمية فصي المخ مما يزيد من قدرة الطفل على التخيل والملاحظة، ويسهم في تقوية الذاكرة، ومن ثم إجراء عمليات حسابية معقدة في وقت قياسي أسرع من الآلة الحاسبة.
ومنذ عامه الأول بالمركز يقرر عبدالرحمن خوض المسابقات، لكن لقلة تدريبه في ذاك الوقت لم يجنِ سوى التجربة، ليتقدم في تدريبه، ويخوض المسابقة الدولية في سنغافورة عام 2014 لينال المركز الثالث على مستوي العالم، ثم المركز الثاني في مسابقة محلية عام 2017.
وجاء حصوله على المركز الثاني في المسابقة المصرية ليخيب أمله كثيرا، خصوصاً أنه تدرب بشكل مكثف، عاقدا العزم على المركز الأول، حسب والدة عبدالرحمن، التي تحدثت عن حال ابنها في تلك الفترة، وقالت إنها حاولت إقناعه بأنها ليست النهاية، بتشجيعه على خوض المسابقة العالمية في ماليزيا التي كانت بعد قرابة 4 شهور من ذلك الوقت.
وما بين 20 و30 دقيقة تصطحب الأم الثلاثينية طفلها إلى التدريب كل يوم، حيث فعاليات التأهل لخوض المسابقة العالمية، بعد أن كان التدريب مقتصرا على يوم السبت من كل أسبوع.
وتنعقد المسابقة في أواخر ديسمبر/كانون الأول، بعد أن اكتمل نصابها من 3000 متسابق، منهم الوفد المصري وعلى رأسه عبدالرحمن الذي تعهد بأن يبذل فيها كل نفيس عقله.
ويقوم أساس المسابقة على "شيت" من 4 أوراق، يحتوي قرابة 300 مسألة حسابية معقدة، ويكون الفائز من يحل أكبر قدر من المسائل بشكل صحيح في 8 دقائق فقط.
ويأتي يوم إعلان نتيجة الامتحان، وتبدأ اللجنة الماليزية في نداء أسماء المتسابقين الفائزين.. وتتوالى الأسماء، ولا أحد يسمع اسم عبدالرحمن.. أرسب أم أن اسمه أَبَى أن يستقر على الورق!
وتقول والدته: "استمريت لفترة أتابع الأسماء الفائزة، ولا أسمع اسم عبدالرحمن.. ظننته رسب وحمدت الله رغم علمي أنه اجتهد كثيرا.. لتأتي المفاجأة، ويتم مناداة اسم الفائز بالبطولة في النهاية.. إنه عبدالرحمن.. وأخيرا تمتزج دموع الفرحة والفخر لتنهمر بكثرة".
واستطاع عبدالرحمن حل 230 مسألة حسابية معقدة في 8 دقائق، ليتمكن بذلك من إعطاء بلده هدية رائعة أواخر عام 2017.
وماذا بعد لقب "أذكى طفل في العالم؟".. يجيب عبدالرحمن: "أعتزم الحفاظ على اللقب وتنميته، بخوض مسابقات أخرى، والتقدم في تدريبات البرمجة التي بدأتها أيضا منذ سنوات، والتي أتت أُكلها بروبوت صممته مع فريق من زملائي عام 2016".
وعن تلك التجربة، يقول أذكى طفل في العالم إنه وأربعة من نظرائه قاموا بتصميم روبوت على شكل عربة، تحمل الكُرَات وتلقي بها في المرمى، ليفوزوا في مسابقة "فيكس" العالمية لبرمجة وتصميم الروبوت، خلال عام 2016.
وقبل "فيكس" يشير عبدالرحمن إلي تدريباته التي تلقاها في التصميم والبرمجة، وبرز نجمه فيها أيضا، عازما الاستمرار في ذلك المجال (هندسة البرمجيات).
ويتطلع عبدالرحمن إلى صنع روبوت يستجيب لأكثر من أمر، حيث يكون متعدد المهام في الوظائف، وكامل المصرية في الصنع، ليستمر عطاؤه لبلده التي تعطي الكثير وإن بدا للبعض قليلا.