جنوب السودان يعد بتسهيل وصول المساعدات لسكان طالتهم المجاعة
رئيس جنوب السودان وعد بتأمين حرية الحركة للعاملين الإنسانيين، وذلك لمساعدة السكان الذين يعانون المجاعة
وعد رئيس جنوب السودان سالفا كير، الثلاثاء، بتأمين حرية الحركة للعاملين الإنسانيين الذين عرقلت الحرب عملهم منذ أكثر من 3 سنوات، وذلك لمساعدة السكان الذين يعانون المجاعة.
وقال كير، أمام البرلمان، إن الحكومة التي أعلنت، الإثنين، حالة المجاعة في العديد من مناطق البلاد "ستعمل على التأكد من أن جميع المنظمات الإنسانية ومنظمات المساعدة على التنمية ستكون قادرة على الاتصال بلا قيود بالأهالي المحتاجين في كامل أنحاء البلاد".
وكانت 3 منظمات تابعة للأمم المتحدة (يونسيف وفاو وبام) قد أعلنت، الإثنين، أن 4,9 مليون جنوب سوداني أي 42% من السكان في حاجة إلى مساعدة غذائية عاجلة.
ويعاني 100 ألف منهم في ولاية الوحدة (شمال) المجاعة أعلى درجات انعدام الأمن الغذائي.
وتهدد المجاعة نحو مليون مواطن آخر في الأشهر المقبلة، بحسب المصدر ذاته.
وأعربت المنظمات الإنسانية عن أسفها لكون المجاعة "سببها البشر" والحرب الأهلية التي أجبرت عدداً كبيراً من سكان جنوب السودان على الفرار من منازلهم، كما حدت من الإنتاج الزراعي وأدت إلى ارتفاع الأسعار وعطلت الوصول إلى المناطق الأشد عزلة.
وغرق جنوب السودان الذي استقل في 2011، منذ ديسمبر/كانون الأول 2013 في حرب أهلية أوقعت عشرات آلاف القتلى وأكثر من 3 ملايين نازح رغم نشر نحو 12 ألف جندي للأمم المتحدة.
واستقبلت مسؤولة للأمم المتحدة في المجال الإنساني في جنوب السودان بارتياح تصريحات كير، مشيرة في الوقت نفسه إلى تعهد مماثل كان قد أعلن في السابق، وإلى أن "الأهم هو ضمان وصول (إنساني) ميداني".
وقالت المسؤولة التي طلبت عدم كشف هويتها، إنه رغم أن وعد سالفا كير يمكن أن يدعم أهداف المنظمات غير الحكومية؛ فإنه سيكون على هذه الأخيرة في أحيان كثيرة إجراء مفاوضات دقيقة مع العديد من الفاعلين ميدانياً.
ولا يمكن الوصول إلى بعض المناطق إلا بإلقاء المساعدات من طائرات؛ ما يعني أن الكلفة في هذه الحالة ستكون 7 أضعاف الكلفة عن طريق البر، حسب المسؤولة نفسها.
ولاحظت "أن العراقيل متنوعة جداً"، مشيرة إلى ضرورة ضمان عدم وصول الغذاء الذي يوزع لاحقاً إلى مجموعات مسلحة.
وأعلن الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، أنه خصص مساعدة عاجلة بقيمة 82 مليون يورو "للحاجات الأشد إلحاحا" في جنوب السودان ولمساعدة دول الجوار على مواجهة أعباء تدفق اللاجئين.
بدورها، اعتبر الولايات المتحدة، الراعية لاستقلال جنوب السودان في يوليو/تموز 2011، أن هذه المجاعة "نتيجة مباشرة لنزاع يبقيه قادة جنوب السودان الذين لا يريدون التخلي عن طموحاتهم السياسية".
وأضافت الخارجية الأمريكية في بيان: "ندعو الرئيس كير للوفاء سريعاً بوعده بالسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى المحتاجين".