الجنوب الليبي يئن.. حراك سياسي للفت الأنظار
حراك سياسي يشهده الجنوب الليبي للفت الأنظار إلى أزماته بعد تعثر إجراء الانتخابات في موعدها، في ظل ما يعانيه من تهميش وإقصاء.
وبالتوازي مع الحراك السياسي، يقود الجيش الليبي آخر عسكري، لفرض الأمن ومنع الفوضى.
والحراك السياسي تقوده الفعاليات الاجتماعية في محاولة للفت الأنظار نحو المنطقة الهامة والمهمشة في آن واحد.
وفي هذا الإطار، جاء مؤتمر للفعاليات الاجتماعية والسياسية بمنطقة فزان، تحت شعار "فزان البداية وليبيا الغاية"، بمدينة سبها جنوبي البلاد، للتأكيد على 5 أهداف؛ أولها ضرورة إنهاء المراحل الانتقالية، ورفع راية لا للإقصاء والتهميش.
لم الشمل
ومن بين الشعارات -كذلك- التي نادى بها المؤتمر، "الوطن للجميع وبالجميع، والسعي نحو لم الشمل ونبذ الفرقة، وإجراء الانتخابات ضروري لإنهاء الانقسام".
وحول إمكانية أن تساهم تلك الفعاليات في حلحلة الأزمة الليبية، قال حسن الطاهر بن طالب، المشرف على فعاليات مؤتمر فزان الاجتماعية، لـ"العين الإخبارية"، إنه جرى التحضير لأشهر طويلة لإعداد هذا الملتقى الذي سيفرغ إلى وضع أساسيات جذرية لحل الأزمة الليبية عامة وفي الجنوب على وجه الخصوص.
وأضاف الطاهر، أن مؤسسات المجتمع المدني في منطقة فزان أصبحت تعمل في الفترة الأخيرة على جمع الجنوبيين تحت عمل موحد يرتقي بالمجتمع الجنوبي بصورة عامة، خاصة أن تلك المنطقة تعاني من تهميش طويل الأمد انعكست آثاره على مقومات الحياة في تلك المناطق الصحراوية والتي تسيطر على بعض مناطقها مكونات دخيلة على المجتمع الليبي.
سياسات إقصائية
من جانبه، قال حسن محمد حسن الخبير والباحث السياسي الليبي، لـ"العين الإخبارية"، إن الجنوب الليبي (إقليم فزان) مورست عليه سياسات وصفها بـ"الإقصائية"، جعلته في المرتبة الثالثة مقارنة بالإقليمين الآخرين برقة وطرابلس.
وأضاف، أن "هذا التمييز جعل أبناء الجنوب الليبي مكسوري الإرادة ولا يملكون من قرارهم شيئًا"، مضيفا: "بعضهم أصبح لا يكترث لأي تسوية سياسية؛ لأن دوره فيها سيكون بعد إقليمي برقة وطرابلس".
وأوضح الباحث السياسي الليبي، أن ما وصفه بـ"التمييز غير المنطقي" بات غير مقبول من قبل أعيان الجنوب، محذرًا من "آثار غير محمودة؛ كون القانون الليبي لا يميز ضد أي مواطن مهما كان لونه أو مدينته أو قبيلته".
وأشار الباحث السياسي الليبي إلى أن أبناء الجنوب قادرون على إيجاد حل مثالي يقي الليبيين مخاطر عودة الاقتتال المسلح، حال تسلموا الملف الليبي.
تسوية مرضية
بدوره، طالب عضو مجلس النواب الليبي، علي السعيدي القايدي، البرلمان الليبي وحكومة تصريف الأعمال بضرورة إيجاد تسوية مرضية للجنوبيين الذين يفتقرون لأبسط حقوقهم.
وأضاف البرلماني الليبي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن العدالة تقتضي ضرورة توفير الحاجات الأساسية قبل الثانوية، مشيرا إلى أنه من غير المعقول الدخول في برامج إنمائية تكلف خزينة الدولة مليارات في الوقت الذي لا يتوفر فيه لتر وقود مدعوم من الدولة الليبية في الجنوب الليبي.
وطالب القايدي جميع المؤسسات الخدمية في ليبيا بضرورة التحرك العاجل تجاه جنوب البلاد لانتشاله من ضنك العيش وقسوة المضاربات المالية وتوفير فرص عمل لأبنائه الذين حولت الظروف "المأساوية" بعضهم إلى مهربي بشر ومروجي مخدرات وقاطعي طرق.