جزيرة سواكن السودانية.. ماذا تريد تركيا من أحفاد "عثمان دقنة"؟
مركز حضاري عرف بمقاومة المستعمر العثماني
البشير منح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جزيرة سواكن الواقعة على سواحل البحر الأحمر شرقي البلاد لإعادة ترميمها
أثار منح الرئيس السوداني عمر البشير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جزيرة سواكن الواقعة على سواحل البحر الأحمر شرقي البلاد لإعادة ترميمها على أن تكون تحت الإدارة التركية لفترة زمينة غير معلنة تساؤلات عديدة في العاصمة السودانية الخرطوم.
فجزيزة سواكن التي تبعد بنحو 700 كم عن العاصمة الخرطوم، تعد مركزاً حضارياً يرتبط في أذهان السودانيين بمقاومة المستعمر العثماني الذي تكتظ الجزيرة بآثاره.
إلا أن عوامل الطبيعة أثرت في معظم مباني الجزيرة وتعرض معمارها للتلف بسبب الاعتماد على الحجر الجيري في تشييده، ويسكن ما تبقى من سكان الجزيرة في الوقت الحالي في أكواخ.
وتوسعت "سواكن" على الساحل وما جاوره، فأصبحت "مدينة سواكن" الحالية، وتعد منطقة تاريخية قديمة، تضم منطقة غنية بآثار منازل من القرون الوسطى مبنية من الحجارة المرجانية ومزدانة بالنقوش والزخارف الخشبية.
وتضم المنطقة ثاني أكبر ميناء في البلاد لتصدير التبرول والثروة الحيوانية، وتشكل جزيرة سواكن المنفذ الرئيسي للحجاج السودانيين والأفارقة إلى الأراضي المقدسة.
ولا يعرف تاريخ محدد تأسست فيه سواكن، ولكن الكثير من الشواهد تدل على أن الجزيرة كانت مأهولة منذ تاريخ موغل في القدم، واشتهرت بعد ظهور الإسلام، وازدادت شهرة بعد أن استطاعت أن تحل محل عيذاب كمنفذ تجاري لممالك السودان القديمة وميناء إفريقيا الأول للحجيج.
وأثارت الخطوة التي أعلنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب زيارة خاطفة قام بها للجزيرة، الإثنين، ردود أفعال متباينة في الشارع السوداني.
وعلى الرغم من التباين إلا أن التساؤلات حول ما تريده تركيا من السيطرة على الميناء القديم، والذي يرمز للقائد التاريخي السوداني عثمان دقنة الذي قاد ثورة مواطني شرق السودان ضد المستعمر العثماني وتمكن من طرده من الجزيرة، لا تزال هذه التساؤلات قائمة.
واعتبر النائب البرلماني عن دوائر شرق السودان، أحمد عيسى هيكل، أن جزيرة سواكن ستكون نافذة لتركيا في سواحل البحر الأحمر للتمدد في المنطقة.
وبرأي هيكل الذي تحدث لبوابة العين الإخبارية، فإن الأتراك قصدوا من تولي جزيرة سواكن ترميمها لإحياء التاريخ العثماني المتمركز فيها، ومن ثم تحقيق مكاسب مادية، لجهة الأهمية السياحية للجزيرة، والتي يتوقع أن تكون قبلة العالم للتعرف على آثار الدولة العثمانية.
وشدد بأن مدينة سواكن كانت الثالثة في العهد العثماني لكونها تمتاز بموقع استراتيجي وميناء شكّل المرسى الرئيسي للأسطول العثماني وقتها، وقال إن الفائدة التي سيركز عليها الجانب التركي قبل العائد المالي وضع الجزيرة كنافذة لولوج بعض الدول خاصة، وأن أنقرة تسعى لدور إقليمي ودولي.
ووصف الخبير العسكري الفريق خليل محمد الصادق منطقة سواكن بالمهمة والاستراتيجية من الناحيتين الأمنية والاقتصادية.
وقال في حديث لبوابة العين الإخباربة إن الذي يحوز على المنطقة يمكنه السيطرة على حركة التجارة والنشاط الاقتصادي البحري.
وأكد الصادق أهمية جزيرة سواكن كموقع أثري، ويمكن أن يكون قبلة لسياح العالم ويعود بمليارات الدولارات سنوياً.
aXA6IDE4LjExNy43MC42NCA= جزيرة ام اند امز