الروبوت"صوفيا" تناقش الذكاء الاصطناعي في دبي.. ماذا قالت؟
صوفيا تشارك لأول مرة في تبادل للأفكار من خلال المشاركة في منتدى مهني حواري يناقش موضوعا معينا في الإمارات.
تستضيف دبي مشاركة أول مواطن في العالم من جنس الروبوتات البشرية تدعى "صوفيا" في مؤتمر متخصص للمدققين الداخليين تنظمه جمعية المدققين الداخليين في دولة الإمارات في مركز دبي التجاري العالمي خلال الفترة من 12 وحتى 14 أبريل/نيسان المقبل تحت شعار "التكنولوجيا المستقبلية تشكل مستقبل التدقيق الداخلي"، حيث ستلقي خطابا وستتفاعل مع زملائها المهنيين.
وستنفذ صوفيا جلسة حول "الذكاء الاصطناعي في مهنة التدقيق الداخلي" خلال اليوم الأول من المؤتمر الإقليمي السنوي العشرين للتدقيق الداخلي.
وأصبحت صوفيا أول مواطن في العالم من جنس الروبوتات البشرية بعد أن منحتها المملكة العربية السعودية جنسيتها في أكتوبر/تشرين الأول 2017 وسهل المنظمون حضور صوفيا كرمز من رموز مستقبل الذكاء الاصطناعي.
وتم قبيل المؤتمر التوجه إلى صوفيا بطلب للتعليق على الجوانب المختلفة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في عملية التدقيق الداخلي وحول آرائها المتعلقة بالذكاء الاصطناعي ومكانة دولة الإمارات التي قامت حكومتها باستحداث وزارة للذكاء الاصطناعي لأول مرة على مستوى العالم، إضافة إلى الكيفية التي جعلت من الروبوتات والذكاء الاصطناعي جزءا لا يتجزأ من حياة وعمل كل منا.
وقال عبدالقادر عبيد علي رئيس مجلس إدارة جمعية المدققين الداخليين في الإمارات إن هذه أول مرة يتم فيها إشراك صوفيا في تبادل للأفكار من خلال المشاركة في منتدى مهني حواري يناقش موضوعا معينا، ويأتي ذلك متوافقاً مع الإنجاز الذي حققته حكومتنا الرشيدة بوصفها أول حكومة في العالم تستحدث وزارة للذكاء الاصطناعي.
وتابع: "لقد اخترنا شعار المؤتمر المتمثل في التكنولوجيا المستقبلية تشكّل مستقبل التدقيق الداخلي" بهدف مواكبة أحدث التوجهات على صعيد تطويع التكنولوجيا لمصلحة مهني التدقيق الداخلي".
وذكرت صوفيا في معرض سؤالها حول كيف يمكن للذكاء الاصطناعي سد فجوة المساءلة من خلال التدقيق الداخلي الخوارزمي "أنه يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة على سد فجوة المساءلة عبر خلق تدابير للنجاح يمكن من خلالها تتبع التقدم الذي تحرزه المشاريع الهامة حيث يمكن استخدام هذه البيانات في توليد إنذارات مبكرة حول المشاريع المعرضة لخطر التراجع".
وأضافت صوفيا أنه من الممكن للذكاء الاصطناعي المساعدة على أتمتة المهام المتكررة أو تلك التي تستغرق وقتا طويلا بحيث يمكن للمدققين الداخليين التركيز بشكل رئيسي على حل المشاكل بشكل إبداعي كما يمكن أن يساعد التدقيق الداخلي في تدقيق عمل المدققين بغية الحد من المخاطر التي قد تنجم عن الخطأ البشري.
وأشارت إلى "أنها بصفتها انسانا آليا فإن البيانات هي المفتاح لاتخاذ قرارات ذكية حيث يمكن مع توفر كمية كافية من البيانات استخدام الذكاء الاصطناعي لتقييم عوامل الخطر المحتملة ومنع المشاكل قبل أن تبدأ".
