السودان.. "صراع الجنرالات" يطحن المدنيين في دارفور
أوضاع إنسانية بالغة التعقيد يعيشها سكان ولايات دارفور غربي السودان، جراء الاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ويعاني سكان دارفور من نقص في الخدمات الضرورية، وتشريد قسري إلى دولة تشاد المجاورة، إثر المعارك المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي.
وقال شهود عيان لـ"العين الإخبارية" إن سكان مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور يعانون نقصا مريعا في الخدمات الضرورية من الكهرباء والمياه والأدوية.
وبحسب الشهود فإن الأغلبية العظمى لجأت إلى مدينة "أدري" في تشاد هربا من العنف والجوع.
وطبقا للشهود فإن مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور تعيش أوضاعا كارثية جراء الاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية على الأرض.
وتعاني مناطق "كتم" و"زالنجي"، بولاية وسط دارفور، من القصف العشوائي، ما أدى لتدمير منازل، وتشريد المواطنين من منازلهم، بحسب شهود العيان.
وقال المواطن آدم موسى، لـ"العين الإخبارية"، إن "الاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في دارفور انعكست سلبا على المدنيين، ما أدى إلى تشريدهم من منازلهم والهروب بعيدا إلى المعسكرات أو إلى دول الجوار".
وأضاف أن الوضع في مدن الجنينة ونيالا وسربا وزالنجي معقد للغاية جراء النقص الشديد في الخدمات الضرورية، مشيرا إلى أن معظم السكان تركوا منازلهم جراء القصف العشوائي، وهربوا بعيدا إلى أماكن آمنة.
قلق أممي بالغ
وأبدت بعثة الأمم المتحدة بالسودان، الخميس، قلقا بالغا إثر تأثير القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على المدنيين في دارفور.
وذكرت البعثة في بيان "تعبر بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) عن قلقها البالغ إزاء التأثير الخطير للقتال بين قوات الدعم السريع المدعومة من المليشيات العربية، والقوات المسلحة السودانية على المدنيين في منطقة دارفور".
وأضاف البيان "تدين يونيتامس بشدة الاستهداف العشوائي للسكان المدنيين والمرافق العامة من قبل قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها، ولا سيما في محلية سِربا، على بعد 45 كيلومترا شمال الجنينة في غرب دارفور، في الفترة من 24 إلى 26 يوليو/تموز الماضي، كما تعبر البعثة عن قلقها إزاء حوادث مماثلة في نيالا بولاية جنوب دارفور، وزالنجي بولاية وسط دارفور".
وأعرب فولكر بيرتس، الممثل الخاص للأمين العام للسودان ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)، عن قلقه من التقارير التي تشير إلى منع المدنيين من المغادرة إلى المناطق الآمنة، مما أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا.
وقال إن "هذه التقارير تذكرنا بانتهاكات تمت في الجنينة، غرب دارفور، في يونيو/حزيران الماضي".
وأضاف بيرتس "نحن نوثق جميع التجاوزات وأذكر أن هذه الأفعال البشعة تشكل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان للمدنيين وقد تشكل جرائم حرب بموجب القانون الدولي".
ودعا جميع الأطراف إلى الامتثال بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان الدولي لضمان سلامة وحماية جميع المدنيين.
وحثت البعثة الأممية جميع القوى المشاركة في العمليات العسكرية على وقف عملياتهم العسكرية فوراً وتدعوهم لاستئناف المحادثات التي ترعاها السعودية، وتؤكد التزامها بدعم وتسهيل الجهود المبذولة نحو حل سلمي للنزاع في جميع أنحاء السودان.
الموت في بيتنا
وعلى خلفية الاشتباكات المستمرة في السودان، قالت منظمة العفو الدولية، مساء الخميس، إن "المدنيين في أنحاء السودان يعيشون رعبا لا يمكن تصوره، على خلفية الصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع".
وأشارت المنظمة الحقوقية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن "جرائم حرب واسعة النطاق تُرتكب في السودان".
ويوثق التقرير الذي يحمل عنوان "جاء الموت إلى بيتنا: جرائم الحرب ومعاناة المدنيين في السودان" الخسائر الجماعية بين المدنيين في الهجمات المتبادلة بين طرفي الاشتباكات.
ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم من المدنيين، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
ويتبادل طرفا الاشتباكات الاتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وانتهاك الهدنات المتتالية.
aXA6IDMuMTUuMTg2LjU2IA== جزيرة ام اند امز