"يوناميد" تكمل انسحابها التدريجي من دارفور
أعلنت البعثة الأممية لحفظ السلام في دارفور غربي السودان، أنها ستكمل الانسحاب التدريجي من الإقليم، غدا الأربعاء، 30 يونيو/حزيران.
وستنتقل البعثة إلى مرحلة تصفية الأصول بعد أن اكتملت عملية السحب التدريجي، والتي من المقرر أن تستمر عاما آخر.
- "فراغ يوناميد".. السودان يتعهد بحماية المدنيين في دارفور
- "أمن وخدمات".. محاولات سودانية لملء فراغ "يوناميد" في دارفور
ويأتي اكتمال سحب البعثة المختلطة من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2559 (2020) والذي أنهى بموجبه تفويض البعثة.
وكانت الأمم المتحدة كلفت، مباي باباكار سيسي، الأمين العام المساعد، بالإشراف على فترة السحب التدريجي التي بدأت يوم 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وإدارة الموظفين وإعادة الأصول إلى أوطانها ونقل مواقع الفرق إلى السلطات المحلية والانخراط بالتواصل مع الحكومة السودانية بشأن المسائل ذات الصلة.
وقالت يوناميد في بيان، صحفي، الثلاثاء، إنها سلمت خلال الأشهر الأربعة الماضية، 14 موقعا إلى الحكومة السودانية والتي التزمت باستخدامها للأغراض المدنية وبما يتماشى مع الاتفاق الإطاري الموقع في 4 مارس/آذار 2021.
وأشار البيان إلى أنه "سيتم استخدام هذه المرافق لخدمات الرعاية الصحية والتعليمية والخدمات الاجتماعية الأخرى، بما في ذلك التدريب المهني والمراكز المجتمعية على النحو الذي حدده أعضاء المجتمعات المحلية".
وقال البيان: "في الوقت الذي تقع فيه مسؤولية ضمان سلامة المواقع وحمايتها على عاتق الحكومة المركزية، تظل حكومات ولايات دارفور مسؤولة عن ضمان استخدام المرافق على النحو المحدد".
وأنشأت حكومة السودان فريق عمل مشترك ولجان تسليم ولائية كمحاورين رئيسيين لليوناميد أثناء السحب والتي من خلالها سجلت البعثة الاحتياجات المحددة لكل مجتمع وحددت طرق تلبيتها من خلال توفير الأصول مثل شاحنات تقل المياه والصرف الصحي، ومعدات معالجة المياه والمولدات والمركبات، من بين أمور أخرى.
وأضاف البيان: "قامت اليوناميد، حتى الآن باعتبار أنها جزء لا يتجزأ من السحب التدريجي، بتزويد المجتمعات المحلية في دارفور بـعدد 193 مركبة، بما في ذلك 27 شاحنة لنقل المياه والصرف الصحي و196 مولد كهرباء وتبرعت بعيادتها في زالنجي وبالمرافق الطبية في نيالا وكبكابية لاستخدامها من قبل المجتمعات المحلية".
وقال المشرف الأممي مباي باباكار سيسي "كان التنسيق والتعاون الجيد مع حكومة السودان أمراً حاسماً في الوفاء بالجدول الزمني الضيق والمعايير المحددة من قبل مجلس الأمن لفترة السحب التدريجي".
وشدد أنه بالمثل، سيكون من المهم أن تضمن الحكومة حماية القاعدة اللوجستية وإعادة الموظفين المتبقين إلى أوطانهم لتسهيل مرحلة تصفية سلسة.
وساهمت عشرات الدول من جميع أنحاء العالم، خلال فترة تفويض اليوناميد التي استمرت 13 عاماً، بأكثر من 100 ألف جندي وشرطي في قوات حفظ السلام.
وبحسب البيان فقد كان لليوناميد، في ذروة انتشارها في العام 2011، نحو 23 ألف جندي وشرطي.
وشدد البيان على أنه في بداية فترة السحب التدريجي في يناير 2021، كان يتعين إنهاء انفصال 7 آلاف فرد عسكري وشرطي ومدني لا يزالون بالبعثة وإعادتهم إلى أوطانهم، في وقت تمت فيه إعادة أكثر من 6 آلاف فرد إلى أوطانهم.
وقال البيان: "وفرت يوناميد باعتبارها واحدة من أكبر عمليات حفظ السلام في تاريخ الأمم المتحدة بيئة أمنية في دارفور وسوف تغادر بتاريخ من الإنجازات الداعمة لحماية المدنيين، لا سيما النازحين، وتحقيق الاستقرار المجتمعي ودعم سيادة القانون وتقديم المساعدات الإنسانية وكذلك دعم تنفيذ عملية السلام".
وأشار البيان إلى أن "البعثة عملت كذلك على تمكين المرأة ومعالجة العنف الجنسي القائم على النوع وحماية وتعزيز حقوق الإنسان؛ علاوة على أنها ساعدت في مكافحة كورونا".
ووفقًا لموافقة مجلس الأمن، ستحتفظ البعثة في مرحلة التصفية التي تستمر لمدة عام والتي من المقرر أن تبدأ في 1 يوليو/تموز 2021، بوحدة شرطة مشكلة للحراسة قوامها 363 فرد لحماية أفراد الأمم المتحدة ومرافقها وأصولها داخل قاعدة الفاشر اللوجستية.
وبالتوازي مع ذلك، ستستمر القوات السودانية المشتركة في الانتشار خارج القاعدة تحت إمرة حكومة الخرطوم بالتنسيق الوثيق مع فريق تصفية اليوناميد.