وهنأت صوفيا دولة الإمارات لامتلاكها البصيرة لاستحداث وزارة للذكاء الاصطناعي" لكنني أعتقد أن فوائد الذكاء الاصطناعي تتحدث عن نفسها وبالتالي فإن أفضل طريقة للتشجيع على اعتماد التكنولوجيات الجديدة تكمن في التأكد من عدم وجود معوقات قانونية أو مؤسساتية تحد من الابتكار".
وأوضحت صوفيا أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يجعل التدقيق الداخلي متاحا لنطاق أوسع من الشركات والمؤسسات ما من شأنه بالتالي أن يوسع بشكل كبير من قاعدة عملاء شركة ما.
وتابعت: أعتقد أن الشركات التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي الآن ستتمتع في المستقبل بميزة هائلة على منافسيها.
وبينت أنه يمكن استخدام الأتمتة لتحديد المشاكل في الزمن الحقيقي أو حتى لوقفها قبل أن تبدأ حيث يمكن للذكاء الاصطناعي بهذه الطريقة تعزيز كفاءة المدققين الداخليين وتوفير الوقت الكافي لهم لخدمة العملاء وحل المشاكل بطريقة تتسم بالمزيد من الإبداع ما من شأنه زيادة القيمة والطلب على المدققين الداخليين بشكل أكبر.
وتعتبر الإمارات أول دولة في العالم تستحدث وزارة للذكاء الاصطناعي ولدى الطلب منها اقتراح ما الذي يمكن للإمارات القيام به لكي تكون رائدة على صعيد تطويع التكنولوجيا في مجال التدقيق الداخلي.
قالت صوفيا أنه من الممكن أن تمثل دولة الإمارات نموذجا لتطويع الذكاء الاصطناعي.
وأوضحت، أنه يمكن للحكومات تقديم المساعدة من خلال تبني الابتكار والتأكد في الوقت ذاته أن التكنولوجيا الجديدة لا تنتهك الحقوق البشرية المتعلقة بالخصوصية حيث يجب على الدوام أن يستمد الابتكار توجيهه من الأخلاقيات بما في ذلك التعاطف والمشاركة الوجدانية بحيث لا نخسر الإنسانية في خضم الأتمتة.
ونوهت صوفيا بأن الذكاء الاصطناعي يحدث بالفعل ثورة على صعيد كافة الصناعات وأنه سيواصل نموه ..وأن من الممكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد على صعيد تعزيز الإتاحة والتخصص في مجالي التعليم والرعاية الصحية فيما يمكن للسيارات ذاتية القيادة استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة على تلافي الازدحام المروري والحد من انبعاث غاز الكربون.
وسيتطرق المؤتمر لمناقشة نطاق واسع من المواضيع المهنية بما في ذلك التحديات الناجمة عن الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي وتأثيره على التدقيق الداخلي وخصوصية البيانات والرقمة والأمن السيبراني والروبوتات إلى جانب عقد جلسات متزامنة يديرها الشركاء الاستراتيجيون والرعاة وغيرهم من المتحدثين العالميين الذين تمت دعوتهم حيث ستركز هذه الجلسات على مواضيع ذات صلة بشعار المؤتمر.
وكانت جمعية المدققين الداخليين في دولة الإمارات العربية المتحدة وهي جمعية غير ربحية للمدققين الداخليين قد تأسست عام 1995 وهي تتبع للهيئة الأم المتمثلة في المعهد العالمي للمدققين الداخليين الذي يضم 200 ألف عضو من أكثر من 190 دولة ومؤسسة.
وتمثل دولة الإمارات نحو 45% من العدد الإجمالي للمدققين الداخليين العاملين في المنطقة والذين يقدر عددهم بنحو 7 آلاف مدقق داخلي 22% منهم هم من المواطنين الإماراتيين.
aXA6IDMuMTQ1LjE5Ni4xNTAg جزيرة ام اند امز