آيس كريم وتهنئة و30 مكالمة.. صداقة "أصيلة" بين بايدن وماكرون
تستهدف "زيارات الدولة" اختبار المدى الذي يمكن للإطراء مساعدة رئيس في الفوز بدعم حليف رئيسي في سياق العلاقات الدولية.
لكن بالنسبة للرئيسين الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، فهما يتمتعان بعلاقة "أصيلة" من الأساس.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الاثنين تشاركا موعدا وديا، تضمن كرتين من الآيس كريم.
وعندما تبادلا التحية خارج البيت الأبيض خلال زيارة دولة، الخميس، لم يكن لبرودة ديسمبر/كانون الأول تأثير يذكر، بحسب ما قاله بايدن، لأن "قلوبنا دافئة"، على حد قوله.
وقابل الرئيس الفرنسي ماكرون هذا الحب بدعوة بايدن بـ"عزيزي جو".
وقال بايدن للمراسلين إن السبب في استضافته لماكرون في أول زيارة دولة له برد بسيط: "لأنه صديقي".
لكن هناك استراتيجية وراء ذلك. فمع جميع الأدوات المتوفرة لأي رئيس أمريكي، تعتبر زيارة الدولة، التي عادة ما تتألف من مسارات دبلوماسية يتبعها عشاء فاخر، زيارة تستهدف اختبار المدى الذي يمكن للإطراء أن يكسب المستضيف حليفا رئيسيا.
ثمار واضحة
ووفق نيويورك تايمز، سيختبر هذا العرض الودي لصداقة الزعيمين، قدرة بايدن على الاحتفاظ بحليف رئيسي بجانبه، بينما يدفع باتجاه موقف متشدد دائم ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا.
وبالوقت الراهن، يبدو أن الوقت الذي قضاه الرجلان في تعزيز روابطهما أتى ثماره؛ حيث خرج الزعيمان، اللذان أعربا عن مستويات مختلفة من الاهتمام بدعم نهاية متفاوض عليها للحرب، من المكتب البيضاوي مع اتفاقية لمواصلة دعم جهود أوكرانيا في التصدي للقوات الروسية.
وقال بايدن عندما خرج مع ماكرون أمام المراسلين: "سنقف معا في وجه هذه الوحشية".
ويوم الخميس، أمضى الاثنان حوالي ثلاثين دقيقة معا بمفردهما، ثم شاركا في جلسة ثنائية استمرت 90 دقيقة، بحسب مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية تحدث شريطة عدم كشف هويته.
وأضاف المسؤول أن العلاقة التي يتشاركها الاثنان "أصيلة"، وأن الرابط الذي يجمعهما تشكل من خلال حوالي 30 مكالمة منذ أن أصبح بايدن رئيسا مطلع ٢٠٢١، وعدة تفاعلات شخصية، ومراسلات ودية حتى إن ماكرون أرسل خطابا مكتوبا بخط اليد إلى بايدن ليتمنى له عيد ميلاد 80 سعيدا.
عودة إلى ترامب
واعتبرت "نيويورك تايمز" أن ظهور بايدن وماكرون كان جهدا مشتركا أكثر اتحادا -وواقعية في النهاية- مقارنة بآخر زيارة دولة لماكرون، عندما استضافه الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018.
وخلال تلك الزيارة، قبل الاثنان بعضهما على الخدين، وأمسكا بأيدي بعضهما البعض أمام المصورين. وقال ترامب للمراسلين والمسؤولين: "أحبه كثيرا".
وفي المكتب البيضاوي، أزاح ترامب بلطف ما قال إنها "قشرة" على كتف ماكرون، قائلًا: "علينا أن نجعله مثاليا. إنه مثالي".
وبعدها بلحظات، جلسا بجوار بعضهما البعض، ووضع ماكرون يده على ركبة ترامب. لكن لم يكن الرابط الذي جمعهما دائما، وكما قال السفير الفرنسي السابق في واشنطن جيرار أرو عبر تويتر، ركز ماكرون على استرضاء الرئيس "لأن ترامب هو أقوى رجل على وجه الأرض".
تأثير العلاقات الشخصية
وقال ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية: "يميل معظم الرؤساء إلى المبالغة في أهمية العلاقات الشخصية. يمكن للروابط الشخصية تقليل احتمالات تحول الخلافات إلى أزمات – لكن لا يمكن لكل الكيمياء الشخصية في العالم تحويل الخلافات إلى اتفاقات."
وعلى النقيض من ذلك، يبدو أن ماكرون وبايدن يستمتعان برفقة بعضهما البعض، وقد التقيا قبل بضعة أسابيع، عندما سافرا إلى بالي لحضور قمة مجموعة العشرين.
وفي سبتمبر/أيلول، عندما التقيا في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، امتدت نقاشاتهما، التي كان مقررًا في الأصل أن تستمر 10 إلى 15 دقيقة، إلى حوالي الساعة.
وبالرغم من أن الاثنين لا يختلفان بشكل خاص في الرؤى العالمية، انخرط ماكرون وبايدن في خلاف ناري بعد فشل صفقة بيع غواصات نووية فرنسية، مما أدى إلى سحب فرنسا سفيرها من واشنطن.
كما لا يتفقان بشأن ما يسمى خطة ماكرون للتحرر الاستراتيجي لجعل أوروبا أقل اعتمادا على الجيش الأمريكي.