دراسة تبحث في أسرار «جين السلوك الاجتماعي»
كشف باحثون في معهد سانفورد للخلايا الجذعية بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، عن نتائج رائدة تسلط الضوء على الأسس الجينية للسلوك الاجتماعي.
ويقدم البحث، المنشور في مجلة "سيل ريبوتيز"، رؤى جديدة حول السمات الاجتماعية المتناقضة التي لوحظت في حالات مثل متلازمة ويليامز ومتلازمة الازدواج (7q11.23)، مع آثار محتملة على تطوير العلاجات المستهدفة.
ومتلازمة ويليامز، التي تتميز بالشخصية الاجتماعية، تتناقض بشكل صارخ مع متلازمة الازدواج (7q11.23)، والتي غالبا ما تظهر مع سمات التوحد والصعوبات الاجتماعية.
وبناءً على الدراسات السابقة، قام فريق البحث، بقيادة الدكتور أليسون موتري، بالتحقيق في دور جين (GTF2I) في تشكيل السلوك الاجتماعي.
وأوضح الدكتور موتري: "ركزت دراستنا على فهم السبب الذي يجعل الأفراد المصابين بمتلازمة ويليامز يظهرون قدرا كبيرا من التواصل الاجتماعي، في حين أن أولئك الذين يعانون من التغير الجيني المعارض يواجهون تحديات اجتماعية، وقد افترضنا أن الجين (GTF2I)، يلعب دورا مركزيا في تنظيم التنشئة الاجتماعية أثناء نمو دماغ الجنين".
وباستخدام الخلايا الجذعية البشرية متعددة القدرات، قام الباحثون بتوليد عضويات دماغية تفتقر إلى جين (GTF2I)، ولاحظوا اختلافات كبيرة في السلوك الخلوي مقارنة بالعضيات الطبيعية، وأدى فقدان الجين (GTF2I) إلى زيادة موت الخلايا، وانخفاض النشاط الكهربائي، وعيوب التشابك العصبي، ما يوفر رؤى مهمة حول تأثير الجين على نمو الدماغ.
علاوة على ذلك، تشير الدراسة إلى أن الجين (GTF2I) قد يكون منظما رئيسيا للسلوك الاجتماعي، مع آثار محتملة على اضطرابات طيف التوحد.
ومن خلال فهم الآليات الجينية الكامنة وراء النشاط الاجتماعي، يأمل الباحثون في تمهيد الطريق لتطوير علاجات مستهدفة لتحسين الأداء الاجتماعي لدى الأفراد المتضررين.
وأكد الدكتور موتري الآثار الأوسع نطاقا للنتائج، قائلاً: "لا يوفر بحثنا الأمل للأفراد المصابين بالتوحد المرتبط بالجين ( GTF2I ) فحسب، بل يوفر أيضا نظرة ثاقبة لتطور الحياة الاجتماعية البشرية، ومن خلال كشف الأساس الجيني للسلوك الاجتماعي، نكتسب فهمًا أفضل".
وتمثل الدراسة خطوة مهمة إلى الأمام في مجال أبحاث النمو العصبي وتؤكد إمكانات الرؤى الجينية لتوجيه التدخلات المستهدفة للاضطرابات المعقدة.
aXA6IDMuMTQyLjU0LjEzNiA= جزيرة ام اند امز