فرماجو يتحايل سياسيا لإقصاء حاكم ولاية صومالية
وفد من الحكومة الفيدرالية الصومالية يدخل مفاوضات سرية مع تنظيم "أهل السنة والجماعة" الصوفي المسلح في ولاية غلمدغ
أكدت مصادر مطلعة أن وفدا من الحكومة الفيدرالية الصومالية برئاسة وزير الداخلية عبدي محمد صبري دخل في مفاوضات سرية مع تنظيم "أهل السنة والجماعة" الصوفي المسلح في ولاية غلمدغ.
وأوضحت ذاتها لـ"العين الإخبارية" أن حكومة الرئيس الصومالي عبدالله فرماجو تسعى بهذه المفاوضات سحب البساط من تحت حاكم الولاية "أحمد دعاله غيله حاف"، وإجراء انتخابات في الولاية في شهر يوليو/تموز المقبل.
- حاكم غلمدغ الصومالية: تدخل فرماجو يفسد انتخابات الولاية
- أسبوع الصومال.. الأقاليم تنتفض ضد ديكتاتورية فرماجو
ونشر موقع "العاصمة" الصومالي نقلا عن مصادر موثوقة أن وفد الحكومة عرض على تنظيم "أهل السنة والجماعة" قبول مشروع إقصاء حاكم الولاية واجراء الانتخابات في مدينة "طوسمريب" العاصمة الإدارية للولاية، مقابل الحصول على 2 مليون دولار أمريكي.
وأضافت المصادر أن عددا من قادة التنظيم الصوفي المسلح أبدوا موافقتهم المشروطة على سحب البساط من تحت حاكم الولاية وتنظيم الانتخابات في مدينة "طوسمريب"، بشرط زيادة المبلغ إلى 4 ملايين دولار.
وقال حاكم ولاية غلمدغ "أحمد دعاله غيله حاف"، في تصريح صحفي للإعلام المحلي، أن ولايته لن تقبل التدخل في شؤونها الخاصة، متهما حكومة مقديشو باستخدام المال السياسي الفاسد لشراء الذمم والمواقف.
وأضاف حاكم الولاية قائلا: إن تبديد الأموال في شراء الذمم سياسة غبية تنتهجها حكومة فرماجو لفرض سياساتها على ولايته، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن حكومة فرماجو مشغولة بتدمير النظام الفيدرالي في البلاد.
وكان القيادي الصومالي المعارض عبدالرحمن عبدالشكور أكد في تصريح سابق لـ"العين الإخبارية" أن حكومة فرماجو أعدت مخططا بتمويل من قطر لمحاربة ولايتي جوبا لاند وغلمدغ وإقصاء حكامها الحاليين عبر الانتخابات.
وأضاف عبدالشكور أن المخطط تم التنسيق أثناء زيارة رئيس الوزراء الصومالي حسن علي خيري إلى قطر، نهاية شهر مايو/أيار الماضي مع نائب رئيس جهاز الاستخبارات والأمن القومي فهد ياسين.
بدوره، أوضح الجنيرال عبدحسن عواله قيبديد عضو مجلس الشيوخ الصومالي في تصريح صحفي أن مخطط بث الفوضى في ولاية غلمدغ والتدخلات في شؤونها غير مقبول، محذرا من استخدام المال السياسي الفاسد لزرع الفتن بين أبناء ولاية غلمدغ.
وأكد قيبديد أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها حكومة مقديشو بشأن انتخابات ولاية غلمدغ خلقت حالة من الانقسام في أوساط المجتمع، مطالبا في الوقت ذاته الحكومة الصومالية بوقف التدخل في شؤون الولاية والسماح لقيادة الولاية بتقرير مصيرها وفق الدستور.
وقال المحلل السياسي عبدالكريم حاشي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، إن حكومة فرماجو رأت أن رؤساء الولايات يشكلون خطرا على مشاريعها لنهب ثروات البلاد، وتستخدم المال الفاسد لشراء الولاءات، مستفيدة من الحالة الاقتصادية الصعبة لسكان الولايات.
وأضاف المحلل أن حكومة فرماجو لم تغير من مسار سياساتها الهادفة إلى الانفراد بحكم البلاد وخرق القانون لإفساح المجال أمام أطماعها للعودة إلى السلطة خلال الانتخابات المقبلة.