عمال الفولاذ في إيران يطلقون موجة احتجاجات ضد "لصوص" طهران
عمال الفولاذ في إقليم الأحواز الواقع جنوبي إيران يحتجون اعتراضا على سوء أوضاعهم المعيشية وتأخر أجورهم لعدة أشهر.
اندلعت موجة جديدة من الاحتجاجات بين صفوف عمال الفولاذ في إقليم الأحواز الواقع جنوبي إيران، اعتراضا على سوء أوضاعهم المعيشية وتأخر صرف أجورهم لعدة أشهر، وحمّل المحتجون فساد مسؤولين حكوميين وصفوهم باللصوص، مسؤولية تردي أوضاعهم.
نشطاء إيرانيون تداولوا مقاطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي تشير إلى أن عمال الفولاذ في الجنوب الإيراني قد نفذوا بالفعل تحذيراتهم السابقة بتنظيم إضرابات واحتجاجات مجددا، حيث تجمع المئات منهم أمام مبنى محافظة خوزستان، مرددين هتافات بينها "موائدنا فارغة.. كفى ظلما وقمعا"، و"اللصوص يمرحون.. العدالة غائبة عن الشعب".
العمال رددوا شعارات تهاجم أيضا استشراء الفساد داخل مؤسسات رسمية، ونددوا بالتجاهل الحكومي لمطالبهم التي تتثمل في دفع الأجور المتأخرة لأكثر من 3 أشهر؛ فيما هددوا باستمرار تلك الاحتجاجات بشكل أوسع خلال الأيام المقبلة حال عدم حصولهم على حقوقهم.
وتقدر أعداد عمال صناعة الفولاذ في جنوب إيران بنحو 4000 عامل، حيث أعربوا، في بيان موحد الأسبوع الماضي، عن قلقهم بسبب ما وصفوه بـ"الوضع الغامض" إثر توقف بعض خطوط الإنتاج وتدهور أوضاعهم المعيشية، قبل أن يحتجوا مجددا منذ أمس السبت بعد انقضاء "مهلة" منحوها للمسؤولين.
- إيران بعد العقوبات.. بدء عاصفة الاحتجاجات وتوقعات بـ "انهيار" اقتصادي
- أزمات طاحنة تشعل غضب عمال إيران.. ونظام الملالي "حائر"
ورفض عمال المجموعة الوطنية لصناعة الفولاذ في الأحواز، التي تعد من أكبر الوحدات الإنتاجية في إيران، قبول "مساومات" جديدة بشأن حقوقهم المالية المتأخرة، مؤكدين أن مشكلتهم في ظل الوضع الراهن باتت معضلة خطيرة تحتاج إلى علاج نهائي، قبل أن يطالبوا بقطع أيدي المفسدين، على حد قولهم.
وجرى بيع تلك المجموعة الصناعية عام 2009 إلى أحد رموز النظام الحاكم، في صفقة مشبوهة أحيلت للقضاء حينها، قبل أن يستحوذ البنك المركزي الإيراني على تلك المجموعة بالكامل، ويعين هيئة لإدارتها خلافا لمطالب عمالها الذين شددوا في بيانهم على أن "صمتهم" قد انتهى.
واعتبر العمال المحتجون أن الأوضاع الحالية بالنسبة لهم تشبه هدوء ما قبل العاصفة، مؤكدين أحقيتهم في الحصول على أجورهم، وكذلك إنهاء حالة الفساد التي وصفوها بـ"المافياوية" داخل تلك المجموعة الضخمة.
تقارير الصحف الإيرانية اليومية ووسائل الإعلام الناطقة بالفارسية تشير بوضوح إلى تصاعد وتيرة الاحتجاج داخليا بين صفوف فئات اجتماعية عدة؛ أبرزها العمال والحرفيون والمعلمون وسائقو الشاحنات وسيارات الأجرة، وكذلك المزارعون وغيرهم، إثر زيادة كلفة نفقات المعيشة بشكل غير مسبوق، وسط تغاضي الطرف من قبل النظام الحاكم في طهران المنغمس في دعم وتمويل مليشيات عسكرية وطائفية خارج الحدود، لخدمة أجندته التخريبية.