أزمة السودان.. مفاوضات معلقة وهدنة غائبة
يبدو أن الاتفاق على حل لأزمة السودان ما زال بعيدا، رغم أن الاشتباكات على وشك أن تكمل شهرها الرابع.
فقد أعلن الجيش السوداني، الأربعاء، أن التفاوض مع قوات "الدعم السريع" متوقف حاليا، وأن وفده التفاوضي ما زال موجودا في البلاد.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبدالله، في بيان مقتضب، إن "الحديث عن الهدنة المزعومة غير صحيح، ووفدنا لا يزال موجودا بالبلاد والمفاوضات متوقفة حاليا".
وذكرت صحيفة "سودان تربيون" (خاصة)، أن القيادي بقوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق)، بابكر فيصل، رجح التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد قريبا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأوضح أن "المفاوضات في منبر جدة تضع اللمسات الأخيرة على اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد".
وأضاف أنه "تم التوافق على سحب القوات والمظاهر العسكرية من المناطق ومنازل المواطنين والمؤسسات الخدمية، وسيتم تنفيذ ذلك عقب التوقيع النهائي على الاتفاق".
وأشار فيصل إلى أن هناك نقاط خلاف بين الجانبين من الممكن تجاوزها، تنحصر في تمسك قوات الدعم السريع بالاحتفاظ بمناطق تمركزها في المقار العسكرية والمؤسسات السيادية ونشر ارتكازات عسكرية في الطرق.
والخميس الماضي، أعلن الجيش السوداني عودة وفده التفاوضي إلى البلاد للتشاور، فيما قالت قوات “الدعم السريع” إن وفدها باقٍ في مدينة جدة السعودية.
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو/أيار الماضي، مفاوضات غير مباشرة بين الجيش وقوات "الدعم السريع" أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين.
وتتبادل قوات الجيش برئاسة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.
وما زالت العاصمة السودانية الخرطوم، تشهد معارك شرسة بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع"، في محاولة للسيطرة على مساحات جديدة.
ومع اقتراب نهاية شهرها الرابع، خلّفت الاشتباكات أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم من المدنيين، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب وزارة الصحة السودانية والأمم المتحدة.
وقبل يومين أعلنت سلطة الطيران المدني السودانية تمديد إغلاق المجال الجوي أمام كافة حركة الطيران حتى 15 أغسطس/آب باستثناء "رحلات المساعدات الإنسانية ورحلات الإجلاء" بعد الحصول على تصريح من الجهات المختصة.
حظر للتجوال في شمال كردفان
وميدانيا، أعلنت السلطات السودانية، الأربعاء، حظر التجوال بولاية شمال كردفان (جنوب) اعتبارا من اليوم.
وقال بيان للولاية، الأربعاء: "أصدر والي (حاكم) ولاية شمال كردفان عبد الخالق عبد اللطيف أمر طوارئ لسنة 2023 بإعلان حظر التجوال بالولاية اعتبارا من اليوم".
ونص القرار على حظر التجوال من الساعة السابعة مساء وحتى الخامسة صباحا (بالتوقيت المحلي) في الولاية إلا لضرورة ملحة.
وفرض القرار عقوبات على كل من يخالف أحكام هذا الأمر تصل إلى الغرامة مليون جنيه سوداني أو السجن مدة لا تزيد عن شهر أو العقوبتين معا، وفي حالة تكرار المخالفة تكون العقوبة 3 ملايين جنيه سوداني أو السجن مدة لا تزيد عن شهرين أو العقوبتين معا.
وتشهد ولاية شمال كردفان منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف أبريل/نيسان الماضي، اشتباكات مستمرة أثرت بشكل مباشر على خدمات الكهرباء والمياه والصحة والتنقل.
aXA6IDMuMTMzLjE1Ny4yMzEg جزيرة ام اند امز