حيتان وحشرات زائفة ومناطيد.. التجسس بأساليب غير تقليدية
عاود الحوت الأبيض "بيلوغا" الظهور قبالة الساحل السويدي، بعدما أثيرت تكهنات سابقة بشأن "تدريبه من البحرية الروسية لأغراض التجسس".
وشوهد حوت "بيلوغا" في هونبوستراند، قبالة الساحل الجنوبي الغربي للسويد، الأحد، بحسب وكالة فرانس برس.
ويسمي النرويجيون هذا الحوت "هفالديمير"، في كلمة تجمع مقطعين هما "هفال"، التي تعني حوت بالنرويجية، و"فلاديمير"، في إشارة لارتباطه المزعوم بروسيا.
ولم تصدر موسكو أي رد فعل رسمي على التكهنات النرويجية، بأن الحوت يمكن أن يكون "جاسوسا روسيا".
وفي حين لا ترتبط روسيا بتاريخ في استخدام الحيتان لأغراض عسكرية، كان الاتحاد السوفياتي يوفر برنامجا تدريبيا للدلافين، واستخدم قاعدة في سيفاستوبول بالقرم لتدريبهم لأغراض عسكرية إبان الحرب الباردة.
وبينما أغلقت تلك القاعدة مع انهيار الاتحاد السوفياتي، تشير تقارير إلى إعادة افتتاحها بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
وتأتي هذه الأنباء بينما شهدت بداية العام الجاري مواجهة محتدمة بين الولايات المتحدة والصين بسبب منطاد تجسس انجرف إلى الأجواء الأمريكية. لم تكد تمر ساعات على هذا الاكتشاف الأول لتلحق بها كندا، التي قالت إنها رصدت منطادا صينيا ثانيا.
وقد أثارت هذه الاكتشافات الاهتمام بسبل التجسس التي تستخدمها الدول للحصول على مختلف المعلومات عن الدول الأخرى، والتي تستعرضها "العين الإخبارية" في السطور التالية:
في الماضي، كان نشاط التجسس عادة موجها نحو الحصول على معلومات استخبارية سياسية وعسكرية.
وفي حين تظل هذه الأهداف ذات أهمية كبيرة، أصبحت متطلبات الاستخبارات لعدد من البلدان، في عالم اليوم الذي تحركه التكنولوجيا، أوسع نطاقا عن ذي قبل.
وتشمل تلك الوسائل الآن تقنيات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والبحث العلمي والدفاع والطيران والإلكترونيات وغيرها العديد.
التجسس السيبراني
تستخدم الاستخبارات الأجنبية على نحو متزايد الإنترنت وتقنياته في أغراض التجسس، والذي قد يكون وسيلة جذابة لجمع المعلومات الاستخبارية لأسباب مختلفة؛ إذ يمكن أن يكون أكثر فعالية عن الوسائل التقليدية من حيث التكلفة، وقد يكون حجم البيانات التي تمت سرقتها هائلاً.
الطائرات دون طيار (الدرون)
لم تتوقف وسائل الدول الكبرى عند الأدوات التقليدية للتجسس، إذ طورت تلك الدول خلال السنوات العشرين الأخيرة طائرات بدون طيار (درونز) قادرة على أن تجوب العالم خلال فترة قصيرة.
وتعد طائرة التجسس من طراز "لوكهيد يو-2" التي يبلغ عرضها ضعف طولها نموذجا في هذا الدور.
يمكن لهذه الطائرة المسيرة تسجيل الفيديو والتقاط صور لمنزلك أو عملك من خلال الكاميرا الخاصة بها. لكن بعض الأشخاص يستخدمون طائراتهم المسيرة لتسجيل مقاطع فيديو أو التقاط صور دون علمك.
الحشرات الروبوتية
قدمت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" عام 1974، الحشرات الروبوتية، وهي عبارة عن حشرة مزيفة يتم التحكم فيه عن بعد، وجرى تصميمها لتسجيل المحادثات سرًا.
وبإمكان هذه الحشرات الروبوتية إجراء مهام سرية وحساسة لا يستطيع الأفراد القيام بها، في الحروب والمراقبة والتنصت والتجسس والاغتيالات والبحوث العلمية وعمليات الإنقاذ.
تمتك هذه الحشرات قابلية كبيرة على المناورة والتخفي أثناء قيامها بمهام التجسس في المناطق المحظور مع قدرتها على الإقلاع والطيران والهبوط في أي مكان.
المناطيد
لعبت المناطيد دورا بالغ الأهمية خلال الحرب العالمية الأولى للمساعدة في توجيه نيران المدفعية ورصد تحركات القوات ومواقع العدو مثل المستودعات والخنادق.
وأفاد تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بأن اليابان أرسلت، في الفترة من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1944 إلى أبريل/ نيسان من العام التالي، 9 آلاف منطاد محمل بقنابل سافرت عبر أكثر من 6 آلاف ميل عبر المحيط الهادي إلى الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية.
كما لعبت دورا مهما في الحرب المضادة للغواصات بسب قدرتها على المناورة وتوفير رؤية بزاوية 360 درجة في البحر.
الأقمار الصناعية
بدأت أولى برامج التجسس والتصوير الفوتوغرافي من الفضاء في حقبة الستينات من القرن الماضي، من خلال مشروع لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والقوات الجوية الأمريكية حمل اسم "كورونا"، وشهد إطلاق أكثر من 100 قمر صناعي للتجسس على الاتحاد السوفياتي.
وكانت الأقمار الصناعية الأولى تدور في المدار القطبي للأرض في مسارات محددة وتلتقط صورا للأرض من أماكن محددة، ثم يرسل الفيلم الذي يحوي الصور إلى الأرض عبر كبسولة يقذفها القمر الصناعي إلى الأرض ويلتقطها فيما بعد الفريق الموجود على الأرض لتحميضها والحصول على المعلومات التي فيها.
وتمتلك الولايات المتحدة 154 قمرًا صناعيًا عسكريًا، والتي تأتي بين مجموعة من أقمار أخرى تصنف: "عسكرية / مدنية" أو "عسكرية / حكومية"، والتي يبلغ مجموعها ما بين 339 و485 قمراً صناعياً عسكرياً في المجموع. كما تمتلك روسيا 71 قمراً صناعياً عسكرياً، فيما تمتلك الصين 63 قمراً.
الغواصات
لعبت الغواصات دور متطورا للغاية في ساحة المعركة الرقمية، حيث تستخدم كمنصات للقرصنة تحت الماء، وتنفيذ هجمات إلكترونية على عدد من البلدان الأخرى.
وتعتبر غواصات التجسس نظير البحرية لأقمار الاستطلاع، لكنها أفضل من بعض النواحي. ولا يمكنهم فقط فحص الأشياء البعيدة في قاع المحيط، ولكن في بعض الحالات يمكنهم استردادها أو معالجتها.
ويرى خبراء الحرب البحرية أن الولايات المتحدة تدير منذ عقود أسطولًا من الغواصات المجهزة خصيصًا والتي يتمثل عملها السري في تمشيط المياه العميقة بحثًا عن معلومات عسكرية لا يمكن الحصول عليها بأي وسيلة أخرى.