مستوى غير مسبوق لخسائر المدنيين في الصومال
أعداد القتلى والجرحى بين المدنيين في الصومال وصلت، بسبب الغارات الجوية بقيادة أمريكية ضد الإرهابيين، إلى مستويات غير مسبوقة.
وصلت أعداد القتلى والجرحى بين المدنيين في الصومال بسبب الغارات الجوية بقيادة أمريكية ضد الإرهابيين إلى مستويات غير مسبوقة، بحسب تحقيق لصحيفة "الجارديان" البريطانية، مما يثير مخاوف من أن ما تقوم به واشنطن يتسبب في تعزيز الدعم للإرهابيين.
ويعتبر تصاعد الضربات جزءا من الاستراتيجية الخارجية الأمريكية في إفريقيا والشرق الأوسط، فقد شهدت الصومال خلال الـ6 أشهر الأخيرة 34 غارة جوية، وهو ضعف الرقم الإجمالي لعام 2016.
وجمعت صحيفة الجاردين وحققت في عشرات التقارير حول الغارات الجوية الأمريكية على مدار الـ12 شهرا الماضية، التي استهدفت جميعها تقريبا حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي.
كذلك بحثت الصحيفة فيما ذكرته وسائل الإعلام المحلية، بالإضافة إلى مسؤولين غربيين والأطقم الطبية وشهود عيان وأقارب الضحايا.
وذكرت أنه في 5 هجمات منذ يوليو/تموز الماضي، يبدو أن 50 مدنيا قتلوا أو جرحوا في غارات جوية، منها غارتان تضمنتا طائرات تابعة للولايات المتحدة، أما الخسائر الأخرى فهي على الأرجح بسبب ضربات أخرى لم تتحدث عنها التقارير.
وقال شهود وطاقم طبي إن 5 مدنيين قتلوا وجرح اثنان خلال غارة جوية على قرية في 6 ديسمبر/كانون الأول، وفي حادث آخر خلال أكتوبر/تشرين الأول، أفاد سكان ومسعفون بأن ما يصل إلى 8 مدنيين جرحوا في غارة جوية خلال القتال العنيف في منطقة شبيلي السفلى.
وفي الشهر السابق، أصيب 4 من رعاة الماشية جراء تفجير بئر ماء في كينيا، فيما لقي 7 أفراد من عائلة واحدة، بينهم أطفال، مصرعهم في أغسطس/آب الماضي، خلال هجوم جنوب جوبالاند، وقال مسؤولون إن جميع من قتلوا كانوا إرهابيين.
وقبل ذلك بشهر، قُتل 4 أشخاص بينهم 3 أطفال وأصيب 8 خلال غارة جوية على قرية قرب مدينة كيسمايو، كما أسفرت الهجمات عن مقتل أعداد كبيرة من الماشية، وتسببت في ضرر كبير بالبنية التحتية الزراعية.
وأشار تحليل للأمم المتحدة إلى أن هناك 74 غارة جوية بين يناير/كانون الثاني 2016 وأكتوبر/تشرين الأول 2017، ما أسفر عن سقوط 57 مدنيا، 14 فقط من تلك الهجمات كانت مدعومة أمريكيا.
وقد ألقى التقرير باللوم على القوات الكينية في الصومال بسبب 42 من هؤلاء الضحايا، إذ تسهم كينيا بقوات و3 مروحيات إلى (أميسوم)، وهي بعثة الاتحاد الإفريقي إلى الصومال، ويعتقد أن القوات الكينية أيضًا شنّت هجمات على المناطق الحدودية، رغم نفي نيروبي ذلك.
وأشارت الجارديان إلى أن معظم الغارات استهدفت الأراضي التي يسيطر عليها الإرهابيون، إلا أن الحصول على تأكيد بشأن خسائر المدنيين أمر صعب، حتى بالنسبة لتلك التي تحدث عنها أقارب القتلى أو المصابين، إذ قد يكون بعض القتلى أو الجرحى مقاتلين مع المليشيات القبلية المسلحة الذين هم عمليا مدنيون، رغم أنهم أحيانًا ينحازون إلى المسلحين.
وقال متحدث أمريكي إنه لم يكن هناك أي غارات جوية أمريكية على الصومال في 6 ديسمبر/كانون الأول، وأن الهجمات التي وقعت في أكتوبر/تشرين الأول بمنطقة شبيلي السفلى كانت خلال القتال العنيف بين القوات الحكومية وحركة الشباب.
يذكر أنه في الفترة ما بين 16 و17 أغسطس/آب، شنّت الولايات المتحدة غارات جوية ضد حركة الشباب، ما أسفر عن مقتل 7 مقاتلين في منطقة جوبا الوسطى، حيث جرى قتال شرس بين القوات الحكومية والمسلحين.