خبراء سودانيون: دور محوري للسعودية والإمارات بالتسوية السياسية
السياسيون يؤكدون أن دور الرياض وأبوظبي لم يتوقف عند التوصل إلى تسوية سياسية فقط، بل منعتا انهيار السودان اقتصاديا.
أكدت قيادات سياسية سودانية، الخميس، أن السعودية والإمارات لعبتا دورا محوريا في اتفاق المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير، الذي يمهد لتحول ديمقراطي وسلام في السودان.
- الإمارات تعبر عن ارتياحها لاتفاق "العسكري" السوداني والمعارضة
- رئيس المجلس العسكري السوداني إلى الإمارات في زيارة رسمية
وأوضح السياسيون لـ"العين الإخبارية" أن "دور السعودية والإمارات لم يتوقف عند حد التوصل إلى تسوية سياسية في الخرطوم، بل منعتا انهيار السودان اقتصاديا وقدمتا دعما سخيا، لا سيما من المواد البترولية والقمح لمساعدة الشعب على عبور المرحلة الحرجة التي يمر بها".
وأفضت الجهود الإقليمية والدولية، إلى توصل المجلس العسكري الانتقالي في السودان وقوى إعلان الحرية والتغيير المنظمة لحركة الاحتجاجات، الجمعة الماضي، إلى اتفاق لتشكيل هياكل السلطة الانتقالية، عبر وساطة مشتركة ناجحة قادها الاتحاد الأفريقي وإثيوبيا، أنهت أشهرا من التوتر.
دور تنسيقي يحقق الوفاق
وقال نائب رئيس وزراء السودان الأسبق، وزعيم حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي إن "السعودية والإمارات لعبتا دوراً مهما في مسار التسوية السياسية في السودان، تمثل في تنسيقهما السياسي عالي المستوى مع الجانب الأمريكي والأوروبي والاتحاد الأفريقي والذي أثر إيجابا في دفع المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير إلى الجلوس للتفاوض المباشر وتقديم تنازلات".
وأكد الفاضل المهدي، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "الرياض وأبوظبي شاركتا مباشرة في الوساطة الوطنية، مما ساعد على تقريب وجهات نظر الأطراف السودانية والتوصل لاتفاق سياسي لإدارة المرحلة الانتقالية".
واعتبر زعيم حزب الأمة أن "الدور الأهم الذي قامت به السعودية والإمارات تجاه السودان تمثل في تحقيق الاستقرار ومنع الانهيار الاقتصادي من خلال دعمهما المادي بالبترول بما قيمته 100 مليون دولار في الشهر، وإمدادات القمح والأدوية ودعم الموسم الزراعي بالسماد، فضلا عن دعم مالي مماثل لميزان المدفوعات".
وقال إن "الدعم المالي من السعودية والإمارات كان أكبر مساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في السودان خلال الفترة الماضية".
جهود الإمارات بصمة مميزة
وقال القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي، والمرشح الرئاسي والوزير السابق، حاتم السر: "لا أحد ينكر الدور الأخوي للإمارات فقد تركت بصمة مميزة في المشهد السوداني".
وأضاف حاتم السر، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "الإمارات والسعودية ومصر كانت من أوائل الدول التي دعمت الانتقال السلمي للسلطة في السودان من منطلق حرصها على أمن واستقرار بلادنا، بالإضافة إلى أن السودان شريك مهم في التحالف العربي الذي يضم الرياض وأبوظبي والقاهرة".
وتابع القيادي الاتحادي أن "الإمارات بذلت مجهودات إضافية وتواصلت مع كل الأطراف السودانية وساهمت في إقناع الشركاء للوصول إلى الاتفاق الانتقالي، ونحن في حزب الحركة الوطنية أحد أكبر وأعرق الأحزاب السياسية بالبلاد، نثق في منطلقات الإمارات لمعالجة أزمة الانتقال في السودان".
وشدد حاتم السر على أن "الدعم الإماراتي المادي للسودان كان بهدف توفير احتياجات الشعب السوداني الأساسية، بينما يأتي دعمها السياسي رغبة في الوصول إلى حلول سريعة للمشكلات التي تواجه بلادنا وهي خطوة مهمة في نظر الإمارات لتحقيق الاستقرار السياسي".
وتابع: "نستشهد بحديث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي قال فيه لرئيس المجلس العسكري الانتقالي: ندعو لأهمية الحوار بين السودانيين بما يؤدى لتحقيق الوفاق ونؤكد استعداد الإمارات لدعم السودان بما يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين".
مواقف تعجل بالتغيير
بدوره، امتدح رئيس كتلة التغيير في البرلمان السابق، السياسي المستقل أبوالقاسم محمد برطم، المواقف التاريخية والمشرفة لدولتي السعودية والإمارات تجاه السودان، موضحا أن "أدوارهما الإيجابية في دعم العملية السلمية والتوصل لاتفاق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير يأتي استكمالاً لما ظلتا تلعبانه في السنوات الماضية تجاه شعب السودان".
وقال برطم، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن "امتناع الإمارات والسعودية عن دعم الرئيس المعزول عمر البشير في آخر عهده، وانحيازهما لتطلعات الشعب السوداني عجّل من عملية التغيير السياسي في البلاد، وهذا الشيء يجب أن تُشكرا عليه رسميا وشعبيا".
وشدد على ضرورة أن تتبنى الحكومة القادمة خطة واضحة لتمتين العلاقات الثنائية مع كل دول العالم، وإعطاء أولوية وخصوصية للعلاقات مع الجوار وبلدان الإقليم وبخاصة السعودية والإمارات ومصر، لأنها من أوائل الدول التي انحازت لخيار الشعب السوداني وتطلعاته.
ودعا إلى فتح مجالات الاستثمار الزراعي والصناعي أمام الرياض وأبوظبي لتدفق رؤوس الأموال والتي من شأنها إحداث نقلة نوعية في الاقتصاد السوداني، قائلاً: "السعودية والإمارات منعتا اقتصادنا من الانهيار بالدعم السخي، وساعدتا على إبرام اتفاق سياسي يؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ السودان".
وقضى اتفاق السودان الذي حظي بترحيب دولي وإقليمي واسع، بتشكيل مجلس سيادي من 11 عضواً مناصفة بين المجلس العسكري والحرية والتغيير (5+5) والعضو المكمل شخصية وطنية مستقلة، على أن يتولى العسكريون رئاسته لمدة 21 شهرا والمدنيون الـ18 شهراً الأخيرة من عمر الفترة الانتقالية المحددة بـ3 سنوات.
كما قضى بتشكيل مجلس وزراء من الكفاءات الوطنية المستقلة، تقوم بترشيحهم قوى الحرية والتغيير، فيما تم إرجاء تشكيل المجلس التشريعي إلى فترة 3 أشهر بعد تكوين الحكومة المدنية.
ومن المنتظر أن تتسلم الأطراف السودانية وثيقة الاتفاق النهائية، الخميس، بعد اكتمال صياغتها القانونية، على أن يكون التوقيع مطلع الأسبوع المقبل.