"الموت ولا الكيزان".. تلاحم سوداني بذكرى "انقلاب 1989 "يغرق أحلام الإخوان
سيول بشرية غطت العاصمة الخرطوم، لتعلن عن تلاحم سوداني جديد أغرق أحلام الإخوان بالعودة للسلطة في ذكرى انقلابهم الذي حدث قبل 3 عقود.
جموعُ ثورية غمرت مخطط الجماعة الإرهابية، الذي كان يهدف إلى إغراق السودان في دوامة الفوضى، وضرب حالة الاستقرار السائدة في البلاد، كخيارٍ آخر لإيجاد موطئ قدم للإخوان التي لفظها السودانيون.
- السودان يحبط فوضى الإخوان بذكرى انقلابهم.. ويتوعد بالحسم
- "سودان بدون كيزان".. احتفالات الخرطوم بوثيقة عزلت الإخوان
ومع حلول فجر 30 يونيو/حزيران وهو تاريخ وصول جماعة الإخوان الإرهابية للسلطة في السودان عام (1989)، كانت السلطات بالخرطوم في أهب الاستعداد لتحركات الفلول مما أدى لإحباط مخطط يهدف للتخريب في وقت مبكر.
وفي مشاهد أعادت إلى الأذهان ذكريات الزخم الثوري الذي أطاح بالتنظيم الإرهابي من السلطة قبل عامين، جسدت شعارات السودانيين في مظاهرات الأربعاء أبهى صور الكراهية لفلول الإخوان ومشروعهم.
وكانت هتافات السودانيين في المواكب الاحتجاجية، وفق جولة لمراسل "العين الإخبارية"، تندد بتنظيم الإخوان الإرهابي، وتدعو لمحاسبة منسوبيه، فضلا عن هتافات مماثلة تؤكد عدم قبول الجماعة الإرهابية مهما وصل بهم الحال، مثل "الموت ولا الكيزان"، و"الويل للكيزان".
ودعا المتظاهرون أيضا وفق شهود عيان، إلى "تحسين الأوضاع المعيشية والإسراع في وصول العدالة إلى قيادات الإخوان المتورطة في جرائم قتل وفساد ومصادر الأموال التي نهبوها لصالح الدولة".
ولم تجد فلول الإخوان موطئ قدم لإيصال صوتهم الخافت الداعي لإسقاط السلطة الانتقالية، بينما جنحوا إلى أعمال تخريبية تصدت لها الشرطة وفق شهود.
وأشار الشهود لـ"العين الإخبارية" إلى أن "بعض المجموعات المتفلتة المحسوبة على جماعة الإخوان تعمدت الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وتهشيم زجاج السيارات في مناطق عديدة بمدينة أمدرمان".
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بكثافة بمدينتي أمدرمان والخرطوم في محاولة لحسم التفلتات ووقف الاعتداء على الأهالي.
ويقول عمر هنري، وهو عضو في لجان المقاومة الثورية: "لقد أعطينا الفلول درسا جديدا اليوم بعد أن ملأنا الطرقات سندا للسلطة الانتقالية وإصلاح مسار الثورة التي ضحى لأجلها الناس بأرواحهم".
وأضاف في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أنه "مهما بلغ بنا الحال وضاقت بنا الحياة لن نقبل بعودة الإخوان، سنتصدى لكل مؤامراتهم ومحاولاتهم للانقضاض على الثورة، ونقول لهم الموت ولا الكيزان، والجوع ولا الكيزان".
وتابع: "يجب أن تتصدى السلطات بقوة لتحركات الفلول المستفزة، ولا يجب أن يُفهم خروجنا في مظاهرات اليوم بأنه عمل مضاد بل نحن نساند ونصحح المسار حتى تصل الثورة إلى غاياتها بتفكيك دولة حزب الإخوان".
"تحركات الفلول ومخططاتهم لم تستطيع الصمود أمام إرادة السودانيين".. حسب ما تراه الناشطة الثورية هالة النور، التي أكدت أن "شعب بلادها تمكن من إسقاط أعتى حكم دكتاتوري، وقادر على حماية ثورته".
وقالت النور لـ"العين الإخبارية"، إن "ثورة انتصرت بعد 30 عاما من النضال المسلح والمدني على أسوأ نظام قمعي وديكتاتوري عرفه التاريخ السياسي السوداني، واسترد فيها الشعب حريته وكرامته، قادرة على حماية نفسها من من فلول نظام الإبادة الجماعية".
وتابعت: "واهم من ظن أن الثوار سلما أو حربا قد أصابهم وهن أو ضعف في مواجهة قتلة الشعب السوداني.. الكل مستعد لخوض المعركة حفاظاً على الثورة والحرية والديمقراطية ودونها المهج والأرواح".
وكانت السلطات السودانية، كشفت عن مخطط إخواني يهدف لنشر الفوضى والتخريب في ذكرى انقلابهم، وأوقفت عددا من العناصر خلال الأيام الماضية وقيدت بلاغات بالإرهاب وتقويض النظام الدستوري في مواجهتهم.
ووصل نظام الإخوان بقيادة المعزول عمر البشير إلى السلطة في السودان بانقلاب عسكري في يوم 30 يونيو/حزيران 1989 مقوضة النظام الدستوري بقيادة الراحل الصادق المهدي.