السودان.. حملة حكومية ضد الفساد تصطاد قطط "الإخوان" السمان
فساد عناصر الإخوان الإرهابية تركز على استغلال نفوذ واستحواذ على ملايين الدولارات من المصارف عن طريق مرابحات تتم بواسطة شركات وهمية.
منذ أن أطلق الرئيس السوداني عمر البشير في مارس/آذار الماضي حملة شاملة للقضاء على الفساد، ظلت عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي تتساقط يوماً تلو الآخر في أيدي السلطات المختصة.
الحملة التي أكد البشير أنها تستهدف القضاء على الفاسدين الذين أسماهم بـ"القطط السمان"، شملت عناصر إخوانية بارزة ومؤسسات مالية وشرايين تغذي التنظيم الإرهابي، الشيء الذي دفع الأوساط السودانية بمختلف فئاتها وانتماءاتها السياسية الوقوف إلى جانب هذه الحملة ودعم خطوات رئيس البلاد التصحيحية.
ويخضع حاليا عدد من الشخصيات الإخوانية لمحاكمات في محكمة الفساد المختصة، بعد أن أظهرت تحريات أولية أجرتها نيابة أمن الدولة السودانية ووحدة جرائم الفساد بجهاز الأمن والمخابرات تورطهم في فساد مالي وجرائم تتصل بتخريب الاقتصاد.
واتهم نائب رئيس الوزراء السوداني وزير الاستثمار مبارك الفاضل المهدي، شخصيات إخوانية بالتسبب في الأزمة الاقتصادية الحالية.
وقال خلال مقابلة تلفزيونية منتصف الشهر الجاري، إن هذه العناصر وبموجب ممارسات بعينها دفعوا أسعار السلع والدولار ومعدلات التضخم إلى مستويات مرتفعة بشكل غير طبيعي.
فساد عناصر الإخوان الإرهابية تركزت -حسب يوميات المحاكمة التي نقلتها وسائل إعلام محلية - على استغلال النفوذ والاستحواذ على ملايين الدولارات من المصارف عن طريق مرابحات تتم بواسطة شركات وهمية.
كما شمل فساد الإخوان الحصول على أراضٍ سكنية في مواقع استراتيجية ذات قيمة مادية عالية، إلى جانب امتلاك المتورطين عددا كبيرا من السيارات والنقد الحر وأعدادا مهولة من الشركات مما يعكس ثراء فاحشا في أبهى الصور لهذه الجماعة الإرهابية.
وقائع المحاكمات وما أظهرته من فساد متفرد لأتباع تنظيم الإخوان، أكسبت حملة الرئيس السوداني الدعم الرسمي والشعبي في البلاد، ويعول كثيرون على أن تستمر الإجراءات الشجاعة وصولاً لاجتثاث المفسدين واستعادة الأموال إلى خزينة الدولة.
وتبدي حكومة الوفاق الوطني السودانية التي تضم أحزابا سياسية مخلتفة قلقها إزاء فساد الإخوان مما دفع الرئيس البشير للاستجابة لرغبة الإجماع بضرب أوكار الفساد بقوة نالت رضا قطاعات واسعة.
ورأى السياسي السوداني عبد الله مسار، إن حملة البشير على الفاسدين مهمة للغاية، وينبغي دعمها بشتى السبل إلى أن تحقق غرضها، باجتثاث هذه الفئة التي حطمت اقتصاد البلاد.
وأكد مسار خلال تعليقه لـ"العين الإخبارية" أن فئة تعد بأصابع اليد مارست فسادا ووقفت حائط صد منيع أمام كل الإصلاحات الاقتصادية التي تقودها الدولة.
وقال مسار الذي يرأس حزب الأمة الوطني المشارك في الحكم، إنهم سيساندون الرئيس البشير من خلال وجودهم بحكومة الوفاق الوطني الحالية، إلى أن تتحقق أهداف الحملة.
ووقع في طائلة حملة القضاء على "القطط السمان" الإخواني فضل محمد خير، الذي كشفت التحريات الأولية والتي نقلتها الصحف المحلية، عن تورطه في تأسيس 85 شركة وهمية وأخذ بموجبها مرابحات بمبلغ 400 مليون دولار من بنك الخرطوم مستغلا في ذلك منصبه كنائب لرئيس مجلس الإدارة.
وطالت الحملة كذلك، إخوانيا آخر عمل في جهاز المخابرات في وقت سابق وهو رهن الاحتجاز الآن بعد أن أكدت التحريات الأولية تورطه في امتلاك نحو 80 قطعة سكنية وعشرات السيارات الفارهة والعثور على ملايين الدولارات بمنزله.
الخلايا الإخوانية المتغلغلة في الجهاز المصرفي والمؤسسات المالية السودانية، لحقت بهم الحملة أيضا ويقبع العشرات منهم حاليا تحت الحراسة تمهيدا لتقديمهم لمحاكمات.
وقال النائب المستقل في البرلمان السوداني مبارك النور، إنه متفائل إلى حد بعيد بنجاح الخطوات التي يقودها الرئيس البشير للقضاء على الفساد والفاسدين في البلاد، وأنه يدعمها بقوة لضرورتها.
وذكر النور -وهو برلماني مهتم بقضايا الفساد- خلال تعليق لـ"العين الإخبارية" أن حملة القضاء على "القطط السمان" جاءت في توقيت بالغ الأهمية، ويجب أن تستمر إلى النهاية لتحقيق هدفها باسترداد كافة الأموال المنهوبة.
وقال: إن "الإسلام بريء من المفسدين والسارقين.. يجب أن تتواصل الحملة لأنها ستعود بخير كثير على السودان".