أمسية وطنية وروحانية بـ"ليالي الطرب في قدس العرب"
دلال ابنة مدينة الناصرة تنقلت وسط تفاعل الجمهور بين مقطوعات غنائية من أغاني أم كلثوم والشيخ إمام وأخرى لملحنين فلسطينيين
أحيت الفنانة الفلسطينية الشابة دلال أبوآمنة، الخميس، الليلة الـ4 من أمسيات مهرجان "ليالي الطرب في قدس العرب" بمقطوعات من الأغاني الطربية والروحانية من الموروث العربي وعدد من الأغاني الوطنية.
وأضافت قبل أن تبدأ أمسيتها التي امتدت إلى ما يقارب الساعة والنصف بمرافقة فرقتها الموسيقية "عرضنا اليوم عبارة عن حالة بدنا نحاول مع بعض نوصلها، وهي حالة جماعية من التجلي والانتشاء بالنغم لنتجلى ونتغنى في الله والأرض والإنسان".
وتنقلت دلال ابنة مدينة الناصرة وسط تفاعل الجمهور بين العديد من المقطوعات الغنائية من أغاني أم كلثوم والشيخ إمام وأخرى لملحنين فلسطينيين.
وذكرت نشرة صادرة عن المهرجان أن دلال صاحبة الصوت المخملي الحاصلة على شاهدة الدكتوراه في علوم الدماغ والأعصاب، أنهت تسجيل ألبومها الجديد (نور)، وهو عبارة عن رحلة موسيقية في الشعر الصوفي.
وأضافت أن الألبوم الجديد يضم مقطوعات قديمة لكبار الشعراء الصوفيين مثل ابن عربي وجلال الدين الرومي ورابعة العدوية والحلاج وابن الفارض بألحان وتوزيعات حديثة وضعت خصيصا لهذا المشروع.
ووصفت النشرة عرض (تجلي) الذي قدمته دلال بأنه "رحلة عبر الموسيقى إلى خبايا الروح.. في تجلٍ يربط دلال ما بين اللحن والكلمة إلى حالة استحضار صوتها المترنم سيراً عالياً نحو سدة الروح وتجلياتها".
وعلّقت رانيا إلياس مديرة مركز يبوس الثقافي، قائلة "أبدعت دلال بحضورها وصوتها وطلتها، وقدمت الأغاني الجديدة وبألحان وتوزيع ملحنين عرب وفلسطينية غناء وعزفاً وتلحيناً وتوزيعاً وكلمات بمستوى فني عال يليق بها وبنا".
وأضافت "استطاعت دلال جذب الجمهور لساعة ونصف، واختتمت بأغان وطنية وتراثية بمشاركة الجمهور، وأبدع الجمهور المقدسي الفلسطيني بالمشاركة والغناء، وهذا ما تحتاجه القدس ونحتاجه جميعا لنبقى صامدين".
وينظم معهد إدوارد سعيد للموسيقى مهرجان ليالي الطرب في قدس العرب، في دورته الـ10 هذا العام، بمشاركة محلية ودولية.
وقال سهيل خوري، مدير عام المعهد، إن مهرجان ليالي الطرب في قدس العرب منصة لكل الموسيقيين، وأيضاً لكل الذين يهتمون بالموسيقى الأصيلة، والتي تهدف إلى الحفاظ على الموروث الثقافي العربي في ظل احتلال وتهويد مدينة القدس.
وأضاف في نشرة للمهرجان أنه يهدف أيضاً إلى تشجيع الطاقات الشبابية الجديدة من أجل إنتاجات موسيقية متخصصة بالموسيقى العربية الأصيلة الهادفة لتحسين جودة الإصغاء، وليست الموسيقى التجارية الهادفة للرقص.
وتقام فعاليات المهرجان هذا العام في قاعة الشهيد فيصل الحسيني في مركز يبوس الثقافي، التي أقيمت حديثاً وتتسع لما يقارب 400 شخص، وسبق أن أقيم لسنوات في موقع قبور السلاطين الأثري في مدينة القدس.
وقال سامر مخلوف مدير العلاقات العامة في معهد إدوارد سعيد "يتميز المهرجان هذا العام بتنوع فقراته، وتم تنظيم فعالياته في مركز يبوس، لأن القاعة معدة من أجل مثل هذه الأمسيات الفنية، فهي مصممة بأحدث الوسائل من تقنيات الصوت والإضاءة".
وأوضح "ما يميز المهرجان تنوع فقراته الموسيقية والفرق المشاركة فيه، مع أننا لم نستطع الحصول على التصاريح اللازمة لدخول الفرق الموسيقية التركية إلى مدينة القدس".
ويحتاج كل من يريد الوصول إلى مدينة القدس الحصول على تصاريح خاصة من إسرائيل التي احتلت المدينة عام 1967.
وأضاف مخلوف "أحد أهم أهداف المهرجان المحافظة على القدس كمركز ثقافي فلسطيني والحفاظ على الحياة الثقافية فيها رغم كل التحديات والمعيقات".
وتابع "عاما بعد عام نشهد زيادة في أعداد الجمهور المشارك في فعاليات المهرجان، وأملنا أن يكون العدد أكبر من ذلك".
وتستمر فعاليات المهرجان، الذي يقام بدعم من عدد من المؤسسات المحلية والدولية، حتى 19 ديسمبر/كانون الأول.