الصومال بأسبوع.. حكومة فرماجو تغازل إسرائيل ومطالب شعبية بتنحيه
الصومال شهد خلال الأسبوع الماضي أحداثا عدة كان أبرزها تصاعد المطالب بتنحي الرئيس محمد عبدالله فرماجو بعد فشله في إدارة شؤون البلاد
شهد الصومال خلال الأسبوع الماضي أحداثا عدة، كان أبرزها تصاعد المطالب بتنحي الرئيس محمد عبدالله فرماجو، بعد فشله في إدارة شؤون البلاد وحفظ الأمن، إثر تزايد الهجمات التي تشنها حركة الشباب الإرهابية في العاصمة مقديشو.
- برلمان الصومال يستدعي وزيري أمن ودفاع "فرماجو" على وقع تفجيرات مقديشو
- إقصاء وفوضى وتدخلات خارجية.. حصيلة حكم فرماجو للصومال
كما شهد الأسبوع الماضي جدلا بين الأوساط الدبلوماسية على وقع محاولات التطبيع مع إسرائيل، بعد امتناع ممثل الصومال عن التصويت ضد مشروع قرار أممي يؤكد تبعية الجولان لسوريا.
مطالب بتنحي فرماجو
وتقول المعارضة الصومالية إن حصيلة حكم فرماجو التي بلغت عامين هي "الفشل" الكامل في حكم البلاد، بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
وفي الأيام الماضية صدرت دعوات برلمانية تطالب فرماجو بالتنحي بسبب سياساته الفاشلة، وعدم افتتاحه الدورة البرلمانية لمجلسي الشيوخ والشعب (البرلمان).
واعتبر مراقبون امتناع فرماجو عن افتتاح دورة البرلمان الخامسة وإنابة رئيس الوزراء حسن علي خيري بأنه استهتار واضح بالمؤسسات التشريعية، بعد قيامه بإسكات جميع الأصوات المعارضة لممارسات حكومته.
الخبير في شؤون البرلمان الصومالي مجاهد شيخ عبدالرازق يؤكد أن مؤسسات الدولة تشهد حالة فوضى عارمة بسبب ممارسات حكومة فرماجو القمعية والإقصائية تجاه البرلمان.
وقال عبدالرازق، في حديث مع "العين الإخبارية"، إن ازدراء حكومة فرماجو البرلمان بات واضحا، حيث شهد المجلس حوادث طرد للنواب المعارضين لتمرير بعض القوانين.
كما تم إقصاء بعض كبار النواب وضربهم وشراء بعض ذمم البعض الآخر، بقصد التجاوز عن ممارسات فرماجو الإقصائية.
وطالب عبدالرازق البرلمان الصومالي بالعمل على سحب الثقة من الرئيس فرماجو، وإقامة فترة انتقالية قبل الانتخابات، لضمان حفظ أمن وتماسك الصومال، ومنع انهيار مؤسسات الدولة التي باتت تشهد إقصاء متتاليا من قبل فرماجو وحكومته.
بدوره، اتفق الكاتب والمحلل السياسي محمد نور سيدو مع وجهة النظر السابقة، مضيفا أن قرارات فرماجو باتت مرهونة في يد النظام القطري، الذي ساعد فرماجو في الوصول لسدة الحكم، من أجل تفكيك مؤسسات الدولة وقمع المعارضة بمعاونة نائب رئيس جهاز الأمن والاستخبارات فهد الياسين حتى تضمن السيطرة على الصومال.
وقال سيدو، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الطريق لخلاص الصومال من أزماته ومن التدخلات القطرية في شؤونه الداخلية يكمن في تنحي فرماجو لضمان الحفاظ على مؤسسات الدولة من الانهيار.
حكومة فرماجو تغازل إسرائيل
وخلال الأسبوع الماضي، أثار امتناع مبعوث الصومال في الأمم المتحدة فاطمة عبدالله عن التصويت ضد مشروع قرار أممي يؤكد تبعية الجولان لسوريا، الجمعة الماضية، عاصفة من الجدل في جميع الأوساط الدبلوماسية والدولية داخل وخارج الصومال.
ويقول مراقبون صوماليون إن الخطوة لم تكن متوقعة، لالتزام مقديشو بقرارات ومواقف جامعة الدول العربية، وإجماعها على مناهضة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية العربية.
وفي مسعى لتدارك الأزمة الدبلوماسية، أصدرت الخارجية الصومالية بيانا، السبت الماضي، أكدت فيه اعترافها بأن الجولان هي أرض عربية سورية تحتلها إسرائيل.
وأكدت، في البيان الذي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن الصومال يقف مع جميع القرارات الدولية الرافضة لضم الجولان للاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب خبراء ومحللون صوماليون، فإن امتناع الصومال عن التصويت يكشف اتجاها داخل حكومة فرماجو بالتطبيع مع إسرائيل عززته مواقف أحد الدبلوماسيين، الذي دعا بلاده بشكل مباشر للتطبيع مع إسرائيل في عدة تغريدات عبر حسابه على موقع "تويتر".
وقال الدبلوماسي الصومالي عبدالله طول إنه يؤيد بقوة إنشاء علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، وكشف عن تأييد عدد كبير من الدبلوماسيين والمسؤولين التطبيع مع إسرائيل.
من جهته، حمل السياسي الصومالي المعارض عبدالرحمن عبدالشكور الرئيس فرماجو مسؤولية القرارات، وامتناع بلاده عن التصويت لإدانة قرار ترامب بشأن سيادة إسرائيل على الجولان.
وقال، في حديث مع "العين الإخبارية"، إن المبعوثة الصومالية في الأمم المتحدة لم تتخذ قرار الامتناع عن التصويت بشكل فردي بدون استشارة الخارجية الصومالية.
تخبط دبلوماسي
وأضاف أن العلاقات والمواقف الدبلوماسية الأخيرة المتخبطة وتعامل المسؤولين في وزارة الخارجية المتطرف تؤكد وجود شبه إجماع داخل حكومة فرماجو على فتح قنوات الحوار مع الاحتلال، وضرب ثوابت الدبلوماسية الصومالية الداعمة للإجماع العربي بعرض الحائط، لتحقيق أهداف خاصة للحكومة.
وفي السياق ذاته، اعتبر الخبير في شؤون القرن الأفريقي محمد البدوي أن امتناع الصومال عن التصويت في القرار الأممي بأنه أمر مؤسف.
وقال، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن السياسية الخارجية للصومال تعيش حالة تخبط كبير وفوضى حقيقية بسبب سياسات التعيين وفق معايير الولاء والمحسوبية.
وأكد أن مواقف الصومال الأخيرة تخالف الإجماع العربي بشأن القضايا المصيرية للأمة، مشيرا إلى أن قرار الامتناع عن التصويت بالأمم المتحدة يؤكد وجود الاختراق الإسرائيلي للمسؤولين الصوماليين، كما يوضح هشاشة تفكير صناع القرار.
إلى ذلك، أضاف البدوي أن عدم حضور فرماجو القمة العربية يثير تساؤلات كبرى عن واقع الوضع السياسي المضطرب، وفشل الرئيس في حكم البلاد واتخاذ قرارات تعيد الصومال إلى وضعه الطبيعي وعمقه العربي والأفريقي كضمانة لاستقراره.
وتوقع أن تقود القرارات السلبية الأخيرة الصومال إلى عزلة دولية وإقليمية، ما لم يتمكن المواطنون من تصحيح الأوضاع من جديد.