تصعيد حوثي بالحديدة وتعز.. "اغتيال" اتفاق ستوكهولم
اتفاق ستوكهولم نص على وقف إطلاق النار بالحديدة، ورفع الحصار المفروض على مدينة تعز
وسعت مليشيا الحوثي الانقلابية من هجماتها الإرهابية الساعية لنسف اتفاق ستوكهولم، باستهداف مناطق مأهولة بالسكان في محافظتي الحديدة وتعز، غربي اليمن.
ونصت بنود اتفاق ستوكهولم، الذي تم توقيعه منتصف 2018، برعاية أممية، على وقف إطلاق النار بالحديدة، ورفع الحصار المفروض على مدينة تعز التي تحتضن أكبر كتلة بشرية باليمن، لكن المليشيا الحوثية ترفض الالتزام بها، وترتكب مئات الخروقات بشكل يومي.
ففي محافظة الحديدة، التي تتواجد بداخلها بعثة مراقبة أممية لوقف إطلاق النار، كثفت المليشيا الحوثية من أعمالها العدائية خلال اليومين الماضيين في مديريتي الدريهمي وحيس، جنوبي المدينة، مركز المحافظة التي تحمل ذات الاسم.
وقال مصدر عسكري، لـ"العين الإخبارية"، إن المليشيا الحوثية قامت بفتح جبهة جديدة في مديرية حيس، بعد فشلها في تحقيق اختراق بمديرية الدريهمي، وذلك بهدف رفع الحصار المطبق على عناصرها من القوات اليمنية المشتركة المرابطة بالساحل الغربي.
وأشار المصدر إلى أن المليشيا الحوثية، دفعت بمئات العناصر إلى منطقة الرون، غربي حيس، لكنها تكبدت خسائر فادحة بالعتاد والأرواح، غداة مقتل وإصابة 130 من عناصرها بهجوم فاشل بمديرية الدريهمي.
وكشفت القوات اليمنية المشتركة، في بيان، أنها صدّت الهجوم الحوثي بعد معارك أسفرت عن مقتل 60 انقلابيا، بينهم قائد ميداني يدعى "أبو الحسين الكبسي".
ووصفت القوات المشتركة، التصعيد الحوثي بالحديدة بأنه "انسحاب غير معلن" من اتفاق ستوكهولم والهدنة الأممية بالساحل الغربي، لافتة إلى أن المليشيا شنت خلال الساعات الماضية، حربا شاملة، بمختلف أنواع الأسلحة، طالت خطوط التماس في محافظة الحديدة، خصوصا في الدريهمي، ومدينة الحديدة، وصولا إلى حيس.
وعلى الرغم من التصعيد الحوثي الواسع، إلا أن البعثة الأممية لم تصدر أي تعليق حيال ما يجري من خروقات تهدد بنسف اتفاق ستوكهولم.
وخلال الأيام الماضية، كانت الحكومة الشرعية قد طالبت بنقل مقر البعثة إلى مكان محايد بعيدا عن سيطرة الحوثيين، حتى تتمكن من ممارسة مهامها بدون تدخلات.
وفي مدينة تعز، المشمولة هي الأخرى باتفاق ستوكهولم، شنت مليشيا الحوثي، مساء السبت، قصفا وحشيا استهدف عددا من الأحياء المأهولة بالسكان، فضلا عن بعض المدارس، بالتزامن مع بدء أول أيام العام الدراسي.
وقال شهود عيان، لـ"العين الإخبارية"، إن القذائف الحوثية طالت أحياء الكمب والجحملية والعسكري والثورة، فضلا عن مناطق تعليمية أبرزها مدرسة الثلايا والميثاق ومقر كلية الآداب.
واستهجن وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني بشدة القصف الإجرامي المتواصل الذي تشنه مليشيا الحوثي المدعومة من إيران بالأسلحة الثقيلة على تعز، وخصوصا الأحياء المكتظة بالنازحين الذين بدأوا بالعودة إلى منازلهم.
وأشار الإرياني، في سلسلة تغريدات عبر تويتر، إلى أن ما تمارسه مليشيا الحوثي الإجرامية من قصف للأحياء السكنية بتعز وترويع سكانها والحصار الذي تفرضه على المحافظة منذ الانقلاب، يندرج ضمن سياسة العقاب الجماعي.
واستغرب الوزير اليمني، استمرار صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص مارتن جريفيث إزاء تلك الجرائم والانتهاكات التي ترقى لمرتبة جرائم الحرب.
وطالب الإرياني، بتدخل فوري وفاعل للضغط على مليشيا الحوثي لوقف جرائمها وانتهاكاتها ورفع الحصار عن محافظة تعز تنفيذا لاتفاق ستوكهولم.
من جانبه، اعتبر مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان باليمن، القصف الحوثي على تعز بأنه يرقى إلى جرائم الحرب، كونه يستهدف أحياء مكتظة وضمن مناسبات محددة فيها تواجد واسع للمدنيين مثل أول أيام العام الدراسي.
aXA6IDE4LjExNy45NC43NyA= جزيرة ام اند امز