اعتصام السودان.. يوم استثنائي في مظاهرات نقل السلطة للمدنيين
عشرات الآلاف يحتشدون أمام القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية بالخرطوم، للمطالبة بنقل السلطة إلى حكومة مدنية
احتشد عشرات الآلاف، أمام القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية بالعاصمة الخرطوم، للمطالبة بنقل السلطة من المجلس العسكري إلى المدنيين.
- المجلس العسكري السوداني: لا نسعى للسلطة وفترتنا الانتقالية لن تزيد على عامين
- رئيس حزب "المؤتمر السوداني": الحكومة المرتقبة تتمتع بصلاحيات كاملة
ومساء الأربعاء، اتفقت قوى "إعلان الحرية والتغيير" مع المجلس العسكري الانتقالي على تشكيل لجنة لحل الخلافات بينهما، لأنهما يكملان بعضهما البعض، ويسعيان إلى تأسيس نظام ديمقراطي خال من العيوب.
وكانت قوى "الحرية والتغيير" اتهمت المجلس العسكري بمحاولة إعادة إنتاج النظام السابق، من خلال إصراره على إشراك أحزاب سياسية ظلت مشاركة في الحكومة السابقة حتى لحظة سقوطها.
ووصلت إلى مقر الاعتصام أمام القيادة مواكب متعددة، سيّرها مهنيون في قطاعات مختلفة، أبرزها موكب "القضاة" المطالب باستقلالية القضاء، وإبعاد عناصر الإسلاميين المعروفين بـ"الكيزان" من الجهاز القضائي.
واختار القضاة المحكمة الدستورية في الخرطوم نقطة للانطلاق منها إلى مقر الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش، لينضموا للمرة الأولى إلى الاحتجاجات.
كما وصل إلى ساحة الاعتصام مواكب "شهداء الحركة الطلابية والعاملين بشركات النفط والغاز، والعاملين بشركات الطيران والكهرباء والمزارعين".
وانضم كذلك إلى مقر الاعتصام محتجون من الولايات والمدن القريبة للعاصمة الخرطوم، تقدمتها مواكب مدن "سنجة بولاية سنار، وكوستي بالنيل الأبيض، وشندي، بنهر النيل"، بينما كان اللافت إطلاق محتجي منطقة "كريمة" بشمال السودان اسم الشاعر الراحل محمد حسن سالم حُميد على موكبهم الاحتجاجي.
والشاعر "حُميد" هو أحد أبرز الشعراء السودانيين الذين تغنوا للشعب، ونادوا في أشعارهم بالحرية والسلام والعدالة.
ووصل محتجو الولايات عبر سيارات غطت واجهاتها الأمامية لافتات، كتب عليها عبارات تطالب بنقل السلطة إلى حكومة مدنية وتطهير الدولة من بقايا النظام السابق.
وأكمل السودانيون أسبوعهم الثالث وهم يواصلون اعتصامهم أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة بالعاصمة الخرطوم، في انتظار تحقيق مطالب الثورة، وعلى رأسها نقل السلطة إلى حكومة مدنية ومحاكمة رموز النظام السابق.
وفي أبريل/نيسان الجاري، انحاز الجيش السوداني للشعب وعزل الرئيس السابق عمر البشير من الحكم، بعد 4 أشهر من الاحتجاجات المستمرة في الأحياء والأسواق ومواقف المواصلات العامة، قبل أن تتوج بالوصول إلى مقر قيادة الجيش والاعتصام أمامها.