«الحصن الأخير».. إخوان السودان يؤججون الحرب بأمر التنظيم الدولي
ليس اعتلاء سدة الحكم بالسودان فقط هو هدف الحركة الإسلامية بالبلد الأفريقي من إشعال نار الحرب، لكن الأمر يتخطاها إلى تحقيق مصالح التنظيم الدولي للإخوان.
الحرب التي أشعلها الإخوان منذ أبريل/نيسان 2023، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لا تترك الحركة الإسلامية، بقيادة الإخواني علي كرتي، أي فرصة لهدنة حقيقية إلا وأفشلتها، وفقا لمراقبين تحدثوا لـ"العين الإخبارية".
المراقبون قالوا إن تحركات التنظيم الإخواني تستهدف بالمقام الأول تصفية الثورة السودانية التي أزاحتهم من الحكم في أبريل 2019، وذلك من خلال الإبقاء على حالة الفوضى الأمنية في السودان، أو إرغام جميع الأطراف الفاعلة في معسكر رفض الحرب، على القبول بعناصر التنظيم مجدداً في سدة الحكم، وعدم إقصائهم من مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والاقتصادية.
عودة الإخوان
جهود حميدة لرأب الصدع السوداني، تبذلها دول الرباعية (الإمارات والسعودية ومصر وأمريكا)، سواء مجتمعة أو على انفراد، تقابلها جهود خبيثة لقيادات الحركة الإسلامية، واجهة الإخوان في السودان، تسعى من خلالها لضرب وحدة السودان، من خلال إذكاء نيران الحرب وإشعال فتيل التوتر والنزاع، وفقا للمراقبين.
الحصن الأخير
ولم تقتصر تفسيرات المراقبين على أن رفض إخوان السودان إيقاف الحرب، يأتي من واقع اختطافهم لمؤسسة الجيش والتحكم في قرارات قيادته وحسب، بل تتعداها إلى أن التنظيم العالمي للإخوان بات داعماً للحرب في السودان، حفاظاً على مكتسباته التي تحققت في البلد الأفريقي خلال 30 عاماً من الحكم والسيطرة على مؤسسات الدولة ومواردها.
وحسب الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني، شريف محمد عثمان، فإن المعركة التي أشعلتها الحركة الإسلامية في السودان، هي معركة رافضة لأي حلول تُنهي وجودهم في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية.
وأضاف شريف عثمان في حديث لـ"العين الإخبارية": "الحرب في السودان، أضحت بمثابة معركة للتنظيم العالمي للإخوان الذي يرغب في استرداد حصنه الأخير في المنطقة بعد محاصرة التنظيم في عدد من بلدان المنطقة".
وأوضح أن "تنظيم الإخوان كما أعاق فرص السلام في المنامة وجنيف عبر أذرعه في أجهزة الدولة العسكرية والمدنية وميليشياته المنخرطة في الحرب، سيبذل جهده لإعاقة أي فرص للسلام تُنهي هيمنتهم على مؤسسات الدولة في السودان"، داعياً الأسرة الدولية والإقليمية إلى اتخاذ إجراءات أكثر قوة وجدية في مواجهة التنظيم، مثل فرض عقوبات عليه وحظر تحركات أفراده ومصادرة أموالهم، والضغط على الدول التي تستضيفهم، من أجل السلام بالسودان.
وكان القيادي في التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة السودانية "صمود"، طه إسحق، قال في منشور على "فيسبوك" طالعته "العين الإخبارية"، إن "كيزان الجيش" (مصطلح يُطلق في السودان على تنظيم الإخوان)، هم من أشعلوا فتيل الحرب عبر استغلال الخلافات القائمة بين قيادة الجيش السوداني والدعم السريع، مؤكداً أن "قيادة الجيش السوداني، لم يكن أمامها أي خيار بعد اندلاع الحرب سوى الاستمرار فيها آنذاك".
مخرجات الاتفاق الإطاري
في المقابل يرى المحلل السياسي السوداني، سيبويه يوسف، أن عناصر الحركة الإسلامية السودانية، ظلوا يكيدون لحكومة الثورة خلال الفترة الانتقالية بقيادة رئيس الوزراء السابق، عبدالله حمدوك، وذلك لقطع الطريق أمام التحول المدني الديمقراطي.
وقال يوسف في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن نشاط منسوبي الحركة الإسلامية السودانية، لإعاقة حكومة الثورة، تجلى بوضوح خلال فترة الجدل المصاحب لِما يعرف بـ"الاتفاق الإطاري" قُبيل اندلاع الحرب.
وأشار إلى أن جماعة الإخوان كانت قد صرحت علناً بأنها ستشعل الحرب في حال تم التوقيع على الاتفاق، موضحا أن مليشيات الإخوان هي من أطلقت الرصاصة الأولى صبيحة 15 أبريل/ نسيان 2023، لقطع الطريق أمام هذا الاتفاق، الذي أقر "هيكلة" الجيش السوداني ودمج قوات الدعم السريع فيه، وتحريره من قبضة التنظيم الإخواني.
وتابع: "الإخوان استغلوا تواطؤ كثير من قيادات الجيش السوداني معهم ومع أجندتهم الهادفة لقطع الطريق أمام الانتقال المدني الديمقراطي تحديداً، ولهذا آثرت قيادات الجيش السوداني الحالية، الدخول في الحرب، مقابل البقاء في سدة الحكم والسيطرة على موارد البلاد، وعدم السماح للجنة "التفكيك" بمواصلة مهامها لتحرير مؤسسات الدولة من سيطرة الإخوان".
واستدل يوسف على ذلك بالحملات الإعلامية الممنهجة من قبل منسوبي الحركة الإسلامية السودانية، لإفراغ الجهود الدولية والإقليمية لوقف الحرب من مضمونها الهادف لإحلال السلام.
وقال يوسف "تلك الحملات سببها أن الحركة الاسلامية تدرك أنها تنظيم منبوذ عالمياً وإقليمياً، وأن الشعب السوداني أيضاً عبر عن رفضه لهذه الجماعة حينما قرر الخروج عليها في ثورة شعبية أدهشت العالم كله، منذ ديسمبر/كانون الأول 2018 وحتى أبريل2019".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTMg
جزيرة ام اند امز