السودان.. "لقمة عيش" بالطابور و"خوف" يطوق الباعة بـ"سور"
لم يعد السودانيون يطمحون في أكثر من "لقمة عيش" تسد جوعهم، لكن حتى هذه لم تعد سهلة، فالحصول عليها بات يتطلب مخاطرة وكفاحاً.
أولا المخاطرة في الخروج من المنزل وسط الاشتباكات الدائرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، التي قد تروح ضحيتها في أي وقت، والوصول إلى المخابز لشراء الخبر، إن توافرت أموال للشراء.
- "المقاتل" مقابل "الوقود".. معارك الميدان في السودان تنتقل لـ"تويتر"
- السودان وعودة سوريا.. وزراء الخارجية العرب يرسمون بوصلة قمة جدة
وثانيا الكفاح من أجل الحصول على الخبز، التي يتطلب الوقوف كثيرا في طوابير طويلة من أجل شراء بضعة أرغف قد لا تسد جوع العائلة في النهاية.
ولم يكن الباعة والمحال أحسن حالاً، فقد منع الخوف الأهالي من الوقوع ضحية للاشتباكات، من الخروج من بيوتهم والتبضع من المحال أو الباعة الذين يفترشون جوانب الطرقات، وبات أغلبهم يجلس واضعا يده على خده منتظرا بلا أمل زبائن يشترون.
وتهز الاشتباكات المستمرة للشهر الثاني على التوالي، العاصمة السودانية، الخرطوم وعدة مدن، وأدت إلى ارتفاع نسبة الفقر في البلاد إلى أكثر من النصف، في بلد فقير بالفعل، بحاجة إلى مساعدات، بحسب الأمم المتحدة.
تفاقم الأزمة الإنسانية
وتفاقمت الاحتياجات الإنسانية منذ اندلع نزاع دام في السودان في 15 أبريل/ نيسان، بحسب الأمم المتحدة التي راجعت خطتها من أجل الاستجابة للأزمة.
وقدّرت الأمم المتحدة، الأربعاء، من يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في السودان بنحو 25 مليون شخص، و3,03 مليار دولار حجم المساعدات الطارئة التي يحتاج إليها البلد والفارين من النزاع إلى البلدان المجاورة، والذين يتوقع أن يتجاوز عددهم المليون هذا العام.
وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف راميش راغاسينغهام، في تصريحات صحفية: "يحتاج اليوم 25 مليون شخص - أي أكثر من نصف سكان السودان - لمساعدات إنسانية وللحماية".
وأوضح أن "هذا العدد هو أكبر عدد محتاجين لمساعدات إنسانية تسجّله الوكالة الأممية في هذا البلد على الإطلاق".
وأفادت الأمم المتحدة بأنها تتوقع أن تحتاج إلى 2,56 مليار دولار لتقديم مساعدات داخل الأراضي السودانية مقابل 1,75 مليار دولار وفق تقديرات نهاية العام الماضي.
وتسمح هذه الأموال لهيئات الإغاثة بالوصول إلى 18 مليون شخص يعدّون الأكثر عرضة للخطر داخل البلاد، بحسب راغاسينغهام.
واندلعت معارك منتصف الشهر الماضي بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو.
وقُتل حوالى ألف شخص معظمهم في الخرطوم ومحيطها وفي ولاية غرب دارفور، بحسب مصادر طبية.
وأُصيب أكثر من 5 آلاف شخص بجروح فيما لا يزال الملايين عالقين في منازلهم وعاجزين عن الوصول إلى الخدمات الأساسية والرعاية الصحية، بحسب راغاسينغهام.
وعمّق القتال الأزمة الإنسانية في السودان حيث كان شخص من كل ثلاثة يعتمد على المساعدات الإنسانية حتى قبل اندلاع النزاع.
جهود دبلوماسية متواصلة
في جدة بالسعودية، لا يزال الطرفان يجريان محادثات حول وقف إطلاق نار "إنساني" للسماح للمدنيين بالخروج وإتاحة المجال لدخول المساعدات.
كما تستضيف جدة، الجمعة، كذلك قمّة عربية، تتطرّق إلى مسألة النزاع في السودان وتحاول إيجاد حل دبلوماسي للأزمة يحقن الدماء.
aXA6IDMuMTQ0LjkyLjE2NSA= جزيرة ام اند امز