مدبر هجوم برشلونة.. كيف اعتلى مهرب مخدرات المنبر؟
بعد هجمات برشلونة الإرهابية الأخيرة، توجهت أصابع الاتهام إلى أحد أئمة المساجد هناك بضلوعه المباشر في الحادث، فمن هو؟
بعد الهجمات الأخيرة التي شهدتها برشلونة الإسبانية، والتوصل إلى الخلية الإرهابية التي شكلها شباب صغار، أثيرت تساؤلات حول أسباب تحولهم إلى التطرف، خاصة بعد أن فوجئت أسرهم نفسها بتحول الأبناء إلى إرهابيين.
- مدبر حادث برشلونة كان على صلة بمنفذي هجوم مدريد 2004
- مستشار سابق بالكرملين يكشف ألاعيب "الإخوان" بمساجد أوروبا
أصابع الاتهام سرعان ما توجهت إلى عبدالباقي السعدي، إمام مسجد مدينة ريبول الكاتالونية، الذي يعتقد أنه العقل المدبر وراء تلك الهجمات، التي أسفرت عن وقوع العشرات من الضحايا بين قتلى وجرحى. لكن من هو عبدالباقي الساتي؟
السعدي وصل عام 2015 إلى مدينة ريبول، ثم توجه إلى بلجيكا كإمام، وفقًا لما كان يقوله قبل عودته إلى المدينة الكاتالونية، وفي إبريل/نيسان 2016 بدأ يؤم المصلين في المسجد الجديد، لكن مع نهاية يونيو/حزيران 2017 طلب إجازة لـ3 أشهر للتوجه إلى المغرب لزيارة زوجته.
أحد أصدقاء السعدي قال إنه كان يقضي معظم وقته أمام الكومبيوتر في غرفته، فيما قال آخرون إن تصرفاته كانت طبيعية بين الناس، لكنه كان شخصية منطوية، وفي حال اختلط بالآخرين كان يختار فئة الشباب أكثر من الرجال في عمره نفسه.
كما أشار جيرانه إلى أنه لم يكن مندمجاً بشكل جيد في المجتمع، لكن في الوقت نفسه لم يسمع أحد منه خطباً راديكالية.
وظهرت تقارير تفيد بأنه قبل توجهه للإمامة، كان قد دخل السجن لقضاء حكم عليه بالسجن لمدة سنتين بسبب تهريبه مخدرات من المغرب إلى إسبانيا.
وهنا تحديدًا يعتقد أنها بداية مرحلة تطرف السعدي ، وقال مارتن إيفانز، في مقال بصحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية تحت عنوان "العقل المدبر للخلية الإسبانية الإرهابية قد يكون تطرف على يد أحد المشاركين في تفجيرات مدريد".
وقال كاتب المقال: إن "عبدالباقي السعدي، الإمام، الذي يعتقد بأنه العقل المدبر لخلية برشلونة الإرهابية، قد يكون قد تطرف في السجن على يد أحد مفجري قطار مدريد"، مشيرًا إلى أن "السعدي يُعتقد أنه دخل السجن لقضاء حكم عليه بالسجن لمدة سنتين بسبب تهريبه مخدرات من المغرب إلى إسبانيا".
وأوضح كاتب المقال، أن السعدي سجن مع رشيد أغليف آكا الملقب بـ"الأرنب" الذي كان يقضي حكمًا بالسجن لمدة 18 عامًا لتورطه في تفجيرات مدريد التي وقعت عام 2004، وكان وراءها تنظيم القاعدة، وراح ضحيتها 192 شخصاً وأصيب 2000 آخرون.
السعدي لم يكن متدينًا قبل دخوله السجن، لكن ربما يكون قد تحول إلى التطرف على يد رشيد أغليف وغيره من الإرهابيين في السجن.
ليس هذا فقط، بل في أعقاب هجمات برشلونة وبروز اسم السعدي ، اتضح أن الإمام كان يعيش في برشلونة مع أعضاء من الخلية الإرهابية التي فككتها الشرطة عام 2006، كما كان أحد شركائه في السكن، بلقاسم بليل، وهو انتحاري فجر نفسه خلال هجوم على قاعدة عسكرية بالعراق في نوفمبر عام 2003، أسفر عن مقتل 28 شخصًا بينهم 19 إيطاليًا.
في السياق نفسه، تبين أن المسجد الذي عمل فيه السعدي شمال مدينة ريبول، يتبع جمعية تسمى "النور الإسلامية"، التي تتبع بدورها لاتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا، وزعماء هذا الاتحاد على علاقة وثيقة بتنظيم الإخوان في سوريا، بحسب تقرير لمركز راند البحثي عام 2007.
وقال رئيس الجمعية القائمة على المسجد، علي ياسين، إن السعدي غادر المسجد منذ 3 أشهر قبل الهجوم؛ حيث قال إنه يريد العودة إلى المغرب.
يذكر أن مستشار الكرملين السابق والصحفي أليكساندر نيكروسوف، انتقد الأداء الأمني في معظم دول أوروبا، كما سلط الضوء -خلال حواره لوكالة "سبوتنيك" الروسية- على حادث برشلونة الإرهابي.
وتساءل عن كيفية وصول العقل المدبر لحادث برشلونة عبدالباقي السعدي ، إماماً لمسجد بلدة ريبول الإسبانية التي يبلغ تعدادها 11 ألف شخص فقط، على الرغم من أنه مصنف كإرهابي.
aXA6IDMuMTI4LjIwNi4xODEg جزيرة ام اند امز