السودان.. أزمة خبز طاحنة ووعود حكومية بالحل
اعتبر رئيس غرفة الصناعات الغذائية بالسودان، عبدالرحمن عباس، أن أزمة الخبز سببها فشل الحكومة في توفير النقد الأجنبي لاستيراد القمح.
تشهد عدد من المدن السودانية، بينها العاصمة الخرطوم أزمة حادة في عدم توافر الخبز بدأت منذ أسبوع، وبلغت ذروتها يومي السبت والأحد، واضطر السودانيون للاصطفاف ساعات طوال أمام المخابز للحصول على احتياجاتهم من الخبز.
وعزا أصحاب مخابز سودانيين تحدثوا لـ"العين الإخبارية" أزمة الخبز إلى تقليص حصص المخابز من الدقيق المدعوم من قبل حكومة السودان بنسبة 70%، مما جعلهم يعجزون عن مواجهة كافة احتياجات السودانيين.
وبلغ السودانيون حدا كبيرا من المعاناة من أجل الحصول على الخبز، من خلال قضاء ساعات عديدة في الطوابير أمام المخابز، وعلى الرغم من ذلك يفشل البعض في إيجاد ما يغطي حاجته من الخبز.
وقال أحمد محمد إبراهيم، من أمام مخبز في أم درمان لـ" العين الإخبارية"، "ظللت منتظراً بالصف لأكثر من ساعتين ولم يأت دوري، قد أجد خبزاً أو لا أجد، فصاحب المخبز أبلغنا بمحدودية كمية الدقيق المتوفرة لديه".
وتشارك "إبراهيم" الحديث سيدة في العقد الثالث من العمر مصطفة بجواره، بقولها: "نعيش مأساة حقيقية، ظللت لأكثر من أسبوع أقف أمام المخبز بشكل يومي إلى وقت متأخر من الليل وفي الصباح كذلك حتى أتمكن من الحصول على خبز لأطفالي".
وقال عبد الله التوم -صاحب مخبز بالخرطوم: "تقلصت حصتي إلى 10 أجولة دقيق في اليوم بلا من 30 جوالاً، لذلك ينفذ سريعاً ولا يكفي حاجة الزبائن"، وأضاف: "إذا حاولنا شراء الدقيق من السوق السوداء سنخسر كثيراً لأن سعر الجوال يتجاوز ألف جنيه سوداني، فيما يبلغ سعره مدعوماً 560 جنيهاً".
أما علي الصادق، فقد اضطر إلى إغلاق مخبزه تماماً لانعدام الدقيق كما يقول، وأضاف خلال تعليق لـ"العين الإخبارية" "لا نستطيع العمل بالدقيق في السوق السوداء لأن سعر بيع قطعة الخبز المحدد بجنيه سوداني واحد لا يغطي التكاليف، والحكومة لن تسمح لنا بزيادة السعر".
واعتبر رئيس غرفة الصناعات الغذائية بالسودان، عبد الرحمن عباس، أن أزمة الخبز سببها فشل الحكومة في توفير النقد الأجنبي لاستيراد القمح، ما أدى إلى نقص في الدقيق، ولم تكن نتاجا لتذبذب التيار الكهربائي كما قالت بعض التفسيرات.
وقال لـ"العين الإخبارية" إن توفير النقد لاستيراد القمح يجب أن يكون أولوية قصوى للدولة نظرا لحساسية الملف وارتباطه الوثيق بحياة الناس اليومية، مشدداً على ضرورة التدخل العاجل لمعالجة القضية "لأن المستهلك لا يستطيع تحمل الندرة والغلاء معاً"- حسب وصفه.
وخفضت الحكومة السودانية الدعم الموجه إلى القمح في موازنة العام المالي 2018 وفتحت المجال أمام القطاع الخاص لاستيراد السلعة، لكنها عادت بعد حوالي شهر من اعتماد الموازنة وتوالت عملية استيراد القمح في أعقاب حدوث ندرة خبز مماثلة.
وتعترف حكومة الخرطوم، بوجود نقص في احتياطات النقد الأجنبي أدى إلى تراجع قيمة العملة الوطنية إلى مستويات قياسية، وبلغ الدولار الأمريكي 44 جنيهاً في السوق السوداء فيما تصاعدت معدلات التضخم لتقترب من حاجز 64% وفق آخر إحصائية رسمية.
وقال الرئيس السوداني عمر البشير في ختام شورى حزب المؤتمر الوطني الحاكم السبت، إن الأزمة الاقتصادية التي تواجهها بلاده طارئة في طريقها إلى الزوال، لافتاً إلى خطة عاجلة ستعالج الأوضاع الحالية.
وأكد وزير المالية والاقتصاد وشوؤن المستهلك بولاية الخرطوم، عادل محمد عثمان، أن أزمة الخبز في طريقها للزوال وأن ولايته ستستلم حصتها كاملة من الدقيق في غضون اليومين القادمين حتى تعمل المخابز بكامل طاقتها.
وقال الوزير بحسب وكالة السودان للأنباء، إن احتياطي البلاد من القمح مطمئن للغاية وأن مشكلة كهرباء المطاحن أصبحت تحت السيطرة.