تمثال زوجة مارك زوكربيرغ.. لماذا تثير «الهدية الباذخة» مخاوف علماء النفس؟
كشف مارك زوكربيرغ مؤسس شركة "ميتا" ورابع أغنى شخص في العالم، قبل أيام، عن هدية باهظة الثمن لزوجته بريسيلا تشان كانت عبارة عن تمثال ضخم من صنع أحد أشهر فناني نيويورك.
ونشر قطب التكنولوجيا صورة للعمل الفني على إنستغرام، معلقا عليها بقوله: "إعادة التقليد الروماني لصنع منحوتات لزوجتك"، وبدا في الصورة زوجة زوكربيرغ إلى جوار تمثال ضخم باللون الأزرق الفيروزي ممتزج بقطع فضية gjf], تمشي حافية القدمين ملفوفة في ثوب فضي فضفاض وكأنه أجنحة ملاك.
ولدى زوكربيرغ وتشان ثلاثة أطفال وقد تزوجا منذ عام 2012.
ورغم كون الهدية باهظة الثمن، إذ قدر موقع "بيزنس إنسايدر" أن ثمنها يتخطى 20 ألف دولار وربما يصل إلى 450 ألف دولار، فإن علماء نفس، رأوا في هذه البادرة "مؤشر خطر".
تمثال زوجة مارك زوكربيرغ
صانع تمثال بريسيلا تشان زوجة مارك زوكربيرغ هو الفنان دانيال أرشام، وهو فنان من نيويورك ظهرت أعماله في جميع أنحاء العالم ويمكن رؤيتها حاليًا في حديقة يوركشاير للنحت في ويكفيلد.
يستخدم أرشام البرونز بشكل متكرر في عمله، والذي يتأكسد ويتحول إلى اللون الأزرق والأخضر الموجود في تمثال زوكربيرغ - على الرغم من أنه لم يؤكد المادة التي استخدمها في تمثال تشان.
ويبلغ ارتفاع التمثال 7 أقدام ويقدر ثمنه بأكثر من 20 ألف دولار.
«مؤشر خطر»
نظرًا لأن ذكرى زواج الزوجين في مايو/ أيار وعيد ميلاد تشان في فبراير/ شباط، فلا يبدو أن الهدية مرتبطة بالمناسبة.
ووفق ما نقله موقع "بيزنس إنسايدر" عن إيزابيل مورلي، عالمة النفس السريري في ماساتشوستس والمتخصصة في العلاج الزوجي، فإن مثل هذه الهدية الباذخة قد تكون بمثابة علم أحمر.
وأوضحت: "السياق هو كل شيء عندما يتعلق الأمر بالهدايا باهظة الثمن، حتى بالنظر إلى أن الهدايا الباهظة الثمن قد لا تحمل نفس الوزن بين الأثرياء".
وتقدر ثروة زوكربيرغ بنحو 187 مليار دولار وفقا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
ولكن بغض النظر عن حجم الحساب المصرفي للواهب، تحب مورلي دائمًا أن تسأل: "ما هو الغرض من هذه الهدية؟".
وأوضحت أن الهدايا باهظة الثمن قد تكون في بعض الأحيان محاولة للتلاعب بالمتلقي أو إثارة رد فعل معين منه.
وأضافت: "يستخدم بعض الناس هذه الهدايا لإصلاح سلوك سيئ، ولا أقول إن التمثال كذلك، لكن هذا شيء يجب أن تكون على دراية به دائمًا".
وبالنسبة للأشخاص الذين يتلقون هدية كبيرة، تشجع مورلي استكشاف بعض الأسئلة الرئيسية: هل هي لذكرى سنوية؟ هل هناك توقعات حول كيفية رد فعلهم؟
وأضافت: "هل كان هذا لأن واهب الهدية يشعر بأنه فعل شيئًا خاطئًا، وبالتالي سيعوضك عن ذلك بإعطائك شيئًا لامعًا لتجعلك تنسى ذلك؟".
وأضافت أن مشاركة مثل هذه الهدية الباذخة على وسائل التواصل الاجتماعي هي علامة تحذير محتملة أخرى.
وقد نشر زوكربيرغ صورة للتمثال على إنستغرام، حيث لديه 14.5 مليون متابع.
وتساءلت مورلي عن السبب: "هل كان الأمر حقًا مجرد إظهار حبه العميق وامتنانه لها ومن هي، ومن كانت في حياته؟ أم لجعله يبدو جيدًا أمام الآخرين والحصول على استجابة عاطفية معينة منها".
وقالت مورلي إن بعض الأبحاث التي قرأتها تشير إلى أن الأزواج الذين يظهرون هذا النوع من المودة علنًا على منصات التواصل الاجتماعي هم أزواج أقل سعادة في الحياة الواقعية".
استحسان جماهيري
ورغم رأي علم النفس، لقيت الهدية استحسانا جماهيريا واسعا، حيث وصف زوكربيرغ بأنه "زوج متقدم"، فيما ذهبت بعض التعليقات الطريفة إلى حد القول بأن خطوة زوكربيرغ جعلت "الأزواج في كل مكان يرتجفون".
وعلقت أخرى بشكل كوميدي: "ذاهبة وسأعود قريبا.. زوجي عليه أن يشرح الأمر"، في تلميح إلى أن التمثال أضحى مطلبا ملحا لبقية الزوجات.
وعندما قال أحد المستخدمين إنه لا بد أن يكون مشروع (التمثال كهدية) "ممتعًا"، رد زوكربيرغ: "ممتع للغاية".