قمة بدون «الدعم السريع».. هل تخمد جوبا لهيب حرب السودان؟
على طريق حرب السودان التي لم تصل بعد إلى محطة النهاية، لم تتوقف محاولات دول إقليمية ودولية عن الدفع نحو تقريب وجهات النظر بين طرفيها، لإيقاف نزيف الدم في البلد الأفريقي.
آخر تلك المحاولات، تلك القمة الثلاثية التي تحتضنها العاصمة جوبا، اليوم الإثنين، وتجمع رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ورئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميا رديت، ونظيره الإريتري أسياس أفورقي، لمناقشة القضايا المشتركة، وعلى رأسها إنهاء الحرب وتحقيق السلام في السودان.
ووصل البرهان إلى العاصمة جوبا، حيث كان في استقباله الرئيس سلفا كير، وأعضاء البعثة السودانية في دولة جنوب السودان.
حرب السودان
زيارة قال عنها مجلس السيادة السوداني، في بيان اطلعت «العين الإخبارية» على نسخة منه، إن البرهان سيبحث خلالها مع الرئيس سلفا كير، سبل تعزيز العلاقات الثنائية ودفعها بما يحقق تطلعات الشعبين في البلدين.
إلا أن مصادر قالت في تصريحات لـ«العين الإخبارية»، إن القمة الثلاثية بين البرهان وسلفا كير وأفورقي، ستناقش أزمة الحرب في السودان، وتداعياتها على دولتي جنوب السودان وإريتريا وكيفية الوصول إلى السلام.
وأوضحت المصادر، أن القمة ستناقش -أيضا- أزمة توقف تصدير نفط دولة جنوب السودان عبر الأراضي السودانية إلى ميناء بورتسودان، في ظل التخريب الذي طال أنابيب التوصيل بسبب الحرب.
وتناقش القمة الثلاثية -كذلك- تنفيذ اتفاق السلام المنشط بدولة جنوب السودان على خلفية القرارات الأخيرة بتمديد الفترة الانتقالية في دولة جنوب السودان وتأجيل الانتخابات.
جدير بالذكر أن الخرطوم وقعت اتفاقا برعاية دولة جنوب السودان لإحلال السلام مع حركات مسلحة ضمن تحالف «الجبهة الثورية»، في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2020، لم يشمل حركة جيش تحرير السودان التي يقودها عبد الواحد محمد نور، والحركة الشعبية ـ شمال، بزعامة عبد العزيز الحلو.
فهل جوبا قادرة على التأثير على طرفي الصراع؟
يقول رئيس تحرير صحيفة «التيار» عثمان ميرغني، إن جوبا تتمتع بعلاقات رفيعة مع الطيف السوداني السياسي والعسكري، مما يؤهلها للعب دور بناء لحل الأزمة السودانية، إلا أنها تحتاج إلى أدوات تأثير أكثر لتنجح في اختراق الجدران التي تحيط بالأوضاع الآن.
ميرغني أوضح في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن «واحدة من هذه الأدوات أن تكون جزءا من المجهودات الدولي الراهنة وبالتحديد مجموعة (ALPS) التي تقودها الولايات المتحدة».
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي أمير بابكر، إن الدول الثلاث (السودان، جنوب السودان، إريتريا) ترتبط بعلاقات شائكة ومعقدة مع بعضها؛ لارتباطها الجيوسياسي وتداخلها الإثني خاصة الحدودي.
هذا الارتباط جعل الدول الثلاث مشتركة في قضايا عدة، وخاصة: الحرب الدائرة في السودان وتأثيراتها المباشرة على الدولتين، جنوب السودان وإريتريا، بحسب المحلل السياسي السوداني.
ورغم ذلك، إلا أن «هذا لا يعني قدرة البلدين أو دولة جنوب السودان على إنهاء الأزمة وإحلال السلام في السودان، فهي نفسها غارقة في الأزمات السياسية»، يقول بابكر مضيفًا: «ما يمكن أن تفعله دولة جنوب السودان هو حمل رسائل طرفي الحرب كوسيط له علاقات تربطها بالطرفين وتضررها المباشر من الحرب».
وأوضح المحلل السياسي السوداني في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن «مسألة إنهاء الأزمة وإحلال السلام تجاوزت الحدود التي يمكن أن يكون لأطراف مثل دولة جنوب السودان ودولة إريتريا دور مؤثر وفعال فيه».
وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم، يشهد «واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن تضربه أسوأ أزمة جوع في العالم».
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني والدعم السريع، حربا خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
aXA6IDM0LjIzOS4xNTAuMTY3IA== جزيرة ام اند امز