معرض يوثق نضال المرأة السودانية بصور فوتوغرافية
المعرض تنظمه المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الأفريقي تحت عنوان "لا شيء عنا دُوننا" ويضم صورا توثق مشاركة النساء في ثورة ديسمبر
افتتحت عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان عائشة موسى، ووزير الثقافة والإعلام السوداني فيصل محمد صالح، معرض صور لمشاركة النساء "الكنداكات" في الثورة السودانية، التي أطاحت بنظام الإخوان في ١١ أبريل/نيسان الماضي.
المعرض من تنظيم المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الأفريقي "صيحة" وحمل عنوان "لا شيء عنا دُوننا"، حيث ضم مجموعة صور فوتوغرافية توثق مشاركات المرأة السودانية خلال ثورة ديسمبر/كانون الأول.
وفي حديثها لـ"العين الإخبارية" قالت هالة الكارب، الأمينة العامة لمبادرة استراتيجية نساء القرن الأفريقي، إن فكرة قيام المعرض الذي يوثق مشاركة النساء في الثورة السودانية جاءت لأجل حفظ نضالات المرأة للأجيال القادمة.
وأضافت: "مشاركة المرأة في الثورة السودانية كانت أكثر من ٧٠%، وهو أمر كان مدهشا لكل العالم، لأن الصورة النمطية عن نساء السودان تذهب إلى عكس ما قمن به من أدوار في حراك الاحتجاجات".
وتابعت: "الناس لا تعرف تاريخ النضال للمرأة السودانية، لغياب التوثيق لتلك النضالات، ورغم تطور المرأة في السودان فإن هناك غيابا لتوثيق نضالاتها ومسار تطورها، ولذلك نحن لا نريد تكرار الخطأ، نريد من خلال هذا المعرض أن نؤسس لثقافة توثيق نضالات المرأة السودانية".
وذكرت الكارب أن مبادرة نساء القرن الأفريقي عبارة عن شبكة نسوية تعمل في ٧ بلدان كانت تتخذ من السودان مقرا لها، قبل أن ينتقل مكتبها الإقليمي إلى كمبالا في عام ٢٠٠٧.
وتعمل المبادرة، بحسب الكارب، في مجال حقوق وتنمية المرأة خصوصاً في مناطق النزاعات، بالتعاون مع الحكومات المحلية.
وكان لنساء السودان اللاتي عرفن بـ"الكنداكات" دور بارز في الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام البشير الإخواني بعد 30 عاماً من الحكم الديكتاتوري.
وسجلت الكاميرات عددا من المشاهد لأولئك "الكنداكات" أصبحت فيما بعد أيقونات للثورة، مثل رفقة عبدالرحيم التي أعادت عبوة الغاز المسيل للدموع بيدها إلى الشرطة، وآلاء صلاح التي اعتلت إحدى السيارات وظلت تهتف بطريقة ألهبت حماس المحتجين.
وتقول عائشة السماني، إحدى المنظمات للمعرض، لـ"العين الإخبارية"، إن المعرض الذي تم افتتاحه بفندق كورنثيا سينتقل إلى معهد "جوتة" ليستمر لمدة أسبوع مفتوحا أمام الجمهور.
وأشارت إلى أن هدف المعرض توضيح مشاركة النساء في أحداث الثورة السودانية ولفت الانتباه لضرورة تحقيق العدالة والمساواة للمرأة حتى تذهب الديمقراطية في الاتجاه الصحيح.
وتم تقسيم المعرض إلى 3 أجنحة؛ الأول خصص للصور التي توثق مشاركة المرأة قبل فض اعتصام المحتجين أمام القيادة العامة للجيش، والثاني يرصد دور الكنداكات أثناء فض الاعتصام، والثالث بعد فض الاعتصام.
ويقول محمد صباحي، أحد المصورين المشاركين بالمعرض، لـ"العين الإخبارية"، إنه ظل يتجول بعدسته وسط المتظاهرين منذ اندلاع الاحتجاجات لأجل التوثيق للثورة.
وأضاف: "لم أكن أقصد النساء فقط في التصوير، بل كنت أبحث عن المواقف التي تستحق التوثيق، فكانت غالبية تلك المشاهد لنساء".