32 عاما على وثيقة الاستقلال.. والفلسطينيون ينتظرون الدولة
32 عاما مرت على ذلك اليوم الذي صدح فيه صوت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، معلنا "وثيقة استقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس".
ففي مثل هذا اليوم الخامس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1988، اعتلى عرفات منصة اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني، في قاعة قصر الصنوبر بالجزائر، فدوى صوته قائلا: "
"إن المجلس الوطني يعلن، باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
حينها كان الشاعر الفلسطيني الشهير محمود درويش، قد صاغ وثيقة الاستقلال التي جاء فيها: "إن فلسطين دولة عربية وهي جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، من تراثها وحضارتها، ومن طموحها الحاضر إلى تحقيق أهدافها في التحرر والتطور والديمقراطية والوحدة".
ومنذ ذلك الحين، قبل 32 عاما، يحيي الفلسطينيون في الوطن والشتات هذه الذكرى على أمل أن يتحول الاستقلال إلى حقيقة.
كورونا أفسد الذكرى
وخلافا للسنوات الماضية، حيث كانت تجري فعاليات شعبية واسعة بهذه الذكرى، اقتصرت الفعاليات على لقاءات عبر تقنيات "زوم" أو إصدار بيانات، بسبب القيود التي فرضها فيروس كورونا.
واليوم الأحد هو يوم إجازة رسمي في الأراضي الفلسطينية بمناسبة هذه الذكرى.
ويوم أمس، أحيت المدارس الفلسطينية ذكرى الاستقلال، عبر تخصيص حصة دراسية للحديث عن تاريخ فلسطين ومعاني هذه المناسبة.
الفرصة بعيدة
وإضافة إلى قيود كورونا، حلّت الذكرى هذا العام في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى أن الفلسطينيين لا يرون فرصة لقيام دولة بالمستقبل القريب.
وفي هذا الصدد، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي إن "هذا الإعلان عبّر عن المكانة الطبيعية للشعب الفلسطيني بين شعوب العالم باعتباره يمتلك حق تقرير المصير، والإرادة الحية لترجمة هذا الحق إلى واقع باستخدام الوسائل النضالية المشروعة لمواجهة محاولات تغييبه ومحوه من سياق التاريخ ومن الوعي الإنساني العالمي وصولا نحو تصفية قضيته العادلة".
وفي بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، دعت عشراوي إلى ضرورة تجسيد هذا الإعلان "بإرادة الشعب الفلسطيني وتاريخه وبإنجاز حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف. ".
وتعترف الغالبية من بلدان العالم بدولة فلسطين، ولكن مجلس الأمن الدولي ما زال يرفض الاعتراف بها على أراضي 1967 تاركا الأمر للمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت إن عدد دول العالم التي اعترفت ببلاده "تجاوز الـ 140، ومعها اعتراف الأمم المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 كدولة مراقب غير عضو"".
وأضاف في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه: "هذا إنجاز سياسي فلسطيني كبير يفرض على الكل الفلسطيني، فصائل وقوى وقيادة، الحفاظ عليه، وعمل الأطر القانونية والإدارية والسياسية حتى يكون واقعا على الأرض في أقرب فرصة".
وأشار إلى أن أولى الخطوات السياسية على هذا الصعيد، تتمثل في "التحرك لدى دول العالم التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين من أجل الاعتراف بها".
وهو ما أكد عليه المجلس الوطني الفلسطيني، بقوله إن "إعلان وثيقة الاستقلال فتح الطريق واسعا لاعتراف دول العالم بحق شعبنا في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".
وفي بيان له تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أوضح المجلس، أن نحو 110 دول اعترفت في ذلك الحين بفلسطين، وتبعها اعتراف الأمم المتحدة في نوفمبر 2012، حيث صدر قرار الجمعية العامة رقم 19/67، "حتى وصل عدد الدول التي اعترفت بدولتنا نحو 141 دولة".
وفي السنوات الأخيرة طالبت القيادة الفلسطينية دول الاتحاد الأوروبي بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967.
وقد اعترفت السويد بالدولة الفلسطينية، فيما حثت العديد من البرلمانات الأوروبية حكوماتها على اتخاذ الخطوة نفسها.
ويقول مسؤولون في دول أوروبية إنهم لا يعارضون الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنهم ينتظرون الوقت المناسب للقيام بذلك.